سيد درويش وزياد الرحباني

كنت أظن أن زياد الرحباني وفيروز والرحبانية هم مصدر سعادتي أنا فقط!! منذ أن تذوقت الغناء والألحان وأنا في ابتدائي، وكان عندي كراسة أكتب فيها الأغاني وأسأل عن معاني الكلام باللهجة اللبناني، وكانت كراستي تمتلأ أكثر وأكثر مع كل مسرحية جديدة لفيروز كان يصلني شريط أغانيها من صديقة لبنانية اسمها سهام حمدون، تعرفنا عن طريق تبادل المراسلات وهي الطريقة الشائعة وقتذاك في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات قبل ظهور النت والتواصل الاجتماعي.. ولما دخلت كلية الفنون الجميلة وأثناء الرسم داخل حجرات الكلية لفترات طويلة كانت أغاني فيروز من خلال الكاسيت نتغنى بها أنا وزملائي وخاصة أغاني مسرحية المحطة ولولو، وحتى أثناء رحلات الكلية كانت تجمعنا في المساء أغاني فيروز وألحان الرحبانية ونرقص عليها مثل أغنية.. “كان الزمان وكان في دكان عالبيت وأغنية كان عندنا طاحونة عنبع المية وأغنية راجعين يا هوا راجعين”، وغيرها من الأغاني التي كانت كل واحدة منها تحمل ذكرى خاصة وخاصة الأغاني من ألحان زياد، وعندما تعرفت على زوجي كان بداية إعجابي به أنه مثلي محب لفيروز، وكانت الرسائل بيننا أغانيها وألحان زياد الموهبة النادرة الذي بدأ يلحن في عمر 14سنة أغنية فيروز الرائعة “سألوني الناس عنك يا حبيبي”، ..وعندما سأل زياد عن كيفية عمل هذا اللحن في هذه السن الصغيرة قال: كنت استمع دائما لألحان سيد درويش في إذاعة “صوت العرب” وحبيتها وتأثرت بها وتعلمت منها.. فرغم الجو المحيط به في بلد مثل لبنان منفتح على موسيقى أوروبا والعالم.. ترك هذا واستمع وتأثر بموسيقى سيد درويش، فصنع لنا أجمل الألحان في أغنيات “البوسطة وكيفك أنت وإحنا والقمر جيران.. وعندى ثقك فيك ورجعت الشتوية وعندي حنين”، وغيرها من أجمل الألحان.
تركتنا يا زياد لكن أغنياتك وألحانك ستظل نتذكرك منها ونتذكر معها ذكرياتنا مع أول مرة نسمعها ونسترجع اللحظة والأيام، كما لو كنا نتفرج على ألبوم صور ذكرياتنا ونتذكر أيامنا الحلوة والذكريات بحلوها ومرها.. وداعا يا ابن فيروز، ودعاؤنا لها بالشفاء والصبر على فراقك.