المثقفون: تظهر دائمًا إرادة الشعب المصري خلال الأزمات مع مؤسساته الوطنية.

المثقفون: تظهر دائمًا إرادة الشعب المصري خلال الأزمات مع مؤسساته الوطنية.

مع حلول الذكرى الـ73 لثورة 23 يوليو، يتجدد القيمة التاريخية الدائمة لوعي الشعب المصري بقيمة هذه الملحمه الفارقة في تاريخ مصر الحديث، والتي كانت نقطة انطلاق نحو التحرر الوطني وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية، ومهدت لبناء دولة المؤسسات. 

 كما يتجدد دائما الإحساس بروح الإرادة لدى الشعب المصري بداية من ثورة 23 يوليو والتي تجددت فى ثورة 30 يونيو، واثبتوا أن روح ثورة يوليو لا تزال حاضرة، وأن الجمهورية الجديدة التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي، تعد امتدادًا طبيعيا لتلك الثورة العظيمة، برؤية حديثة تضع الإنسان في قلب عملية التنمية الشاملة.”بوابة روز اليوسف” تعرفت على آراء مثقفين ومفكرين حول وجود سبب جوهرى وسر كبير يؤكد وحدة المصريين ومساندة مؤسساتهم الوطنية وقت الأزمات والتحديات ووقوف الشعب المصري خلال الثورتين مع صالح وطنه خير شاهد ودليل، ونعرض رؤيتهم حول ذلك فيما يلي:- يوسف القعيد: تلاحم الشعب مع مؤسساته يثبت الإرادة الشعبية الرافضة للتبعية والمطالبة بالحرية.أكد الكاتب الكبير يوسف القعيد، عضو مجلس النواب، أن المصريين جميعا شرقا وغربا شمالا وجنوبا تتجلى إرادتهم الشعبية وقت الأزمات دائما وأبدا وتعلن عن نفسها باعتبارها عنوان للمرحلة، وتجسد إرادة الشعب المصري في صناعة مستقبله بنفسه، بعدما قرر التخلص من الاحتلال والتبعية وبناء دولته الحديثة عبر المرحلتين. وأشار “القعيد” إلى أن المصريون عموما مرتبطون ومتحدون فى هيبة وطنهم واسمه وقيادته وشرعيته وهذا يتجلى فى كل أزمة تمر بها مصر والأحداث الكبري بداية من ثورة 23 يوليو وحتى ثورة 30 يونيو، أثبت أن شعب مصر شعب متحد ومترابط مع بعضه البعض لا يحتاج إلى مناسبة لكى يعلن ذلك فالمصريين هم المصريين فى كل زمان ومكان. وقال: إن تلاحم المصريين حول مؤسساتهم ياتى لإثبات الإرادة شعبية رافضة للتبعية والظلم، والمطالبة بالحرية والكرامة، مؤكد أن ثورة يوليو لم تنهِ حكمًا ملكيًا فحسب، بل دشنت مرحلة جديدة من الوعي الوطني، قامت على تحقيق المصلحة العامة وإعادة الحقوق لأصحابها ولصالح الوطن والاستقرار العام للبلاد. – حلمى النمنم: وقوف المواطنين خلف مؤسسات الدولة ليس جديدا ويعود إلى فترات تاريخية كثيرة وأكد الكاتب الصحفي حلمى النمنم، وزير الثقافة الاسبق، أن وقوف المواطنين المصريين خلف مؤسسات الدولة المصرية ليس جديدا ويعود إلى فترات تاريخية تسبق 23 يوليو ويعود إلى قبل ذلك طوال التاريخ وقت فترة احتلال نابليون مصر كان المصريين يقفون صفا خلف مؤسسة الأزهر، وفترة ثورة 1805 كانت خلف الطرق الصوفية والأزهر الشريف، وفى الثورة العرابية كانوا يقفون خلف المؤسسة العسكرية وعلى رأسها محمود سامى البارودي وأحمد عرابي ورفقائهم، وبالتالى سر وقوف المصريين خلف مؤسساتهم لأن الدولة لا تقوم إلا بمؤسساتها وقانونها.  وأشار “النمنم” إلى أن الدولة تقوم بالأساس على المؤسسات والمصريين بحكم ارتباطهم بالنيل وان حياته مرتبطه به، فكان يحتاج إلى مؤسسه تربطه بحياته من خلال مؤسسة الري، وتنظم العلاقات بين الناس والحفاظ على النيل والزراعة، ولانه سبب للحضارة والبناء والتعمير. وقال: أن هناك لحظات تكشف مدى تماسك المصري بمؤسسات الدولة مثل ما حدث فى ثورة 23 يوليو و30 يونيو، وايضا ما سبقها من لحظه وقوف الشعب المصري مع القوات المسلحة عقب هزيمة يونيو 1967، ولكن مع ذلك وقوف الشعب المصري خلف مؤسسات الدولة والتي تمثل دفع لبناء هذه المؤسسات وعادت إلى دورها ومكانتها الطبيعة والتي حققت نصر أكتوبر 1973.  – د. خلف الميري: مساندة الشعب المصري لمؤسسات الدولة هى الرافد الرئيسي للحضارات الإنسانية  وأكد الأستاذ الدكتور خلف عبدالعظيم الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أن سر وقوف الشعب المصري مع مؤسسات الدولة لابد أولا من استدعاء عدة مكونات تفسر لنا مواقف الشعب المصري في الالتفاف حول ثورتيه 1952 و2013، فكلاهما كانت دفاعا عن الوطن وإن اختلف الزمن، ودعني أري هذه المنطلقات من مكون عام يرتبط بالرافد الرئيسي للحضارات الإنسانية، التي عرفت الاستقرار في بيئات الأنهار والأودية الزراعية وليست في بيئات الحل والترحال. وأشار الدكتور الميري: إلى أن هذه الحضارات الإنسانية تكون أكثر من سواها قدرة علي تكوين الأطر المركزية ومن ثم الارتباط بالأرض والحياة بكل ما فيها من ولاء وانتماء وتضحية بالروح والفداء في هذه البقعة “الموقع والموضع”، فليس هناك للحياة سواها، ولعلنا جميعا نتغنى بأعذب مشاعر بلادي بلادي لك حبي وفؤادى ..رغم أنها قبلت قبل أكثر من قرن من الزمان. وكشف الدكتور خلف الميري- أنه قد وُجدت عوامل اخري زادت الأمر صقلا في الشخصية المصرية، منها ارتباطها بموقعها والدفاع عنه على مر الزمن ضد الطامعين الذين اكتوي بنيرانهم في مختلف العصور، ومن ثم أصبح لدي الشعب المصري الميراث الخالد في الارتباط بأرض الوطن حد الانصهار فيه والذود عنه ضد الأخطار، وهذا أوجد الحالة النضالية الوجدانية فلا يهجر أرضه وأصبحت لديه الأرض كالعرض أو أن الأرض عرض، يُقدم روحد فداء من أجلها.  وقال انه منذ اللحظة الأولي ومع تطبيق قوانين الإصلاح الاشتراكية والاجتماعية أدرك الشعب أن هؤلاء يسعون لرفع المعاناة عنهم ويحققون الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية وقبل كل ذلك الاستقلال الذي كان حلما وهدفا قوميا، وبات عدم الرضوخ للاستعمار ومقاومة التفاوت الطبقي معبرا عن العزة والكرامة وهي سمات أصيلة في الشخصية المصرية.  واشار “الميري” أن ذلك كان متسقا مع والولاء والانتماء للوطن ومُحققا للأماني، ولذك التف الشعب المصري حول ثورة 1952، وكان ولا يزال ملتفا حولها وتمثل أمانيها أمانيه ولازالت مُلهمة له في طموحاته وأمانيه القومية في أجّل صورها، وهذا يُفسر أيضا تلك العلاقة وتشابه المواقف سواء الشعبية أو العسكرية بين ثورتي 52 و2013، حيث أدرك أن مكتسبات الوطن في 2013 أصبحت في خطر، وإنه تمل ما تحمل خلال عام منذ 2012 إلي يونية 2013 في حالة من الترقب هل تمضي الأمور إيجابا أم سلبا، وحين أدرك الخطر خرج الشعب عن بكرة أبيه بيه أفي 20 يونية يسترد ثورته التي قام من أجلها وأهدافها النبيلة في 25 يناير 2011. وأوضح، انه في كلتا الحالتين سيكون الجيش والشعب معا في الأولي 52 كان الضباط الأحرار في المقدمة والتف الشعب حولهم في إطار وجداني معبر عن الاحتضان الوطني، وفي 2013 كان الشعب في المواجهة بوعي سياسي يستعيد ثورته التي أدرك أنه سيتم اختطافها، وانضم الجيش حاميا للشعب والثورة، وفي كلتا الحالتين كان الدافع هو استرداد آمال وأهداف وطموحات الوطن، أو إن شئنا قلنا استرداد الوطن.                  

الكاتب يوسف القعيد

الدكتور خلف الميرى

الدكتور خلف الميرى

الكاتب حلمى النمنم

الكاتب حلمى النمنم