عبد المنعم سعيد: تأميم قناة السويس كان حدثًا حاسمًا استعاد لمصر كرامتها ودورها على الساحة الدولية.

عبد المنعم سعيد: تأميم قناة السويس كان حدثًا حاسمًا استعاد لمصر كرامتها ودورها على الساحة الدولية.

قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي إن ذكرى تأميم قناة السويس تظل لحظة فارقة في التاريخ المصري الحديث، حيث تمثل إعلانا صريحا عن امتلاك القرار الوطني واستعادة السيادة على أحد أهم شرايين الاقتصاد العالمي، الذي يربط بين الشرق والغرب منذ إنشائه في القرن التاسع عشر.

 وأوضح سعيد في تصريحات خاصة لـ «بوابة روزاليوسف » أن تأميم القناة لم يكن مجرد قرار اقتصادي أو تقني، بل كان خطوة استراتيجية أعطت للدولة المصرية دفعة قوية في بناء استقلالها، وفرضت نفسها على الخريطة الدولية كلاعب رئيسي في معادلات التجارة والملاحة العالمية مشيرا إلى أن قناة السويس لا تزال حتى اليوم أحد أهم مكونات مستقبل مصر، ليس فقط كممر مائي عالمي، بل كمركز اقتصادي متكامل، بعد تطوير المنطقة الاقتصادية حولها وتحويلها إلى محور للتصنيع والخدمات اللوجستية، وهو ما يعزز من مكانة مصر في سلاسل الإمداد العالمية. وأشار إلى أن هناك محاولات مستمرة، لخلق منافذ بديلة تربط الشرق بالغرب، إلا أن قناة السويس نجحت في الحفاظ على قدرتها التنافسية، خصوصا في ظل مشاريع تطويرها المستمرة، مثل ازدواج القناة وتحديث منظومة الخدمات، مؤكدا أن التطور التكنولوجي لا يمكن أن يعوض الخصائص الجغرافية الفريدة التي تمتاز بها القناة. ولفت الدكتور عبد المنعم سعيد إلى أن مصر تبني شبكة قطارات سريعة جديدة، تمتد من طابا إلى العريش، ومن السويس إلى بورسعيد، بما يخدم الحركة التجارية المرتبطة بالقناة، في رؤية استراتيجية تجعل من القناة قلبا نابضا للاقتصاد المصري لافتا إلى أن التهديدات الأخيرة التي تعرضت لها القناة، ومنها اعتداءات الحوثيين في البحر الأحمر، أثرت بالفعل على العائدات مؤقتا، لكن مصر تتعامل معها برؤية متزنة، معتبرا أن الخطر الحقيقي لا يأتي “عدو تقليدي”، بل من منطق المصالح المشتركة، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى تضامن استراتيجي لا صراعات عبثية.