عالم أزهري: صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة ويمكن صيام يوم السبت بمفرده.

أكد الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أنّ اللَّه عزّ وجلّ جعل لعباده مواسم للطاعات ليتقربوا فيها بالأعمال الصالحة، ضاعف فيها الأجر، ومن هذه المواسم يوم عاشوراء؛ فصيامه يُكفر السنة السابقة كما أخبرنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم؛ فعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه، أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «صيام يوم عرفة، أحتسب على اللَّه أن يكفّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفّر السنة التي قبله» [رواه مسلم]، وهذا من فضل اللَّه علينا أن أعطانا بصيام يومٍ واحد تكفير ذنوب سنةٍ كاملة.
وأضاف عمارة، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنّ يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر اللَّه المحرم، أول شهور السنّة الهجرية، ويوم عاشوراء يوم مبارك له فضل عظيم وحرمة كبيرة ومعظم منذ القدم، وصيامه كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام؛ فقد صامه موسى عليه السلام شكرًا للَّه عزَّ وجلَّ، ثم صامه أتباعه من اليهود وكانوا يعظمونه ويتخذونه عيدًا لهم، ويلبسون فيه نسائهم حليهم واللباس الحسن الجميل، وسر ذلك عندهم أنه اليوم الذي شق اللَّه فيه البحر لموسى عليه السلام، ونجاه وقومه من فرعون وجنوده؛ فصامه موسى عليه السلام شكرًا للَّه عزَّ وجلَّ، وصامه إبراهيم عليه السلام، وكان صيام يوم عاشوراء معروفًا في أيام الجاهلية قبل البعثة النبوية؛ فقد ثبت عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: «إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه»، ويستحب صيام يومٍ مع يوم عاشوراء لمخالفة أهل الكتاب فقد عزم النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في آخر عمره على أن لا يصوم يوم عاشوراء مُفردًا بل يضم إليه يومًا آخر بصيام يومٍ قبله أو يومٍ بعده مخالفة لأهل الكتاب في صيامه. وأوضح الدكتور صفوت عمارة، أنَّ صيام يوم عاشوراء سُنة مؤكدة عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم؛ فقد صامه وأمر بصيامه،عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم؛ فقد صامه وأمر بصيامه، فعن عبداللَّه ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: «قدِمَ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟»، قالوا: هذا يومٌ صالح هذا يومٌ نجَّى اللَّه بني إِسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى، قال: «فأَنا أَحقُّ بموسى منكم»، فصامه، وأمر بِصيامه» [رواه البخاري]، ويجوز إفراد صوم يوم السبت إذا كان هناك سبب؛ كأن وافق عادةً له؛ كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء وغير ذلك من صوم النافلة، فوافق السبت، أو كان الصوم لقضاء ما على المسلم من رمضان. وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّه ورد في فضل صيام يوم عاشوراء عدّة أحاديث، منها ما رواه البخاري عن عبدالله بن عباس رضي اللَّه عنهما أنّه قال: «ما رأيتُ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يتحرى صيام يومٍ فضله على غيره إلَّا هذا اليوم «يوم عاشوراء»، وهذا الشهر «شهر رمضان»»، وفي هذا الحديث يحكي عبداللَّه بن عباسٍ رضي اللَّه عنهما، أنَّه ما رأى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يتحرى أي: يقصد ويبالغ في طلب صيام يومٍ فضله على غيره إلَّا هذا اليوم يوم عاشوراء، فكان شديد الاهتمام بصيامه والحرص عليه لينال فضله وثوابه؛ موضحًا أنَّ لصوم يوم عاشوراء أربعة مراتب ذكرها العلماء وهي: المرتبة الأولى صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، وهذه أفضل المراتب لحديث ابن عباس عند مسلم «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر»، والمرتبة الثانية صيام اليوم العاشر والحادي عشر، لحديث ابن عباس عند أحمد «خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده»، والمرتبة الثالثة صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر، والمرتبة الرابعة إفراد اليوم العاشر وحده بالصوم.