مواقف وطنية للإعلام المصري خلال ثورتي 23 يوليو و30 يونيو

ثورتا 23 يوليو 1952 و30 يونيو جاءتا في فترتين مهمتين في تاريخ مصر وانتشال البلاد من مصير أسود.
جاءت ثورة 23 يوليو حامله آمال وطموحات الشعب المصري، وكانت ثورة 30 يونيو لتصحيح المسار بعد العام الأسود لتولي الجماعة الإرهابية لمقاليد البلاد.وفي المرحلتين، كانت الإذاعة المصرية والتلفزيون المصري شاهدين علي الأحداث، فبيان ثورة 23 يوليو انطلق من الإذاعة المصرية بشارع علوي، وكما قال الإذاعي فهمي عمر إن الإذاعة تعرضت لقطع الإرسال صباح يوم الثورة، وعندما أبلغ البكباشي أنور السادات الذي بدوره أبلغ المسؤولين وذهبوا لأبي زعبل، وأعيد الإرسال لينطلق المارش العسكري ثم بيان الثورة بصوت السادات.و”ماسبيرو “مبني الإذاعة والتلفزيون ما قبل 30 يونيو 2013، ومع انطلاق الثورة شهدت أروقته محاولات مستميتة من الجماعة الإرهابية للسيطرة عليه.ومن بين كواليس الثورة كشف الإعلامي عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة الأسبق، أنه في تلك الفتره الحرجة أوقف إذاعة بيان إخواني أرسل بتوقيع “محمد مرسي ” يحض أعضاء جماعة الإخوان الارهابية على حمل السلاح، وذلك بعد إعلان تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا برئاسة البلاد خلال الفترة الانتقالية.وقال رشاد: اثناء تواجده كمذيع هواء وصله فاكس من مقر الجماعة الإرهابية من مكتب الإرشاد يدعون أنصار الجماعة إلى النزول للشارع في ظل وجود الملايين من الشعب المصري بالشوارع يطالبون برحيل”مرسي”.وقال الإذاعي الكبير عبدالرحمن رشاد: لو أذيع هذا البيان كانت غرقت الشوارع والميادين بالدم “، حيث إن نوايا الجماعة كانت واضحة تجاه الشعب المصري.وفي سياق ذي صلة، وعقب الثورتين حقق الإعلام المصري مكاسب كبيرة لم يحققها من قبل، فبعد ثورة 23 يوليو، صدر قرار إنشاء مبنى ماسبيرو، على مساحة حوالي 12 ألف متر مربع. وبدأ التنفيذ في أغسطس سنة 1959، وتم الانتهاء منه في 21 يوليو 1960، بتكلفة 108 آلاف جنيه مصري. فيما بدأ البث التليفزيوني من مبنى ماسبيرو في الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو، ظلت الإذاعة بمقرها بالشريفين حتى عام 1960 حتى نقلت إلى مبني “ماسبيرو” في انطلاقه إعلامية مصرية بقيادة جيل اعلامي من الرواد ينيرون سماء الاعلام المصري والعربي بأكمله ويشعون ثقافه وفن وتقديم رساله إعلامية هادفه.كما انحازت ثورة 30 يونيو إلى حرية الصحافة والإعلام حاولت أنهاء حالة الفوضي التي ضربت الإعلام قبلها في مقتل من خلال ظهور كيانات لا تمت للإعلام بصله.وانصف الدستور بمواده حرية الصحافة والإعلام ونص على استقلال المؤسسات الصحفية والإعلامية بالمواد” 70، 71، 72 “. كما نص الفصل العاشر بالدستور بمواده “211، 212، 213″ على أنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجانب هيئتين لإدارة الصحف القومية وأتحاد الإذاعة والتليفزيون ” الوطنية للصحافة والوطنية للإعلام”. وتضمن الفصل العاشر نص المادة “211”: أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هيئة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الفنىوالمالى والإداري، وموازنتها مستقلة ويختص المجلس بتنظيم شؤون الإعلام المسموع والمرئى،وتنظيم الصحافة المطبوعة، والرقمية، وغيرها ويكون المجلس مسؤولًا عن ضمان وحماية حرية الصحافة والإعلام المقررة بالدستور، والحفاظ على استقلالها وحيادها وتعدديتها وتنوعها،ومنع الممارسات الاحتكارية، ومراقبة سلامة مصادر تمويل المؤسسات الصحفية والإعلامية، ووضع الضوابط والمعايير اللازمة لضمان التزام الصحافة ووسائل الإعلام بأصول المهنة وأخلاقياتها، ومقتضيات الأمن القومى، وذلك على الوجه المبين في القانون يحدد القانون تشكيل المجلس، ونظام عمله، والأوضاع الوظيفية للعاملين فيه. ويُؤخذ رأى المجلس في مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقة بمجال عمله”.وفي حين تنص المادة ” 212 “: ” على أن الهيئة الوطنية للصحافة هيئة مستقلة، تقوم على إدارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولةوتطويرها، وتنمية أصولها، وضمان تحديثها واستقلالها، وحيادها، والتزامها بأداء مهنى، وإداري، واقتصادي رشيد.ويحدد القانون تشكيل الهيئة ونظام عملها، والأوضاع الوظيفية للعاملين فيها ويُؤخذ رأى الهيئة في مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقةبمجال عملها.بينما تنص المادة “213”: على أن الهيئة الوطنية للإعلام هيئة مستقلة، تقوم على إدارة المؤسسات الإعلامية المرئية والإذاعية والرقمية المملوكةللدولة، وتطويرها، وتنمية أصولها، وضمان استقلالها وحيادها، وألتزامها بأداء مهنى، وإداري، واقتصادي. وتوالت مكاسب الإعلام فعقب مطالبات لأكثر من 30 عامًا بإنشاء نقابة للإعلاميين تحمي حقوقهم كما تعمل على ضبط الإداء الاعلامي لتقوم القنوات بأعلاميها بأداء دورهم التنويري والتوعوى المنوط بها بالشكل الأمثل دون تجاوزات أخلاقية أو مهنية، كان قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية يمثل انتصاراً كبيراً للعاملين بالمجال الإعلامي للحفاظ على حقوقهم وتنفيذ مطالباتهم التي طالت سنوات وسنوات وتمثل في تأسيس نقابة مهنية لهم تضم شمل الآسرة الإعلامية كباقي النقابات المهنية.وغضون ذلك، ظهر جيل جديد من شباب الإعلاميين وحازوا على تشجيع الرئيس عبدالفتاح السيسي والوقوف بجانبهم وظهر ذلك جلياً في تواجدهم وأداراتهم لجلسات الرئيس فالمؤتمرات الكبري بمصر ومنها منتدى الشباب بشرم الشيخ. كما لا ننسي موقفه الإنساني مع المذيعة الشابة داليا أشرف التي حصلت على لقاء “ذهبي” في بداية مشوارها الإعلامي فعندما انهارت بالبكاء لعدم قدرتها التسجيل مع الرئيس السيسي أثناء تواجده بمطار شرم الشيخ عام 2015 لاحظ السيسي بكائها فأحضرها لتقوم بالتسجيل معه، وكانت “داليا” في هذا الوقت تعمل مراسلة بقناة ” النهار” قبل انتقالها مؤخراً لقناة “دي إم سي”.