كيف تحصل على مليون متابع؟!

في الزماَنَات القديمة، كنا نقرأ كتب السير الذاتية لنستفيد من تجارب الكبار، وقصص نجاح العظماء ونقتدي بها، بدءا “دع القلق وابدأ الحياة” وكتاب “كيف تؤثر على الآخرين.. وتكسب الأصدقاء”، للمؤلف الأمريكي ديل كارنيجي، وإذا كنت تفكر أن تكون رجل أعمال وتريد أن تصبح غنياً فاقرأ كتاب نابليون هيل “فكر وازداد ثراءً” Think and Grow Rich أو كتاب إنجيل الثروة “The gospel of wealth”، وكتاب امبراطورية الأعمال “The Empire of Business” للبريطاني أندرو كارنيجي.. ولكن الزمن تغير، والعالم يقف على عتبة حقبة جديدة، ونقطة مفصلية ستفتح أبواباً من الابتكارات تعيد رسم ملامح حياتنا بطرق تفوق الخيال.
موضوعات الكتب تغيرت، فتجد اليوم على سبيل المثال كتابا بعنوان “مليون متابع”، في وقت تُرسّل أكثر من 60 مليار رسالة إلكترونية عبر المنصات الرقمية يوميًا، وقليلٌ فقط ينجح في هذا التنافس المحموم على جذب الانتباه. وهذا يعني أن السؤال المطروح لكل من يرغب في اكتساب انتشار واسع لمحتواه أو أعماله أو علامته التجارية المُغيّرة، أو التواصل مع جماهير حول العالم، ليس ما يدور حول استخدام منصات التواصل الاجتماعي، بل حول كيفية الاستفادة المثلى من هذه المنصات العديدة والمتنوعة، وكيف يُمكنك إحداث تأثير ملحوظ في العالم الرقمي والتميز وسط كل هذا الضجيج؟في كتاب “مليون متابع” One Million Followers لبريندان كين Brendan Kane، يعلمنا كين كيفية اكتساب قاعدة جماهيرية حقيقية ومخلصة ومتنوعة على الإنترنت من الصفر؛ وإنشاء محتوى شخصي وفريد وقيّم يجذب الجمهور المستهدف؛ وأسلوب إنشاء علامة تجارية متعددة الوسائط عبر منصات مثل فيسبوك وانستجرام ويوتيوب وسناب شات ولينكد إن.يقول المؤلف: “إذا كان لديك ما تقدمه للسوق في أي مجال – الموسيقى، الجمال، الرياضة، الأعمال، إلخ – فمن المفيد اغتنام الفرص المتاحة اليوم للتعريف بنفسك. يمكن لملايين الأشخاص حول العالم أن يسمعوا عنك في غضون أسابيع. هناك أمثلة متزايدة على شخص عادي يحصل على متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مشاهير التليفزيون. بمجرد أن يفتح الكاميرا ويصنع فيديو ممتعًا، ثم يمتلك الحكمة والصبر لإثارة الاهتمام بمقاطع الفيديو أو المنشورات الخاصة به. باتباع استراتيجية صحيحة، يمكن لأي شخص تقريبًا جذب جمهور كبير، والتقدير في هذه الأيام هو ربح. لدينا جميعًا مواهب تلهم من حولنا، لكننا بحاجة إلى تعلم كيفية تمثيلها في الفضاء الافتراضي. منشور واحد مثير للاهتمام أو فيديو واحد ناجح لن يرفع مستوى عملك أو يبني علامة تجارية شخصية. كما هو الحال دائمًا، أنت بحاجة إلى استراتيجية مدروسة. عليك أن تفهم ما الذي سيدفع الناس إلى مشاركة رسالتك. في إحدى المرات، جمع الكاتب براندون كين مليون مشترك لمشروعه في شهر واحد. يمتلك بريندان كين، الخبير الاستراتيجي الرقمي و”مُطوّر النمو”، الإجابة، ويُوريك في كتابه كيف يُمكنك ذلك – في 30 يومًا أو أقل، بخبرته الواسعة في مجال منصات التواصل الاجتماعي، فقد أنشأ كين منصات إلكترونية لمشاهير من الفنانات مثل تايلور سويفت وريهانا. كما قدّم استشارات لعلامات تجارية لشركات كبرى مثل إم تي في، وسكيتشرز، وفايس، وإيكيا حول كيفية بناء جمهورها الرقمي وزيادة تفاعله.أمضى كين مسيرته المهنية في اكتشاف أفضل الأدوات لتحويل أي شخص مجهول إلى مؤثر بارز، بمجرد التحدث أمام الكاميرا أو نشر مدونة شهيرة، والآن سيشارككم أسراره. يقدم كتاب “مليون متابع” تجربة المؤلف، وكيف نجح في بناء قاعدة جماهيرية ضخمة على مواقع التواصل الاجتماعي في 30 يومًا، استكشافًا شيقًا وفهماً للسلوك البشري وتأثير العادات، مع أهمية المحتوى الجذاب، والاستفادة من المؤثرين، واستخدام تحليلات البيانات من خلال رؤى عملية وأمثلة واقعية، يتعمق فيها المؤلف في وسائل التواصل الاجتماعي، ويقدم دليلاً شاملاً لبناء قاعدة جماهيرية ضخمة على الإنترنت، ويؤكد الكتاب على أهمية الجهود الدؤوبة والاستراتيجية لجذب المتابعين والاحتفاظ بهم.أسلوب كين في الكتابة شيق وواضح، يجعل المفاهيم المعقدة مفهومة للقراء من جميع الخلفيات. يجمع بين الحكايات الشخصية والشروحات الموجزة، مقدمًا تجربة غامرة. يتضمن منهج الكاتب تقسيم عملية بناء قاعدة جماهيرية إلى خطوات عملية، مما يضمن للقراء الشعور بالتمكين والتحفيز طوال الكتاب. يكمن تأثير الكتاب في تحدي المعتقدات السائدة حول وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم منظور جديد لبناء قاعدة جماهيرية. يشجع الكتاب القراء على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بوعي وتخطيط استراتيجي، مُبددًا بذلك فكرة أن نمو المتابعين يعتمد كليًا على الحظ، من خلال التأكيد على أهمية فهم السلوك البشري، يقدم الكتاب رؤى يمكن أن تؤثر على تفكير القراء وسلوكهم في وسائل التواصل الاجتماعي وخارجها. أثر كتاب “مليون متابع” على العديد من مستكشفي عالم وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يسعون لتعزيز حضورهم على هذه المنصات. يُعد هذا الكتاب قيّمًا للمؤثرين الطموحين، ورواد الأعمال، والمهنيين الذين يتطلعون إلى توسيع نطاق وصولهم، قدم لهم إعادة تقييم استراتيجية المحتوى الخاصة بهم وتجربة أساليب جديدة. ساعدت على فهم الجوانب النفسية لتفاعل المتابعين، والسلوك البشري، مما أدى إلى تغييرات إيجابية في عادات الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، على مختلف المنصات، قدم الكتاب أمثلة عديدة من المؤثرين للاستفادة من تجاربهم في إنشاء محتوى قيّم، والعديد من التطبيقات العملية، مثل صياغة محتوى جذاب يلقى صدى لدى الجمهور المستهدف، وتحديد المؤثرين والتعاون معهم لتوسيع نطاق وصولهم، والاستفادة من تحليلات البيانات لتحسين استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يُشدد الكتاب على أهمية التفاعل المستمر والتجريب لبناء قاعدة متابعين مخلصين ونشطين.