عاجل | شيكابالا: نهاية قصة حب بين نجم فريد وجماهير لا تُنسى

بعد سنوات طويلة من الإبداع والوفاء، أعلن محمود عبد الرازق شيكابالا اعتزاله كرة القدم، تاركًا خلفه مسيرة كتبت بأحرف من ذهب في تاريخ الزمالك.
عشق من نوع خاص
النجم الأسمر لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان رمزًا للعشق والانتماء، وقائدًا ألهم الأجيال ولمس قلوب الملايين.اليوم يعلق الفهد الأسمر حذائه، لكن اسمه سيظل حيا في ذاكرة كل مشجع زملكاوي لا ينسى أيام الفرح والبطولات. البداية والنهاية في ميت عقبةولد شيكابالا عام 1986 في قرية الحصايا بأسوان، انضم إلى قطاع الناشئين في الزمالك، ظهر بموهبته الفطرية مبكرًا، ليصبح أصغر لاعب يشارك مع الفريق الأول في ذلك الوقت، وهو لم يتجاوز 16 عامًا، وذلك في عام 2003.شلرك في مباراة دور الـ 16 من بطولة كأس مصر أمام فريق غزل المحلة، وسجل هدف المباراة الوحيد أنذاك.لعب شيكابالا مع الفريق الأول الذي كان يضم عمالقه مثل حازم إمام وجمال حمزة، وعبد الحليم علي وغيرهم من النجوم التي كانت تقود الفريق.ولكن بعد اعتزال الجميع، وجد شيكابالا نفسه وحيدًا مع قائمة تضم أنصاف النجوم، ساءت نتائج الأبيض وابتعد الفريق عن منصات التتويج.
النجم الوحيد في السنوات العجاف
في السنوات العصيبة التي مر بها الزمالك عندما ابتعدت البطولات وقل الاستقرار، بقي شيكابالا شعاع الأمل الوحيد وسط العتمة. عندما ابتعد عن المنافسة على لقب الدوري، واحتل الفريق مراكز متأخرة في جدول الترتيب.لم يكن أمام شيكابالا حل غير أنه يحمل الفريق على أكتافه ويقوده إلى بر الأمان.في موسم 20102011، كان شيكابالا هو نجم الفريق الاوحد، كان يجلب الفوز بنفسه، يحارب وحيدًا أمام جميع فرق الدوري المصري.بعدما كان الفريق بعيدًا للغاية، بأقدام الأباتشي فقط، نافس أبناء ميت عقبة النادي الأهلي على لقب الدوري، تحت قيادة فنية للعميد حسام حسن.جعل شيكابالا للدوري مذاق مختلف، بعدما كان المارد الأحمر يحسمه مبكرًا بمنتهى الأريحية، عادت المنافسة القوية بين القطبين، بفضل تكتيك حسام حسن ومهارة شيكابالا، حصل الفهد الأسمر على لقب هداف الدوري هذا الموسم برصيد 13 هدفًا.
شيكابالا معشوق الجماهير البيضاء
كان النجم الذي يحمل الفريق على كتفيه في أصعب اللحظات، كان القائد الذي يرفض الاستسلام مهما اشتدت الأزمات. بلمساته الساحرة وأهدافه الحاسمة، اعتاد أن يكون المنقذ الذي يصنع الفارق بمفرده، في وقت خيّم فيه الإحباط على الجميع. لهذا لم يكن حب الجماهير له حبًا عاديًا، بل تقديرًا صادقًا للاعب آمن بقميص ناديه وظل يقاتل حتى أعاد البسمة والهيبة إلى مدرجات القلعة البيضاء.
محطات الاحتراف
رحل شيكابالا شابا إلى باوك اليوناني، حيث لمع نجمه في الدوري الأوروبي، قبل أن يعود إلى الزمالك ليواصل رحلته مع الفريق الذي عشق قميصه. خاض بعدها تجارب احترافية أخرى مع سبورتنج لشبونة البرتغالي، والوصل الإماراتي، والرائد السعودي، كما لعب فترة في صفوف الإسماعيلي، لكنه بقي دائمًا رمزًا للقلعة البيضاء.
بطولاته
حقق شيكابالا مع الزمالك سلسلة من الألقاب والإنجازات التي رسخت مكانته كأسطورة للنادي، والأكثر تتويجًا بالبطولات برصيد 18 بطولة. حيث توج ببطولة الدوري المصري الممتاز أربع مرات في أعوام 2003، 2004، 2021، و2022. كما أحرز ست بطولات لكأس مصر في نسخ 2008، 2013، 2016، 2019، 2021، و2025.وعلى الصعيد القاري، ساهم في تتويج الزمالك بكأس السوبر الأفريقي ثلاث مرات أعوام 2003، 2020، و2024، إضافة إلى فوزه بكأس السوبر المصري مرتين، والبطولة العربية 2003، وبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية مرة، ودوري أبطال أفريقيا مرة.أما مع منتخب مصر، فقد حقق لقب كأس العالم العسكرية عام 2007، وتوج بكأس الأمم الأفريقية 2010، إلى جانب دورة حوض وادي النيل عام 2011، بالإضافة إلى تواجده مع قائمة منتخب مصر في كأس العالم 2018.
نهاية المشوار
اشتهر شيكابالا بمهاراته الخارقة، ومراوغاته الساحرة، وتسديداته القوية التي لا تُنسى، كان صانع البهجة الدائم لجماهير الزمالك، وملهمًا لزملائه في الملعب بروحه القيادية.اليوم يطوي الفهد الأسمر آخر صفحة في رحلته كلاعب، لكنه سيبقى رمزًا خالدًا في قلوب كل مشجع زملكاوي لا ينسى أهدافه وبصماته ومواقفه.انتهت مسيرة استثنائية، لكنها تترك وراءها إرثًا من العشق والوفاء والبطولات.