عاجل… الكتل المجهولة في عمق الأرض قد تسبب ثورات بركانية خطيرة

لا تؤدي الانفجارات البركانية إلى إتلاف الممتلكات وإلغاء الرحلات الجوية فحسب، ولكنها يمكن أن تقتل مئات أو حتى آلاف الأشخاص، وتدفنهم تحت تدفقات ‘البركان الفتاتية القاتلة.
الآن، تمكن العلماء في أستراليا من تحديد السبب المحتمل وراء الانفجارات البركانية العملاقة – وهي عبارة عن “بقع” غامضة تقع على عمق 1200 ميل تحت الأرض. البقع هي مناطق ثلاثية الأبعاد تمتد على طول القارات وتمتد إلى ارتفاع أعلى من جبل إيفرست بمائة مرة. تقع هذه الصخور في قاع الوشاح الصخري للأرض فوق النواة الخارجية المنصهرة – وهو مكان عميق للغاية لدرجة أن عناصر الأرض مضغوطة لدرجة يصعب التعرف عليها. وهي نقطة بداية لسحب الصخور المنصهرة الساخنة التي تتدفق إلى أعلى نحو سطح الأرض. وهناك تنفجر على شكل حمم بركانية وغازات وشظايا صخرية – قادرة على القضاء على الحياة كما نعرفها. وحذر معدو دراسة عن البراكين من أن الانفجارات البركانية العملاقة واسعة النطاق يمكن أن يكون لها تأثيرات خطيرة، مثل تغير المناخ المفاجئ وأحداث الانقراض الجماعي.يمكن أن تؤدي الانفجارات البركانية إلى تكثيف ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق إضافة الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون “CO2” إلى الغلاف الجوي. كما تسببت البراكين العملاقة في أحداث أدت إلى أكبر موت جماعي على وجه الأرض، وهو الانقراض الذي حدث في العصر البرمي الثلاثي قبل 252 مليون سنة. ويقول الباحثون من جامعة ولونجونج بالقرب من سيدني: “من المحتمل أن تكون هذه الكتل موجودة منذ مئات الملايين من السنين”. تتكون الأرض من ثلاث طبقات – القشرة، والوشاح، والنواة، والتي تم فصلها مؤخرًا إلى “داخلية” و”خارجية” .ووفقا للدراسة، فإن هذه الكتل تقع في قاع وشاح الأرض، على بعد حوالي 2000 كيلومتر و3000 كيلومتر تحت الأرض.الوشاح، الطبقة الأكثر سمكًا في الكوكب، يتكون في معظمه من صخرة صلبة- ولكن الكتل قد تكون مختلفة مقارنة بصخور الوشاح المحيطة.تتكون الكتل من الصخور تمامًا مثل بقية الوشاح، ولكن يُعتقد أنها أكثر سخونة وأثقل وزنًا. وفي دراستهم، استخدم الفريق النمذجة الحاسوبية لمحاكاة “الحمل الحراري للوشاح” – حركة المواد في وشاح الأرض بواسطة الحرارة – على مدى مليار عام.وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن أعمدة الوشاح – وهي أعمدة من الصخور المنصهرة الساخنة في الوشاح – ترتفع من الكتل التي يبلغ حجمها حجم القارات. تشبه أعمدة الوشاح إلى حد ما مصاصة تتجه إلى الأعلى – حيث تشكل “العصا” ذيل الأعمدة و”الحلوى” الأقرب إلى سطح الأرض رأس الأعمدة.ووجد الباحثون أن مواقع الثوران البركاني تقع إما فوق أو بالقرب من موقع الكتل، كما تنبأت نماذجهم. ويشير هذا إلى أن الكتل – وهو اختصار لـ “Big Lover-mantle Basal Structures” – هي في الأساس أصل الانفجارات البركانية في أعماق الأرض. وعادة، تكون حركات الأرض العميقة في حدود 0.4 بوصة “1 سم” في السنة، وبالتالي فإنها لا تصبح ذات أهمية إلا على مدى عشرات الملايين من السنين. ويقول الفريق إن الكتل ربما تتحرك خلال عام بنفس المعدل الذي ينمو به شعر الإنسان كل شهر. على الرغم من أنها ربما كانت موجودة منذ مئات الملايين من السنين، فمن غير الواضح ما الذي يسبب حركتها. ترتفع أعمدة الوشاح ببطء شديد من الكتل الموجودة عبر الوشاح لأنها تنقل الصخور الصلبة الساخنة، وليس الصخور المنصهرة أو الحمم البركانية. عند ضغوط أقل في أعلى 200 كيلومتر من وشاح الأرض، يذوب الصخور الصلبة، مما يؤدي إلى الانفجارات البركانية.استخدم معدو الدراسة الإحصائيات لإظهار أن مواقع الانفجارات البركانية العملاقة في الماضي مرتبطة بشكل كبير بأعمدة الوشاح التي تنبأت بها نماذج الباحثين، كما أوضحوا في مقال لموقع The Conversation . وهذا أمر مشجع، لأنه يشير إلى أن عمليات المحاكاة تتنبأ بأعمدة الوشاح في الأماكن وفي الأوقات المختلفة بشكل عام بما يتفق مع السجل الجيولوجي.” وتشير النتائج الجديدة، التي نشرت في مجلة Communications Earth and Environment ، إلى أن أعماق الأرض أكثر ديناميكية مما كان يدركون. وتهدف الأبحاث المستقبلية إلى استكشاف الطبيعة الكيميائية للكتل، وقد يكون ذلك ممكنًا باستخدام المحاكاة التي تتبع تطور تركيبها.