مهنة الانهيار المبكر: رحيل المخرج سامح عبد العزيز يثير الجدل حول ضغوطات صناعة الفن

مهنة الانهيار المبكر: رحيل المخرج سامح عبد العزيز يثير الجدل حول ضغوطات صناعة الفن

هز خبر وفاة المخرج سامح عبد العزيز الوسط الفني، وأثار موجة من الحزن والتأمل بين أصدقائه وزملائه، خاصة مع رحيله المفاجئ عن عمر 48 عاما. وقد عبر عدد من المخرجين عن حزنهم وتأثرهم العميق، من بينهم المخرج مجدي الهواري الذي وصف مهنة الإخراج بـ”مهنة الموت المبكر”، والمخرج عمرو سلامة الذي استعرض مقارنة لافتة بين أعمار المخرجين المصريين والعالميين.

وفي تعليق مؤلم ومؤثر، عبر المخرج مجدي الهواري عن حزنه العميق لرحيل زميله المخرج سامح عبد العزيز، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 48 عاما، واصفا مهنة الإخراج بأنها “مهنة الموت المبكر”، ومشبها إياها بـ”مناجم الفحم” لما تحمله من ضغوط نفسية وجسدية كبيرة.وقال الهواري: “لا أجد كلمات تعبر عن ما أشعر به الآن، إلا بكلمة اكتئاب… إنها مهنة الموت المبكر 48 عامًا ربما، وربما أقل… الموت يحيط بها وبمن يمتهنها في حياته الفوضوية هذه، دون أن يدرك أنها ليست مجرد مهنة. نعم، إنها مهنة الموت.”وأضاف المخرج المعروف بتعليق يحمل كثيرا من الألم والواقعية: “الأحداث تتواصل بالأعصاب، وقلب مسؤول لا يهمل، وعقل يدبّر قبل أن تسقط الشمس، وقبل أن يطلع النهار، والحق بسرعة قبل رمضان! مهنة مثيرة لإنهاء العمر قبل أوانه، وكأنها تدفعك لأن ترمي بنفسك في قبر من قبور الوحشة”.وشبه الهواري مهنة الإخراج بأنها “الكمين” الذي يخدع الكثيرين ببريقه، قائلا: “العمر يطويه كرسي المخرج… ومَن يجلس عليه يبدو مسيطرا، قويا، لكنه في الحقيقة يدفع الثمن غاليا. إنها الخدعة.. ومات من كان يملك القدرة على الجلوس عليه وهو مرح، لطيف، ويجعل الجميع يحزنون عليه.” وختم كلماته بنبرة حزينة قائلا:”48 ممكن.. هيوحشنا دمك الخفيف يا ساموحا”.أما المخرج عمرو سلامة، فقد اختار طريقة مختلفة لتأبين زميله، حيث كشف قائمة بأعمار عدد من المخرجين المصريين الذين رحلوا مبكرا، قائلا: “المخرج أسامة فوزي توفي في عمر ٥٨، حاتم علي ٥٨، شوقي الماجري ٥٨، أحمد المهدي ٥٩، هاني جرجس فوزي ٥٩، عاطف الطيب ٤٨، وآخرهم سامح عبد العزيز ٤٨ سنة.”ثم عقد مقارنة لافتة مع أعمار مخرجين عالميين لا يزالون يعملون بنشاط رغم تقدمهم في العمر: “ستيفن سبيلبرج عمره ٧٧، مارتن سكورسيزي ٨١، فرانسيس فورد كوبولا ٨٥، وودي آلن ٨٨، وكلينت إيستوود… ٩٤ سنة!”.واختتم قائلا: “تباين بالتأكيد يدعو للتأمل في أسلوب الحياة، وثقافة الوعي بالصحة، وجودة المعيشة، لكنه يدعو أيضا للتأمل في صناعة كاملة وظروفها التي في معظم الأوقات غير إنسانية. وده على المخرجين، فتخيلوا باقي طاقم العمل! رحم الله الجميع، والباقي ياخد باله من نفسه.”