دينا توفيق تكتب: أيتها المرأة، كوني لها البطل الخارق!

دينا توفيق تكتب: أيتها المرأة، كوني لها البطل الخارق!

كانت “حواء” تبحث طيلة حياتها عن “سوبرمان”.. الرجل الذي يتمتع بقوة وجرأة وحماية.. تبحث عن الرجل الذي يقف بجانبها في أوقات الشدة ويدعمها بصدق.. إنها ترغب في شريك يكون ملاذا آمنا.. هذا الأمان يا عزيزي الرجل يجسد الارتياح.. إنه يجمع بين الثقة والحب.. إنه هذا الشعور الذي يجعل “حواء” تتحدث معك عن كل شيء وأي شيء وهو ما يجعلها إن فقدته، تتوقف عن الحديث.. فلتكن أنت الضوء في لحظاتها المعتمة.. ولتكن أنت الأمان الذي تحارب به خوفها.. إن “حواء” كلما تعب إحساسها، تلاشت كلماتها وتجمدت الحروف فوق شفتيها.. حتى دموعها تظل حبيسة عينيها.. ويصبح حالها كحال الغريق في كل لحظة تمر، ينفذ منه الاكسجين دون مسعف أو منقذ.. لكنها تقاوم حتى لا تستسلم لخيبات الحياة.. لن تنطفئ بسبب خيبة أو هزيمة.. وستظل تبتسم رغم كل شيء.. ستظل تبتسم كلما تذكرت لحظة جميلة مرت بها.. لو كانت تعلم أنها ستمر سريعا هكذا، لقامت بتجفيفها مثل الورود لتحتفظ بها الى الأبد.. لا تحزني يا عزيزتي، فالذكريات الجميلة تظل تنبض بأرواحنا ولا تموت أبدا..

أغمضت “حواء” عينيها لعلها ترى في خيالها هذا الرجل الذي يسمح لـ”سوبرمان” أن يستيقظ في داخله، فيأتي إليها لينقذها من هذا العالم القاسي الذي يتألم فيه أصحاب القلوب الطيبة.. هكذا يمضي بنا العمر على رصيف الانتظار، منا من ينتظر غائبا، ومنا من ينتظر سعادة.. وهكذا تمضي الحياة دائما في انتظار أشياء قد تأتي أو لا تأتي!  والعجيب أن “حواء” على يقين أن هناك شيئا جميلا يختفى وراء كل موقف صعب يمر بها، وستظل الحياة المعروفة بصعوبتها، ملهمة لها حتى وإن لم تفهم دروسها في البداية.. ستظل تستيقظ كل صباح مستبشرة باللون الأخضر للشجر، متأملة جمال الطبيعة، مستمتعة بأصوات الطيور.. فالأمل هو الذي نتكئ عليه ونحن على مقاعد الانتظار.  ستظل “حواء” لديها ثقة بالله تفوق كل طرقات اليأس التي تطرق بابها.. قد تنتابها أحيانا بعض مخاوف الحياة، ليس الخوف من المرض ولا الوحدة ولا حتى الموت.. بل مرور العمر دون أن تشعر أنها حية، أن يكون كل ما عاشته مجرد أيام متشابهة لم يتغير فيها سوى تاريخها.. ألا تجد فيها شيئا يبعث الحياة في عروقها والنبض في قلبها.. لكن سرعان ما تلجأ إلى الدعاء الذي يعيد ترتيب ما تبعثر بداخلها.  وربما كان أكبر انتصار في حياتها هو أن تبقى علي طيبتها وحسن نيتها رغم كل الخبث الذي مرت به.. ولتعلمي يا “حواء” أن “سوبرمان” الذي تبحثين عنه الآن، هو بمثابة الشعور بالانبهار الذي يحتاج إليه كل منا.. الانبهار بإنسان واحد يغنيك عن العالم بأسره.. قد يكون إنسانا بسيطا جدا لكنه استطاع أن يعزف على أوتار قلبك أجمل الألحان.. فأصبح “سوبرمان” لقلبك وروحك معا لأنه ببساطة يشبهك.. وهذا ما أكدته تلك المقولة الرائعة: “القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن”.