شاب من فيوم أنقذ سودانيًا من الغرق ثم غرق في ليبيا

سيطرت حالة من الحزن والأسى على نجع الطويل، التابع للوحدة المحلية لقرية العرق – مركز إطسا – محافظة الفيوم، فور سماع خبر غرق الشاب أسامة عيد عامر- 22 عامًا، وسط مياه البحر المتوسط بمدينة مصراتة الليبية.
ناصر هيكل أحد أبناء قرية الغرق التابعة لمركز إطسا، يرى أن الشاب أسامة، الذي لقي مصرعه غرقًا داخل مياه البحر المتوسط بمدينة مصراتة الليبية، أعتبره من الشهداء، فهو وحيد على 5 فتيات، خاصة أن الابن”البكر” بين أشقائه.ويضيف والده رجل بسيط يعمل بدولة ليبيا فى طائفة المعمار، منذ 7 سنوات، وكان يتردد على أسرته البسيطة بالقرية كل عام، كما كان يرسل لهم الأموال التي يتقاضاها هناك من أجل تعليم صغاره.وأضاف عندما أشتد عود الشاب أسامة سافر مع والده للعمل مثله فى مدينة مصراتة، حيث كان يعمل فى نقل الطوب والرمال وباقي مواد البناء من أجل جمع “الدنانير” الليبية حتى يساعد أسرته، وعمل” قرشين” لمساعدته في نفقات الزواج، خاصة أن والده بعد رحلة “شقى” استمرت 7 سنوات استطاع بناء منزل يأوي أبناءه وزوجته الصغار.وأشار هيكل، إلى أن والد أسامة حضر من ليبيا، في شهر مايو الماضي، وترك ابنه هناك على أمل العودة للعمل بجواره بعد انتهاء فصل الصيف، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد ضاع امله في الحياة وأصبح الأب منسكرًا ينتظر عودة جثمان ابنه.وأوضح “هيكل” أن الشاب أسامة كعادته كان يقضي فترة عمل، وفي فترة المساء كان يترك منزله للسير والتنزه على شاطئ البحر المتوسط، وأمس الأول، أثناء رحلته المسائية سمع صوتًا قويًا يحمل استغاثة تنطلق من مياه البحر المتوسط، انطلق أسامة نحو الصراخ، حيث شاهد شابًا سودانيًا فى طريقه للغرق، بشهامة أبناء البلد نزع “أسامة” ملابسه وانطلق في المياه، حيث استطاع إنقاذ الشاب السوداني، لكن القدر كان له رأي آخر، فقد اختطفت الأمواج العاتية جثمان الشاب أسامة إلى القاع، ليلقي مصرعه، بعد أن أنقذ زميله السوداني.وطالب “هيكل” محافظ الفيوم الدكتور أحمد الانصاري، بتخصيص كشك من جمعية الأورمان ومصر الخير، ليكون مصدر رزق لأسرة الشاب الشهم أسامة عيد عامر، وذلك للعيش منه وتوفير حياة كريمة لأسرة الشاب البطل، الذي أنقذ حياة شاب سوداني، ومات هو.والد أسامة يبكى بحرقة قائلاً: “يا ريتنى أن يا ابني اللى”موت” راح شبابك يا أسامة، يا ريتنى “جبتك” معايا وكنت عشت مع إخواتك البنات، مين يعوضني عنك، ومين هيجيب لإخواتك البنات “لبس العيد” مين هيحضر أفراحهم، خلاص يا ابني الحياة بدون لا طعم لها”.