متى تُعرض برامج الأحزاب؟ تساؤل بريء من المهندس إيهاب محمود يكشف ما خلف الصمت الانتخابي غير المعلن!

متى تُعرض برامج الأحزاب؟ تساؤل بريء من المهندس إيهاب محمود يكشف ما خلف الصمت الانتخابي غير المعلن!

في توقيت حساس من عمر الاستحقاقات السياسية، وقبيل انطلاق معركة الانتخابات البرلمانية المقبلة، خرج المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، ليطرح تساؤلًا بسيطًا في مظهره، عميقًا في مضمونه، يتجاوز حدود الاستفهام ليصل إلى قلب الأزمة السياسية التي تُخيّم على المشهد الانتخابي في مصر: “متى يتم عرض برامج الأحزاب المشاركة بمرشحين، سواء في القوائم أو الفردي؟!”.

 صمت الأحزاب.. وبرامج غائبة هذا السؤال البريء، كما وصفه المهندس إيهاب، يعكس شعورًا عامًا لدى المتابعين والمهتمين بالشأن العام، بل وحتى لدى الناخبين البسطاء، الذين لا يعرفون حتى اللحظة ما الذي يُقدمه هذا الحزب أو ذاك، وما الفارق الحقيقي بين مرشح وآخر. ففي ظل حالة من الغموض والتكتم، تغيب البرامج، وتتوارى الرؤى، ويُترك الناخب في مواجهة شعارات فضفاضة لا تحمل أي مضمون تنموي أو تشريعي واضح. المطالبة بخريطة زمنية.. لعرض البرامج طالب المهندس إيهاب بوضوح بوضع برنامج زمني معلن، متتالٕ ومتعاقب، يتم من خلاله إلزام كل حزب سياسي يشارك في الانتخابات، سواء عبر القوائم أو المقاعد الفردية، بعرض برنامجه ورؤيته وخططه المقترحة على الرأي العام، وفي وضوح تام، عبر وسائل الإعلام والمنصات الجماهيرية.فليس من المعقول – كما قال – أن نترك الساحة خالية من الحوار السياسي الحقيقي، ونحول الانتخابات إلى معركة أفراد وأسماء بلا مضمون، في حين أن الأصل في الممارسة الديمقراطية هو التنافس بين برامج سياسية ورؤى وطنية. الناخب ليس رقماً.. بل شريك وأكد المهندس إيهاب أن المواطن المصري ليس رقماً في صندوق اقتراع، بل هو شريك في القرار، وصاحب المصلحة الحقيقية في اختيار ممثليه، وبالتالي لا بد أن يتوافر له الحق الكامل في معرفة اتجاهات الأحزاب، وبرامجها في الملفات الحساسة، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الأمنية أو الخدمية. وأشار إلى أن تجاهل هذه النقطة يفرغ العملية الانتخابية من جوهرها، ويحولها إلى موسم مجاملات انتخابية وشخصنة في الاختيار، لا علاقة لها بالمستقبل ولا بالتنمية. التنافس بالبرامج.. لا باللافتات وانتقد رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي انتشار اللافتات والبوسترات والصور في الشوارع، والتي لا تحمل أي مضمون سياسي أو برنامج واضح، قائلًا:”أصبح التنافس على من يعلّق صورة أكبر، أو من يضع لافتة في شارع أكثر ازدحامًا، وليس على من يُقنع الناس بفكرته، أو يشرح للناس كيف سيُغير واقعهم للأفضل”. وتابع: “هل يُعقل أن نُخوض معركة برلمانية وطنية كبرى، دون أن يعرف الناس ماذا ستفعل الأحزاب إذا ما حصلت على الأغلبية؟ ما موقفها من قوانين العدالة الاجتماعية، أو أولويات الإنفاق، أو دعم الصناعة والزراعة، أو إصلاح منظومة الصحة والتعليم؟!”. دعوة لهيئة الانتخابات والمجلس الأعلى للإعلاموفي ختام حديثه، دعا المهندس إيهاب محمود إلى أن تتبنى الهيئة الوطنية للانتخابات، بالتعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إطلاق منصة وطنية شاملة، تُعرض فيها برامج جميع الأحزاب، وتُتاح للناخبين فرص متساوية للاستماع إلى كل المرشحين، في إطار محترم ومنظم، وبعيد عن الفوضى والدعاية العشوائية. وأكد أن الشفافية السياسية، والحوار الوطني الحقيقي، لا يكونان بالشعارات، بل بالمحتوى الواضح، والمواقف الصريحة، والبرامج المدروسة، وقال:”الناس تستحق أن تعرف.. وتستحق أن تختار عن وعي، لا عن عاطفة أو تقليد أو مجاملة”. خلاصة المشهد: حديث المهندس إيهاب محمود ليس مجرد رأي سياسي، بل نداء حقيقي لعودة الروح للممارسة الديمقراطية، عبر مواجهة صمت البرامج، وكسر دائرة اللامعنى في الحملات الانتخابية، وإعادة الاعتبار للناخب بوصفه حجر الزاوية في أي تجربة وطنية تُبنى على أسس الشفافية والمسؤولية والوضوح.هل ننتظر خريطة الطريق؟ أم نواصل الصمت حتى يُفاجأ المواطن يوم التصويت بأسماء لا يعرف عنها شيئًا سوى صورة على لافتة؟السؤال ما زال قائمًا.. والإجابة تملكها الأحزاب. تسجيلي