مستشفى التعليم العالي في شبين الكوم

شاءت الظروف أن أقضى الأسبوع الماضى يومًا كاملًا فى مستشفى شبين الكوم التعليمي، كانت عندى ظروف خاصة وحالة طارئة تستوجب التدخل السريع من أحد المستشفيات الحكومية الخاضعة لوزارة الصحة نظرًا للإمكانيات الطبية السريعة والعاجلة.
قطعت تذكرة بعشرة جنيهات وقمت بإجراء الكشف فى العيادة الخاصة بالعظام، دخلت على مجموعة أطباء معظمهم شباب فى العقد الثالث من العمر، فوجئت باهتمام فوق الوصف بحالتي المرضية دون أن يعرفنى أحد.. تحدث معى أحد هؤلاء الشباب الذي يشرح القلب، وطلب سرعة إجراء بعض التحاليل وأشعة مقطعية وأخرى عادية.. كنت أعتقد أننى سوف أذهب إلى أقرب دار أشعة لعمل المطلوب وما أدراكم بأسعار الأشعة المقطعية والتحاليل فى المراكز الخاصة، ولكن المفاجأة أن الطبيب الشاب قال لى: مركز الأشعة ومعمل التحاليل فى الدور الأول، وسوف تذهب معك إحدى العاملات فورًا للمساعدة.بالفعل تم عمل اللازم وتشخيص الحالة والاهتمام بها على أكمل وجه.. من هذا المنطلق أقول بكل فخر أن العديد من المستشفيات الحكومية تقدم خدمة ممتازة للمواطن المصري الفقير قبل الغنى، ولكن المنظومة الصحية بصفة عامة داخل هذا القطاع تحتاج إلى كوادر بشرية مدربة، والأهم من ذلك اختيار القيادات داخل المستشفيات الحكومية فى جميع المحافظات وهذا ما أريد أن أقوله إلى الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة.وهنا أؤكد للسيد الوزير بأننى لم أتوقع أن أشاهد صرحًا طبيًا على أعلى مستوى وخلية نحل من أطباء وتمريض وفنيين أشعة، يقدمون خدمات طبية بجودة تضاهى أكبر وأغلى المستشفيات الخاصة فى مصر.نحن رجال الصحافة الواعية الشريفة نلعب دورًا جوهريًا فى المجتمع، ليس بالقليل فى رصد كل ما نشاهده، وعلينا واجب أقسمنا عليه.. عندما قلنا نقسم بالله العظيم أن نصون مصلحة الوطن وأن نؤدى رسالتنا بالشرف والأمانة والنزاهة وأن نحافظ على سر المهنة وأن نحترم آدابها ونراعى تقاليدها.أكتب اليوم هذا المقال عن معايشة إنسانية داخل مستشفى شبين الكوم التعليمى بالمنوفية، بعد أن رصدت ودونت فى مفكرتى الصغيرة مشاهدتى على مدار ٧ ساعات متواصلة بالمستشفى، دخل أمامى ما يقرب من ٣٠٠ حالة ما بين حوادث على الطرق، وأزمات قلبية، وحالة طارئة تستدعى تدخلًا جراحيًا عاجلًا، وحالات تحتاج إلى عناية مركزة، كلها حالات طوارئ بفضل الله استقبلتهم ملائكة الرحمة والجيش الأبيض بكل محبة وتقدير واحترام وإنسانية فاقت الوصف أمامى.سعادتى اكتملت واطمأن قلبى بهؤلاء الشباب والفتيات من الأطباء أولاد الطبقة الوسطى، وهم يقومون بواجبهم نحو أهلهم من أبناء المنوفية.. تحية إلى قائد هذه المنظومة التي تدار بحزم ورقى وإنسانية فى كثير من الأحيان على يد الدكتور فيصل جودة مدير هذا الصرح الطبي الذي لم يعرفنى أو أعرفه من قبل، وقد علمت أنه مدير المستشفى وله باع طويل فى المجال الصحي والإداري، وتحية إلى الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة على تواصله مع الصحفيين والإعلاميين.اليوم أكتب بصدق عن أحد قطاعات الدولة فى المجال الصحي بالمنوفية من خلال مستشفى شبين الكوم التعليمي، مثل ما كتبت عدة مقالات عن فساد المحليات وفساد قطاع الرى فى المنوفية.وأقول للحكومة: القيادة الصحيحة عندما توضع فى المكان المناسب مؤكد أن تنقل هذا الوطن نقلة كبيرة إلى آفاق التقدم والعكس صحيح، اختاروا قيادات شريفة واعية تحب الوطن ولديها مقدرة على العمل ليلًا ونهارًا من أجل مصر، حتى ينصلح الحال فى كثير من قطاعات الدولة، ولنا فى ذلك قدوة وأسوة حسنة للقيادة السياسية التي لم تتوقف عن العمل طوال ١٤ عامًا من أجل بناء مصر الجديدة.. وله مقولة شهيرة «كل ما أزعل أشتغل أكتر» ويعلم الله أن ما صنعه الرئيس عبدالفتاح السيسي فى هذه المدة البسيطة من المؤكد أن يأخذ ٥٠ عامًا لتنفيذه على أرض الواقع، رغم ما نسمعه على بعض قنوات ومنصات وصفحات السوشيال ميديا الكاذبة المروجة للأباطيل.. نقول بكل فخر «مصر بخير» جيشًا وشرطة وشعبًا وقيادة، وبإذن الله الخير قادم والتاريخ يشهد الآن وغدًا وفى المستقبل القريب، أن هذه البلد بكل ما تعانيه من مشاكل اقتصادية وهموم حياتية للمواطن المصري البسيط، أصبحنا نمثل رعبًا للكيان الصهيونى، ونسمع من داخل إسرائيل نفسها الخبراء العسكريين يقولون فى وسائل الإعلام العبرية الرسمية وغير الرسمية بأن مصر أصبحت تمثل خطورة كبرى علينا.. وأنا أستمع وأشاهد هذه التصريحات أبتسم وتحدثنى نفسى وأقول: رغم كل ما يحاصرنا من عدائيات خارجية، وضغوط وظروف صعبة يقف هذا الوطن كالجبال الرواسى ضد محاولات الأعداء للنيل من وحدتنا أو أرضنا وتعدى الأمر إلى أننا نمثل رعبًا للعدو فما بالكم إن نهض الوطن فى كل المجالات.. تحيا مصر.