انتخابات الشيوخ: التوازن بين الثقة والقدرات

انتخابات الشيوخ: التوازن بين الثقة والقدرات

دبت الحيوية بالشارع المصري عقب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات تفاصيل الاستحقاق الانتخابي لاختيار أعضاء مجلس الشيوخ للفصل التشريعي الثاني (٢٠٢٥ _ ٢٠٣٠ )، حيث تم الإعلان عن كشوف المترشحين ورموزهم الانتخابية، لكي تنطلق مرحلة إدلاء الناخبين بأصواتهم في صناديق الاقتراع يومي الاثنين والثلاثاء (٤ – ٥) أغسطس. تتضمن أسماء المرشحين وجوها جديدة ودماء شابة تحمل طموحات وأحلام أبناء دائرتهم، كما أن هناك وجوها لها سابقة أعمال في المجال السياسي أعلنت ترشحها من أجل استكمال ما بدأته خلال السنوات الماضية.

 سادت محافظات مصر حالة من الحراك  السياسي استعدادا للعرس الديمقراطي، الأمر الذي جعل الدوائر الانتخابية تتحول إلى خلية نحل، من خلال عقد اللقاءات والمؤتمرات الشعبية للمرشحين وعرض برامجهم الانتخابية، بالإضافة إلى الجولات الميدانية والجماهيرية التي تطوف النجوع والقرى والأحياء، فضلا عن المبادرات الاجتماعية وخلق قنوات حوارية مع الأهالي، خاصة فئة الشباب بهدف الاستماع المباشر لمطالبهم والتغلب على ما يواجهونه من تحديات. يسعى الكثير من المرشحين إلى الفوز بمقعد مجلس الشيوخ، ولكن النائب الحقيقي هو الذي يعمل دون كلل أو ملل في خدمة المواطنين دون تفرقة بين من أيده ومن منح صوته لمرشح آخر، كما يجب عليه أن يقوم بتحويل برنامجه الانتخابي إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع، حتى يفوز بثقة الناخبين وتطلعاتهم نحو دولة ديمقراطية حديثة، وأن يسعى جاهداً لكي يكون عنصرا فعالا ضمن مجلس نيابي يعمل على تحقيق تمثيل مشرّف قائم على العدالة وسيادة القانون، من أجل بناء الجمهورية الجديدة. يعمل مجلس الشيوخ كجهة استشارية ومعاونة لمجلس النواب، كونه الغرفة الثانية للبرلمان المصري، حيث إن دور نائب مجلس الشيوخ  يتمحور حول ثلاث جوانب رئيسية: أولاً “الدور التشريعي الاستشاري”، ثانياً “الدور الرقابي الاستشاري”، ثالثاً “دعم الاستقرار السياسي والاجتماعي”،  ونظرًا للطبيعة الاستشارية والتشريعية للمجلس، والتي تتطلب دراسة متأنية للقوانين والسياسات العامة للدولة، فإن الناخب يتطلع إلى مرشح يمتلك مؤهلاً علمياً رفيعاً يؤهله إلى تقديم رؤى عملية مستنيرة وخبرة عملية واسعة في مجالات حيوية مثل القانون، الاقتصاد، الهندسة، الطب، العلوم الاجتماعية، فضلاً عن  امتلاكه الرؤية الوطنية والوعي الكامل بالقضايا الكبرى، وغيرها من السمات المتنوعة التي من خلالها يكون صوتًا قويًا ومؤثرًا في دعم المسار الديمقراطي والتنموي للبلاد. إن عملية اختيار الناخبين لنواب مجلس الشيوخ عملية معقدة تتداخل فيها عدة عوامل، ولا يمكن فيها فصل الثقة عن الكفاءة لأنهما وجهان لعملة واحدة، حيث يبحث الناخب عن مرشح يمتلك الكفاءة اللازمة لأداء دوره التشريعي والرقابي، بالإضافة إلى”الثقة” التي تدفع الناخب لمنح صوته للمرشح الذي يثق في نزاهته، صدقه، التزامه بوعوده، وقدرته على تمثيله بضمير، ومن لديه القدرة على تحقيق آماله وطموحاته. في النهاية.. هل تعلم أن عملية اختيار ممثلي الشعب في المجالس التشريعية “نواب، شيوخ” يعتبر حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي، فعلينا يا أبناء وطني الحبيب أن نمعن التفكير فيمن نمنحهم أصواتنا لكي يمثلوننا تحت القبة البرلمانية، ومن الضروري أن نفرق بين دور نائب الشيوخ  التشريعي والرقابي ودوره الخدمي، خاصة في ظل غياب دور المحليات المنوطة بتقديم الخدمات لأبناء الدائرة الانتخابية داخل المحافظة. كما يجب علينا أن ننحي المصلحة الشخصية ونقدم عليها المصلحة العامة عند اختيارنا لممثلينا في المجالس.أخيراً.. بعد إلقاء الضوء على الانتخابات البرلمانية مجلس الشيوخ، أود أن أوجه سؤالين، الأول للمرشحين وهو: هل فكرتم في أن تقوموا بترشيد نفقات الدعاية الانتخابية الخاصة بكم، وتقوموا بتوجيه جزء مها نحو مشروعات خدمية تعود بالنفع المباشر على المواطنين؟وسؤالي الآخر لكل ناخب: بعد تعرفك على آليات عملية اختيار نائبك بوعي ومسؤولية.. ماذا  تريد من عضو مجلس الشيوخ؟!