إيهاب محمود: مؤتمر “مصر كروز” حدث دولي يساهم في تشكيل مستقبل السياحة البحرية في المنطقة على الأراضي المصرية.

خبير النقل البحري وعضو الغرفة السياحية الألمانية يشيد بالتنظيم المصري ويؤكد: القيادة السياسية لديها وعي حقيقي بأهمية الاقتصاد الأزرق والموانئ السياحية
في خطوة تعكس تعاظم الدور المصري على الساحة الدولية في قطاع السياحة البحرية، أكد المهندس إيهاب محمود، خبير النقل البحري وعضو الغرفة السياحية الألمانية، أن مؤتمر “مصر كروز” الذي استضافته مصر مؤخرًا يُعد من أهم المؤتمرات الدولية المتخصصة التي نُظّمت على الأراضي المصرية، بل ويُعد منصة استراتيجية غير مسبوقة لاستعادة مصر لموقعها الطبيعي على خريطة الكروز العالمية. وخلال مشاركته في لقاء إعلامي عبر تقنية الزووم، أوضح المهندس إيهاب محمود أن المؤتمر شهد حضورًا دوليًا واسعًا من خبراء النقل البحري والسياحة وأكبر شركات إدارة رحلات الكروز من أوروبا وأمريكا وآسيا، مشيرًا إلى أن اختيار مصر لاستضافة هذا الحدث لم يكن مصادفة، بل اعتراف عالمي بأن البيئة المصرية أصبحت مواتية وجاذبة للاستثمار في قطاع الكروز، بفضل ما شهدته من تطور نوعي في بنيتها التحتية السياحية واللوجستية خلال السنوات الأخيرة. ❖ مصر تعود بقوة إلى ساحة الكروز العالمية أوضح “محمود” أن المؤتمر تناول بالتفصيل آليات دمج الموانئ المصرية ضمن مسارات الكروز الدولية، بما في ذلك موانئ البحر الأحمر (الغردقة – سفاجا) والمتوسط (الإسكندرية – بورسعيد)، مع التركيز على ضرورة رفع كفاءة الأرصفة السياحية، وتطوير محطات الركاب، وتيسير إجراءات الاستقبال بما يتماشى مع المعايير العالمية. وأضاف أن المتحدثين من كبريات الشركات العالمية أكدوا أن مصر تمتلك إمكانات استراتيجية فريدة في هذا المجال، لا سيما موقعها الجغرافي الذي يربط بين ثلاث قارات، وتنوع مناخها وثقافتها، فضلاً عن العمق التاريخي والأثري الذي يجعل كل ميناء سياحي في مصر بمثابة متحف مفتوح بحد ذاته. ❖ إشادة بالقيادة السياسية المصرية وجّه المهندس إيهاب محمود تحية خاصة للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن هذا المؤتمر ما كان ليُقام بهذا الشكل المشرف لولا الدعم المباشر من القيادة السياسية، التي أولت اهتمامًا كبيرًا بملف النقل البحري والسياحة البحرية، ضمن استراتيجية “مصر 2030″ و”رؤية الجمهورية الجديدة”.
وقال: “لأول مرة منذ عقود، نرى في مصر وعيًا سياسيًا متقدمًا بأهمية الاقتصاد البحري كقاطرة تنموية متكاملة، وليس مجرد قطاع خدماتي. وهذا ما انعكس على تطوير الموانئ، وإنشاء مناطق لوجستية جديدة، وإعادة تأهيل الأرصفة لاستقبال السفن العملاقة من الطراز الحديث.”
❖ توصيات ومخرجات المؤتمر من أبرز المخرجات التي سلّط المهندس إيهاب الضوء عليها: الاتفاق على خطة للترويج الخارجي للموانئ المصرية ضمن كتالوجات شركات الكروز العالمية. دعوة المستثمرين الأجانب للدخول في شراكات مع الدولة المصرية لتطوير محطات الركاب السياحية. التأكيد على أهمية تدريب الكوادر المصرية في مجال إدارة وتشغيل الكروز، بالتعاون مع الجامعات والمعاهد الدولية. اقتراح إنشاء هيئة تنسيقية عليا للسياحة البحرية تضم ممثلين عن وزارات النقل والسياحة والداخلية والجمارك، لتذليل العقبات البيروقراطية.
❖ الرؤية المستقبلية في ختام حديثه، شدد المهندس إيهاب محمود على أن مؤتمر “مصر كروز” لم يكن مجرد فعالية دولية عابرة، بل بداية حقيقية لمرحلة جديدة من الاستثمار الجاد في السياحة البحرية، وعلى الدولة الآن أن تبني على هذا النجاح من خلال: التنفيذ الفوري لتوصيات المؤتمر، خصوصًا ما يتعلق بتهيئة البنية التحتية. تعزيز الشراكة مع الغرف السياحية الدولية لتبادل الخبرات. إطلاق حملات ترويج رقمية عالمية تستهدف جمهور رحلات الكروز، بالتعاون مع السفارات المصرية في الخارج. وختم تصريحه بالقول: “الكرة الآن في ملعبنا. العالم وضع مصر على خريطة الكروز، والفرصة ذهبية للانطلاق بقوة في هذا المضمار إذا أحسنا استغلالها.” تسجيلي