فلسطين تطالب المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه دعم ميزانية الأونروا

طالب رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد أبو هولي، المجتمع الدولي بتنفيذ التزاماته تجاه اللاجئين الفلسطينيين والإيفاء بدعم موازنة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ونداءات الطوارئ وزيادة المساعدات المقدمة للاجئين وتحسينها دون ربط ذلك باشتراطات سياسية معينة، نظرًا لأهمية دور الوكالة في تحقيق الاستقرار في المنطقة وصولاً للحل المنشود لقضية اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم طبقاً لما أقرته الشرعية الدولية خاصة القرار 194.
جاء ذلك في كلمة أحمد أبو هولي، رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس وفد فلسطين في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ113 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين بالدول العربية المضيفة الذي انطلق اليوم بالجامعة العربية ويستمر خمسة أيام.وأشار أبو هولي إلى ما تتعرض له الأونروا من تحديات تشغيلية ومالية في ظل عدم وجود أي تعهد إضافي يغطي العجز المالي في ميزانيتها الاعتيادية التي تبلغ قيمتها 200 مليون دولار الأمر الذي قد يحمل مخاطر جسيمة مثل انهيار بيئة عملها أو تراجع خدمات موظفيها أو تفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق عملياتها كافة.وأعرب عن الأسف الشديد إزاء تقرير التقييم الاستراتيجي للأونروا لأن ما ورد فيه من سيناريوهات محتملة للمضي قدماً لمعالجة التحديات التي تواجهها الأونروا يتعارض مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا ضرورة التنسيق معاً والعمل على تشكيل مجموعة عمل لمراجعة تقرير التقييم الاستراتيجي للأونروا. وحذر من أن هذه التحديات تتجه إلى منحى خطير مع تفاقم الوضع المعيشي للاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في مناطق عمليات الأونروا الخمس في الضفة الغربية والقدس الشرقية وفي قطاع غزة وفي الدول العربية المضيفة في سوريا والأردن ولبنان.وقال أبو هولي إنه أمام هذا الواقع المعقد تتعرض “الأونروا” لتحديات سياسية وتشغيلية ومالية نتيجة حظر أنشطتها في القدس الشرقية وإغلاق مقرها الرئيسي في حي الشيخ جراح أو إغلاق مدراسها وتقويض ولايتها في الضفة الغربية وقطاع غزة مع سريان القانون الإسرائيلي في 30 يناير 2025 بالإضافة إلى استهدافها عسكريا والذي أسفر عن تدمير ما يزيد عن 70% من منشأتها في قطاع غزة واستشهاد 327 موظفًا من العاملين لديها، في سعي من الاحتلال لتفكيك الأونروا الشاهد الحي على النكبة وتقويض ولاية المجالات الممنوحة لها وفقًا لقرارات الجمعية العامة ذات الصلة بما في ذلك القرارين 194 و 302 في محاولة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين. وأعرب عن تقديره للدول المضيفة على كل ما يُقدمونه من حُسن رعاية واهتمام للاجئين الفلسطينيين وتحملهم أعباء مالية إضافية لتخفيف معاناتهم في ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة، مشيرا إلى العدوانية المتطرفة التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وتصاعد ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة، واستمرارها في حرب الإبادة الجماعية والتجويع بحق أهل قطاع غزة الصامدين منذ 7 أكتوبر 2023، متجاهلة قرار مجلس الأمن رقم 2735، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب إضافة إلى إغلاق معابر غزة ومنع إدخال المساعدات واتصالات ما يزيد عن 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة يلاحقهم خطر المجازفة على سمعة ومرأى العالم. وأضاف أبوهولي أن الاحتلال لايزال يواصل عدوانه العسكري على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمال الضفة الغربية الذي بدأ منذ 21 يناير 2025 والذي تسبب في ارتقاء شهداء وجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير بنيتها التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والاتصالات وتدمير الطرق وحرق وتدمير مئات المنازل والمحال التجارية، ومنشآت الأونروا التعليمية والصحية، ونزوح أكثر من 42.000 لاجئ فلسطيني على مسمع ومرأى من العالم.وأوضح أنه في خضم هذه الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني تستمر سلطات الاحتلال في إمعانها في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية من خلال مصادقتها على بناء 22 مستعمرةً جديدةً في الضفة الغربية المحتلة خلال العام الجاري فقط، وعودتها إلى مستوطنات أُخليت عام 2005 تنفيذاً لقانون إلغاء فك الارتباط في شمالي الضفة بإعادة المستوطنات التي تم تفكيكها عام 2005، بهدف تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في الأرض الفلسطينية المحتلة علاوة على تكريس احتلالها وفرض سيادتها على أراضي الضفة الغربية وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى حل الدولتين.وقال “ويترافق مع ذلك محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وبالذات في المسجد الأقصى المبارك، من خلال الاقتحامات المستمرة للمستوطنين وأقطاب حكومة اليمين المتطرفة وإغلاق مؤسساته التي كان آخرها إغلاق صندوق ووقفية القدس والأخطر من ذلك الدعوات التحريضية المتطرفة أطلقتها جماعات استيطانية يمينية لتفجير المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم مكانه والاعتداءات الجسدية على المصلين بما في ذلك منع وصول المسيحيين إلى كنائسهم.وقال أبو هولي، إن العالم شهد في الأونة الأخيرة جرائم القتل والتنكيل ضد الأطفال والشباب الفلسطيني والترويع والإرهاب الوحشي للمدنيين وحرق البيوت التي كان آخرها جريمة قرية كفر مالك وتجمع عرب المليحات وتهجير أكثر من 30 تجمعًا وكأنهم يضمون 323 عائلة من أماكن سكنها إلى أماكن أخرى منذ السابع من أكتوبر 2025، وعشرات القرى الحدودية والقريبة من المستوطنات والجدار في سعي منها لإنهاء الوجود الفلسطيني وتكريسها وإقامتها دولة يهودية عرقية تبدد المسعى الدولي لحل الدولتين