شجاعة الأبطال

شجاعة الأبطال

من وسط المحن تولد البطولة ومن وسط الكوارث تظهر المعادن الأصيلة للشعوب وقد ظهرت بطولة ومعادن الشعب المصري  الأصيل خلال الأيام الماضية وشاهدها العالم أجمع وتغنى بها الجميع رغم الكارثة المفجعة فى حريق رمسيس المدمر الذي كشف أشياءً كثيرة سلبية تحتاج إلى حلول فورية قبل أن تقع كارثة أخرى لقدر الله تكون عواقبها أكبر من ذلك لكن الحقيقة أن هذا الحريق كشف حقيقة الشعب المصري الأصيل وأظهر معدنه النفيس الذي لا يضاهيه معدن آخر من شعوب العالم والذي تجسد فى تضحيات رجال الدفاع المدنى الذين وصلوا إلى مكان الحادث فى دقائق معدودة بما يقارب من 40 سيارة إطفاء يعمل عليها العشرات من أفراد الحماية المدنية بقيادة العقيد طارق حنيش وظلوا فى عمل متواصل وسط النيران طوال أكثر من 15 ساعة متصلة وهم يعملون باستخدام خراطيم المياه على مسافات عالية وصلت لـ11 طابقًا كان أهم عامل لديهم هو السرعة الكبيرة والعمل المتقن حتى لا تنتشر النيران فى أماكن أخرى وفى نفس الوقت إنقاذ أكبر عدد من العاملين داخل السنترال الذين حاصرتهم النيران فى كل مكان كما كانت بطولة الملازم أول نور امتياز كامل نموذجًا حى لشباب مصر الوطني والذي يمتلك قدرة عجيبة فى التضحية بالنفس من أجل إنقاذ الآخرين وهذا الضابط الشهم من ذاك الأسد فوالدهم هو بطل أيضا ثم استشهد من قبل من أجل الدفاع عن الوطن.

وقد استطاع رجال الدفاع المدنى أن يضربوا أروع الأمثال فى إنقاذ المنطقة بأكملها من كارثة محققة كما استطاعوا إخراج العشرات من العاملين فى السنترال بشكل سريع من وسط النيران.هذه البطولات لم تكن الوحيدة بل هناك العشرات ممن قدموا ويقدموا أروع الأمثلة فى التضحية بالنفس من أجل الآخرين على رأسهم البطل خالد شوقى سائق شاحنة الغاز فى مدينة العاشر من رمضان والذي أنقذ أرواح العشرات من المواطنين فى المنطقة كما أنقذ العشرات من المبانى التي كان يمكن أن تحترق وتقع كارثة ضخمة لو انفجرت الشاحنة فى محطة الوقود واستطاع أن يضحى بنفسه من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء.. هذه نماذج مصرية حقيقية أفعالهم تتكلم عنهم لا يجيدون الكلام ولا شعارات هم فقط يجيدون العمل الحقيقى من أجل الوطن ومن أجل الآخرين لا يعرفون الحديث فى الإعلام أو السوشيال ميديا ولا يريدون الظهور أمام الكاميرات أو عدسات المصورين لأنهم صادقين فى مشاعرهم اتجاه هذا الوطن واتجاه كل من حولهم.هذه النماذج المصرية الحقيقية نحتاجها فى كل مكان نحتاجهم فى العمل وفى الشارع وفى المصانع وفى المكاتب وفى الأسواق هذه نماذج تمتلك ضميرًا حيًا ومشاعر إنسانية تفوق مشاعر الآخرين لديهم حب الوطن والتضحية بالنفس من أجل الآخرين فوق أى اعتبار هؤلاء نحتاجهم فى حياتنا من أجل تقدم وازدهار هذا الوطن وعلى وسائل الإعلام التي تقدم لنا كل يوم نماذج تافهة أن تلتفت لمثل هؤلاء ويتم تكريمهم وإظهارهم على الشاشات فى السوشيال ميديا حتى يكونوا نموذجًا مشرفًا للأجيال القادمة ويكونوا قدوة حقيقية لحب الوطن والدفاع عنه وعن مقدراته أمام مخططات الأعداء.حفظ الله مصرقيادة وشعبًا ً.