المحتوى الرقمي: هل هو عنصر مكمل للشاشة أم منافس لها؟

المحتوى الرقمي: هل هو عنصر مكمل للشاشة أم منافس لها؟

ظاهرة جديدة تتنامى على حسابات القنوات الفضائية بوسائل التواصل الاجتماعى، تتمثل فى انتاج الفضائيات محتوى رقمى يبث على مواقع السوشيال ميديا فقط دون عرضه على شاشات القنوات، ما يطرح أسئلة مهمة حول الأهداف وطبيعة ذلك المحتوى، هل الجدوى الاقتصادية أم طبيعة الرسالة والمضمون والجمهور المستهدف؟

وهل الانتاج الرقمى لوسائل التواصل الاجتماعى مكمل للشاشات الفضية أم منافس لها ومهدد لبقائها فى المستقبل القريب؟تلك التساؤلات وغيرها نطرحها على نخبة من الاعلاميين والخبراء والمشاركين فى إنتاج المحتوى الرقمى.قالت الإعلامية جاسمين طه زكى: «إن الإعلام الرقمى يعد المستقبل، ونريد فى قناة «DMC» أن نكون دائمًا لنا السبق ومواكبين وقادرين على المنافسة، فكانت هذه بداية التجربة بتقديم مجموعة برامج على صفحة «DMC» على السوشيال ميديا»، مشيرًا إلى أن القناة تستهدف شريحة من الجمهور الذي يقضى معظم أوقاته خارج المنزل، وأسلوب حياتها سريع، بالتالى ارتباطها بالتليفزيون قليل جدًا، فالجيل الجديد يختلف عن جيلى والأجيال السابقة من محبى التليفزيون، مؤكدة أنها تستمتع أكثر بمشاهدة التليفزيون عن السوشيال ميديا والمنصات الرقمية.وأضافت «زكى»: «أن تعداد الشباب كبير، لذلك نريد الوصول إلى هذه الفئة العريضة بتقديم برامج على السوشيال ميديا الخاصة بقناة «DMC»، وهذه الرسالة الإعلامية تكمن فى الوصول الى أكبر قدر من الجمهور»، موضحة أن برنامج «مصريات» الذي تقدمه على صفحة «DMC» على السوشيال ميديا، يسلط الضوء على أبرز النماذج الملهمة من النساء أمثال هدى شعراوى وسعاد حسنى وغيرهما، وفى مختلف المجالات كذلك، وهذا نوع من أنواع التثقيف للأجيال الجديدة للتعرف على الشخصيات المهمة فى حياتنا، وذلك بتقديم معلومات سريعة وخفيفة فى خمس دقائق، وهذا ما جذبنى لأن البرنامج يتضمن معلومة واضحة ومفيدة وجذابة وتواكب العصر.من جانبه، أوضح الإعلامى كريم كوجاك، أن الإعلام أخد شكلا آخر مختلفا عن الماضى، إذ إن السوشيال ميديا أصبحت من أهم مصادر الحصول على المعلومات والترفيه وغيره، والأجيال الجديدة تتعامل مع الإنترنت على هواتفها طوال الوقت لمشاهدة قناة أو برنامج أو فيلم معين، مشيرًا إلى أن السوشيال ميديا تقدم للشباب خلاصة ما يحدث على القنوات، وأحيانًا كثيرة تكون سابقة عنها، بالتالى أصبحت مصدرا مهما للمعلومات. وتابع «كوجاك»: «أن الإعلاميين والفنانين  ممن ليس لديهم برامج تليفزيونية أو أعمال فنية يلجأون إليها للتواصل مع الجمهور، حيث إنه لا يوجد متنفس بديل أمامهم سوى السوشيال ميديا، والكثير من الإعلاميين يقومون بتقديم هذه النوعية من البرامج على السوشيال ميديا بهدف تحقيق مقابل مادى وهذا بالنسبة لمن لديهم تاريخ، أما المذيعون الجدد فيستخدمونها من أجل الانتشار وزيادة الجماهيرية، وأحيانًا يحدث العكس فنجد شخصا عاديا ينجح ويشتهر عبر السوشيال ميديا، ثم يصبح مقدم برنامج بالتليفزيون.وأشار «الإعلامى الكبير»، إلى أن اهتمام القنوات التليفزيونية والفضائية بعمل صفحات لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك لعلمها بأهمية السوشيال ميديا وتأثيرها، ومحاولة منها لمواكبة العصر خوفًا من التراجع، بالتالى لا بد أن يكون لهم ظهير رقمى، لأن العالم كله تحول إلى هذه النوعية من الإعلام، نافيًا تفكيره فى إعادة تقديم برنامجه «إللى فى قلبى على يوتيوبى» الذي كان يقدمه على موقع يوتيوب من قبل، مؤكدًا أنه لا يفكر فى هذا الأمر حاليًا لانشغاله ببرامجه التليفزيونية.وأضاف «كوجاك»: «أنه ليس لديه استعداد لتقديم أى برنامج غير هادف أو مفيد على السوشيال ميديا، لمجرد زيادة نسبة مشاهدته فقط»، لافتًا إلى أنه يحترم تاريخه على مدار 29 عامًا كمذيع هواء لبرامج متنوعة وتغطية مهرجانات عربية وعالمية، ولذلك ليس لديه النهم والإصرار للظهور الدائم، وهذا الأمر حتى على مستوى حياته الشخصية، إذ يعتذر عن حضور الكثير من الفعاليات.وأكدت الإعلامية أية جمال الدين، مقدمة برنامج «جريمة مش سيما»، على صفحة «+DMC» عبر السوشيال ميديا، حبها لخوض تجربة الديجيتال للتقرب من جمهوره لأنه «متفاعل ومختلف»، مضيفة: «أن السوشيال ميديا لم يعد يتابعها الشباب فقط، بل أيضًا كبار السن، بالتالى أصبح لمواقع التواصل الاجتماعى قطاع عريض من الجمهور من مختلف الفئات العمرية».ولفتت «جمال الدين»، إلى أن البرامج التليفزيونية تشاهد من خلال شاشة التليفزيون، وأيضًا عبر السوشيال ميديا من خلال مقاطع الفيديو التي تنشر على هذه المواقع، موضحة أن هناك مميزات لمواقع التواصل الاجتماعى أن المشاهد هو المتحكم فى وقت التعرض والمشاهدة من خلال رؤيته لحلقات المسلسل أو البرنامج عبر الإنترنت، لذلك الإعلام الرقمى صار منافسًا بشدة للقنوات التليفزيونية، لكن فى ذات الوقت مازال التليفزيون له جمهوره وبريقه ورونقه.ونوهت مقدمة برنامج «جريمة مش سيما»، إلى أنها أحبت خوض تجربة الإعلام الرقمى، لكنها تحب أكثر عملها على شاشة التليفزيون، مشيرة إلى أن فكرة برنامجها الديجيتال، جاءت من بحثها عن فكرة غير مكررة، ولذلك جذبتها ولم تقلق من الفكرة لأنها تحب التغيير، والإعلامى الناجح يمكنه تقديم كل الألوان البرامجية سواء «لايت أو جادة»،  ولا بد أن تكون لديه هذه الأدوات.   وأوضحت «جمال الدين»، أن فكرة برنامج «جريمة مش سيما»، اقترحها عليها زوجها لأنه مستشار ويشاهد العديد من القضايا، ثم عرضت الفكرة على القناة واعتمدت على المعدين «أحمد غنيم وأحمد جمعة» الذين اشتروا كتبا للمستشار بهاء الدين أبوشقة وغيره حول قصص واقعية عن الجرائم، والتي كانت مصادرهم فى البرنامج وكتب ذلك على التتر، وكل قصة يتم كتابة مصدر الكتاب الخاص بها، كاشفة عن مدى عشقها لبرنامج «خلف الأسوار» الذي تم تقدميه فى التسعينيات، وأيضا كان من الأشياء التي دفعتها لتقديم برنامجها مع اختلاف طريقة تقديم وسرد كلا البرنامجين.وشددت الدكتورة نجوى كامل، أستاذ الصحافة بكلية إعلام جامعة القاهرة، على أن تهافت الإعلاميين لتقديم برامج على مواقع التواصل الاجتماعى لزيادة جماهيريتهم وشعبيتهم والاستفادة من هذه المواقع، بالإضافة إلى توصيل رسالتهم خاصة إذا كانت هادفة لأكبر عدد ممكن من الجمهور»، متابعة: «أنه قد يكون الهدف منها الربح، فيما يخص الإعلاميين الذين لا يقدمون برامج على القنوات التليفزيونية»، كما أن السوشيال ميديا أحيانًا تكون بديلًا مناسبًا لاستمرار تواجد الإعلامى الذي ليس لديه برنامج للتواجد على الساحة».وأشارت أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة، إلى أن السوشيال ميديا أمر موجود ومسموح لكن لا توجد وسيلة تقضى على وسيلة أخرى، لأن التليفزيون مازال له جمهوره وأيضا السوشيال ميديا لها جمهورها الخاص، موضحة أن السوشيال ميديا والتليفزيون بينهما تكامل، فكلاهما مكملان لبعضهما البعض.وأكدت شيرين عفت، مقدمة برنامج «سماعة وشماعة» عبر «DMC +» على جميع مواقع التواصل الاجتماعى، أهمية الإعلام الرقمى إلا أنه فى نفس الوقت لم يسحب البساط من تحت التليفزيون التقليدى، لأنه مازال هناك أشخاص يفضلون التليفزيون عن الديجيتال، بالتالى فالإعلام الرقمى مكمل وليس منافسًا.وأضافت «عفت»: «أنه قبل عرض البرنامج الديجيتال عليها، كانت تفكر فى تقديم برنامج عبر صفحتها على انستجرام للتعليق على كثير  الأمور التي تلفت نظرها وأن يكون هناك تفاعل عليها، وبعدها وجدت أن مجموعة «DMC» تفكر فى إطلاق منصة رقمية «DMC +» والموجودة على السوشيال ميديا «فيسبوك وأكس وانستجرام ويوتيوب»، وكانت مفاجاة رائعة».وأوضحت الإعلامية أنه بعد عرض فكرة البرنامج عليها اعجبتها وقررت خوضها لأنها جديدة ومختلفة وللتقرب من فئة من الجمهور الذي لا يشاهد التليفزيون كثيرًا، مشيرة إلى أن فكرة برنامجها «سماعة وشماعة» تقال فى بداية البرنامج فى صوت رجل، يقول: «أوقات بنسمع بعضنا وأخرى لا نسمع بشكل جيد مهما كنا قريبين، وأوقات نحكم على بعضنا من قشور نسمعها ونعلق مشاكلنا على شماعة الظروف أو الآخر»، منوها إلى أن البرنامج يركز على العلاقات الإنسانية بكل أشكالها، العلاقات بين الأقارب والاصدقاء.يذكر أن من ضمن البرامج المقدمة على السوشيال ميديا لقناة DMC، برنامج «هحكيلكم الحكاية» للإعلامية سناء منصور، وبرنامج «مصريات» للإعلامية جاسمين طه زكى، وبرنامج «الرحلة» للإعلامية ريهام السهلى، وبرنامج «سماعة وشماعة» للمذيعة شيرين عفت، و»سيدات لكن ظرفاء» للإعلامية سالى شاهين، وبرنامج «جريمة مش سيما» للإعلامية أية جمال الدين على DMC، فضلًا عن تقديم برامج للإعلاميين على صفحاتهم الشخصية عبر موقع فيسبوك، أمثال برنامج الإعلامية سهير جودة، والإعلامية شريهان أبوالحسن من خلال برنامجها «حكاوى شريهان».