ثورة 23 يوليو في قلوب الشعراء: “جاهين، الأبنودي، نجم وحداد” … كلمات من أجل الوطن

ضمن توثيق ثورة 23 يوليو 1952حرص الكتاب والشعراء على أن يعبروا عن نبضهم وتقديم شعر صادقاً عبّر عنه كبار الأدباء والشعراء، فجعلوا من القصيدة منبرًا شعبيًا يهتف فى حب الوطن والحرية والعدالة، وفي طليعة هؤلاء الشعراء وقف صلاح جاهين، شاعر الثورة بلا منازع، حاملًا الكلمة كسيف وقنديل.
الشعر.. وثيقة تاريخية فى حب الوطنكما شكّلت قصائد جاهين والأبنودي ونجم أرشيفًا شعبيًا موازٍ للتاريخ الرسمي.. لم يكتف الشعر بوصف الحدث، بل أصبح أداة تفسير وتحفيز، وساهم في نقل روح الثورة من البيان السياسي إلى نبض الشارع وتوثيق التاريخ فى حب الوطن بالأدب والشعر.”بوابة روز اليوسف” رصدت في ذكرى ثوره 23 يوليو، مجموعة من القصائد التي تعد شاهدًا حيًا على طموح جيل أراد التغيير لصالح الوطن، وغنّى له، وكتب عنه فى ما يلي: صلاح جاهين.. شاعر الحلم الشعبياشتهر جاهين بأنه صوت الثورة في الشارع، كتب للميدان والمصنع والجامعة، وظل شعره يعكس إيمانًا عميقًا بالمشروع الوطني الذي حمله الضباط الأحرار، في قصيدته الشهيرة “على اسم مصر”: على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء.. أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياءباحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب.. وباحبها وهي مرميه جريحة حربتجلّت فلسفة الثورة في نظر جاهين: السعي الدائم نحو المستحيل، والحلم الذي لا يموت، والناس الذين يزرعون الأمل في الأرض.وفي رباعياته الشعبية، حمل قضايا المواطن واحتفى بالعدالة الاجتماعية، راسمًا مشهدًا شعريًا من أرض الواقع.
الأبنودي.. صوت الوطن الجنوبي
أما الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، فقد عبّر عن الثورة بطريقته الخاصة، حيث أضفى عليها الروح الشعبية، خاصة في حضور قصائده المبكرة عن ثورة 23 يوليو، وظهر ذلك الحضور في عدد من أعماله المهمة، مثل “أنا والناس”، و”جوابات حراجى القط”، و”الأرض والعيال”، لينبض شعره بالحلم الثوري ووجع المواطن البسيط.كما ربط عبدالرحمن الأبنودي الثورة بتحولات الأرض والعدالة الاجتماعية، ووجد في ثورة يوليو أملًا للفقراء، ولم يتخلى عن انتمائه لروح الثورة. “الأرض والعيال”الليل جدار، إذا يدن الديك من عليه، يطلع نهاروتنفلت من قبضة الشرق الحمامة أم الجناح.أم الجناح أبيض في لون قلب الصغار.آه يا حبيبتي يا أم خصلة مهفهفهقلبي اللي مرعوش الأمانلسه بيحلم بالدفا، والشمس كلمة طيبة وفيها الشفاقلبي اللي كان قرَّب يموت لسة بيحلم بالبيوتزي الخرز، والدرب خيطحرير.. ولاضم كل حيط.وفي كل دار يترش حَب الحُب غيطيتنفس اللبلاب على الباب الكبيروبرضه ملضوم بالحريريا أم العيون الدفيانينلو تعرفي من فين سمار النيل؟منين؟إوعك تقولي لأن جوفه عب طينأسمر لإن الشمس فوقه من سنينلو تعرفي طول السنين.
فؤاد حداد.. يخاطب روح الوطن
بعد الشاعر القدير فؤاد حداد رائد من رواد شعر العامية، اتخذ من القصيدة أداة للغناء الشعبي والمقاومة والاحتفاء بالناس البسطاء، حيث وُلد فؤاد حداد عام 1927، وارتبط اسمه بـ”مدرسة المقاومة” و”أبناء الشعب”، وكان أحد أعمدة “مدرسة صلاح جاهين” الشعرية، وعمقًا في تناول الحياة اليومية للمواطن المصري.
أبرز قصائده:
“الأرض وأحلام الملايين”، والتي تعنى فيها بحلم الفلاح المصري، وحق البسطاء في الكرامة، وهى:الأرض بتتكلم عربيالأرض لينا.. مش للغريبكل فدان تحت الشمسمحتاج فلاح.. مش غريب
أحمد فؤاد نجم.. والهتاف للوطن
يمثل الشاعر أحمد فؤاد نجم الوجه الآخر لثورة يوليو، ذلك الوجه الذي صفق لها بداية، ثم رفع في وجهها علامة استفهام. في بداياته، كتب أغاني للثورة، لكنه ما لبث أن تحوّل لنقد صارخ للسلطة، ومع الشيخ إمام، شكّل ثنائيًا غنّى للثورة حين كانت حلمًا.قال في قصيدة “صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر”:صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصرصباح العندليب يشدي بألحان السبوع يا مصرصباح الداية واللفة ورش الملح يا كايدة العزال.