من تكميم المعدة إلى تحويل المسار: د. محمد مطر يشرح أفضل الطرق لفقدان الوزن بأمان وفعالية

تُعد عملية تكميم المعدة وعملية تحويل المسار من أشهر وأهم جراحات السمنة التي أثبتت فاعليتها في علاج السمنة المفرطة والمشاكل الصحية التابعة لها. تهدف كلا العمليتين إلى تقليل الوزن بشكل فعال ودائم، ولكن تختلف كل واحدة منهما في طريقتها وتأثيرها على الجسم. فبينما تركز عملية التكميم على تصغير حجم المعدة لتقليل كمية الطعام، تعتمد عملية تحويل المسار على تقليل حجم المعدة وتقليل القدرة على الامتصاص. في هذا المقال نستعرض بعض المعلومات الخاصة بكلا العمليتين.
تكميم المعدة وتحويل المسار: فروق التغذية والامتصاص والمضاعفات
تعتبر كل من عملية تكميم المعدة (Sleeve Gastrectomy) وعملية تحويل المسار (Gastric Bypass) من الإجراءات الشائعة لعلاج السمنة، لكنهما تختلفان في عدة جوانب منها: فروق التغذية والامتصاص
في تكميم المعدة يتم إزالة حوالي 75-80% من حجم المعدة، مما يؤدي إلى تقليل كمية الطعام التي يمكن تناولها. هذا الإجراء لا يتضمن تغييرًا في مسار الأمعاء، لذا فإن امتصاص العناصر الغذائية يبقى كما هو. بينما في عملية تحويل المسار يتم عمل جيب صغير في المعدة بالإضافة إلى تغيير مسار الأمعاء، وذلك الذي يقلل من امتصاص العناصر الغذائية بشكل كبير. المضاعفات المحتملة تعتبر المضاعفات الناتجة عن تكميم المعدة أقل مقارنة بتحويل المسار. تشمل المضاعفات المحتملة التسريب، ارتجاع المريء، وبعض حالات القيء. أما عملية تحويل المسار ولأنها أكثر تعقيدًا، تزيد معها احتمالية حدوث مضاعفات مثل انسداد الأمعاء، سوء التغذية، والإمساك، كما أن هناك خطرًا أكبر معها لحدوث مشاكل هضمية على المدى الطويل. من الأفضل: تكميم المعدة أم تحويل المسار لعلاج السكري؟ بالنسبة لعلاج السكري من النوع الثاني فإن عملية تكميم المعدة أو عملية تحويل المسار هي خيارات متاحة، ولكن عملية تحويل المسار تُعد هي الخيار الأفضل وذلك للأسباب التالية: لها تأثير مباشر على تنظيم السكر: تحويل المسار يُحسن حساسية الجسم للأنسولين ويؤدي لتغيرات هورمونية قوية تساعد على ضبط مستويات السكر في الدم بسرعة، حتى قبل فقدان الوزن الكبير. نسبة الشفاء أو التحسن أعلى: دراسات عديدة أظهرت أن نسبة التحسن أو الشفاء من السكري بعد تحويل المسار تصل إلى 80-90% مقارنة بـ 60-70% بعد التكميم. تقليل امتصاص السكريات: بسبب تجاوز جزء من الأمعاء، يتم تقليل امتصاص الكربوهيدرات مما يساعد في التحكم في مستويات السكر. نتائج أسرع وأكثر استقرارًا:مرضى السكري عادةً ما يلاحظون انخفاضًا سريعًا في مستويات الجلوكوز بعد العملية بأيام أو أسابيع قليلة. نصائح مهمة قبل الخضوع لأي من جراحات السمنة قبل اتخاذ قرار الخضوع لجراحة السمنة، من الضروري اتباع مجموعة من النصائح والإجراءات التي تساهم في ضمان نجاح العملية وتقليل المخاطر منها:
استشارة جراح مختص للحصول على تقييم شامل للحالة الصحية ونصيحة متخصصة
إجراء فحوصات طبية لازمة مثل صورة دم كاملة، رسم قلب، وأشعة على الصدر.
اتباع نظام غذائي صحي يتضمن زيادة تناول البروتينات والخضراوات والفاكهة، هذا يساعد في تحسين الصحة العامة وتقليل المضاعفات أثناء وبعد الجراحة.
التحضير النفسي للتغييرات التي ستطرأ على نمط الحياة بعد الجراحة.
وضع توقعات واقعية حول نتائج الجراحة مع ضرورة الالتزام بنمط حياة صحي بعد العملية.الالتزام بالتعليمات الطبية التي يقدمها الطبيب قبل العملية، بما في ذلك أي تغييرات في الأدوية أو النظام الغذائي. تأثير تحويل المسار على الجهاز الهضمي والهضم والامتصاص تحدث عملية تحويل المسار تغيرات جذرية في مسار الجهاز الهضمي مما يؤثر بشكل مباشر على عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية. يظهر هذا التأثير كالتالي: أولاً: التأثير على الجهاز الهضمي
يتم تصغير حجم المعدة لتصبح جيبًا صغيرًا، مما يقلل كمية الطعام التي يمكن تناولها في نفس الوقت يتم تجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة، وبالتالي ينتقل الطعام مباشرة من المعدة إلى الأمعاء الوسطى متجاوزًا بعض مراحل الهضم الطبيعية. ثانيًا: التأثير على الهضم
بسبب تجاوز جزء من الأمعاء لا يمر الطعام بالعصارات الهضمية في البداية مثل العصارة الصفراوية والإنزيمات البنكرياسية، لذا يصبح الهضم أقل كفاءة ويقل امتصاص الدهون والسكريات مما يؤدي لفقدان الوزن. ثالثًا: التأثير على الامتصاص
يتأثر امتصاص بعض العناصر الغذائية بشدة خاصة: الحديد، فيتامين B12، الكالسيوم، فيتامين D، حمض الفوليك. لذا يجب تناول المكملات الغذائية مدى الحياة وتحت إشراف طبي منتظم. متى تكون تكميم المعدة الحل الأفضل لمشكلة السمنة؟
عملية تكميم المعدة تكون هي الحل الأفضل لعلاج السمنة عندما:
يأكل المريض كميات كبيرة من الطعام ويشعر بالجوع بسرعة، لأن العملية تصغر حجم المعدة وتقلل هرمون الجوع، مما يساعد على الشبع بسرعة وبكميات أقل.
لا يعاني المريض من ارتجاع المريء المزمن، لأن التكميم قد يزيد من أعراضه وفي هذه الحالة يكون تحويل المسار أفضل.
لا يحتاج المريض إلى تقليل امتصاص الطعام بل يحتاج فقط لتقليل الشهية والكمية، لأن التكميم لا يغيّر مسار الجهاز الهضمي ولا يؤثر على الامتصاص بشكل كبير.
إذا كان المريض يرغب في إجراء أقل تعقيدًا وأقل مضاعفات.
في حال كان مؤشر كتلة جسم المريض ما بين 30 و 35 ويعاني من مشاكل صحية مرتبطة بالسمنة مثل الضغط أو خشونة المفاصل أو تكيس المبايض. في الختام تعد كلا من عملية تكميم المعدة وعملية تحويل المسار هي من العمليات التي أحدثت تغيرات كبيرة وملموسة في حياة العديد من الحالات، ومع ذلك وحتى يضمن المريض نتيجتها لا بد أن تتم بواسطة جراح ماهر مثل دكتور محمد مطر أستاذ مساعد جراحة السمنة بكلية الطب جامعة عين شمس. يمكن التواصل مع عيادة مطر كلينيك على الرقم (01033025868). تسجيلي