إيمان ممتاز تناقش: هل الضغط من النتائج أم الضغط من الأهل؟ أيهما يؤثر سلبًا على أبنائنا أكثر؟

إيمان ممتاز تناقش: هل الضغط من النتائج أم الضغط من الأهل؟ أيهما يؤثر سلبًا على أبنائنا أكثر؟

‎في كل عام، مع اقتراب إعلان نتيجة الثانوية العامة، يعيش آلاف الطلاب وأسرهم حالة من التوتر الجماعي.

ورغم أن ضغط الامتحانات في حد ذاته كافٍ لإرهاق أي شاب أو فتاة في مقتبل حياتهم، إلا أن الضغط الأكبر يأتي غالبًا من الأهل. ‎فكرة أن “النتيجة هي اللي هتحدد مستقبلك” لا تزال مسيطرة في الوعي الجمعي، حتى لو تغير الواقع. ‎فإن الأهل، بدافع الحب والخوف، يمارسون ضغطًا نفسيًا قد لا يُقصد به الإيذاء، لكنه في كثير من الأحيان يُنتج العكس تمامًا. كلمات مثل: “مش عايزينك تطلع زي فلان”، أو “إحنا ضحينا كتير عشان اليوم ده”، أو حتى الصمت المليء بالانتظار والترقّب.. كلها تخلق بيئة مشحونة، لا تعين الطالب على عبور الأزمة بل تغرقه فيها أكثر.‎المشكلة أن هذا الضغط لا يظهر فقط في صورة خوف، بل يتحول إلى قلق دائم، أرق، أعراض جسدية، وربما اكتئاب حاد عند بعض الطلاب، خصوصًا ممن يشعرون أنهم خيّبوا آمال أسرهم.‎ في المقابل، حين يكون البيت مصدر أمان واحتواء، حتى مع النتائج غير المرضية، ينشأ فرق شاسع في تعامل الطالب مع الفشل أو الإحباط. بيت يقول: “إحنا بنحبك في كل حالاتك، وهنقف جنبك دايمًا”، بيصنع شخص سوي، واثق في نفسه، يعرف أن التعلم مش بس درجات، وأن النجاح الحقيقي رحلة مش رقم.‎الأهل مش لازم يكونوا خبراء في التربية، لكن محتاجين يبقوا على وعي بأن تأثيرهم أكبر من أي امتحان. والنتيجة – مهما كانت – هتفضل ورقة، إنما اللي يفضل محفور في الذاكرة هو شعور: “بابا وماما كانوا جنبي ولا لأ؟”.