«هيئة قصور الثقافة» تحتفل بحياة وإنجازات أحمد الباسوسي في فعالية بقصر الإبداع

شهد قصر الإبداع الفني بمدينة السادس من أكتوبر، أمسية بعنوان “في وداع المثقف النبيل د. أحمد الباسوسي”، نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بالتعاون مع نادي القصة، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة للاحتفاء برموز الفكر والأدب.
شارك بالأمسية كل من الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد، رئيس نادي القصة، الأديب د. صلاح شعير، والكاتب خالد جودة، ولفيف من الأدباء والمثقفين. أدار فعاليات الأمسية القاص محمد رفاعي، وبدأت بكلمة قدم خلالها نبذة مختصرة عن مسيرة “الباسوسي” الإبداعية والإنسانية، مع الوقوف على محطات من حياته المهنية وإسهاماته الأدبية.مشيرا إلى أنه كان مثقف نبيلا، يتمتع بأخلاق الفرسان ويقدم الخدمة لكل من يعرفه. من ناحيته، استعاد الكاتب محمد السيد عيد، المواقف التي جمعته بالباسوسي، مشيدا بروحه الطيبة وشخصيته الخدومة المخلصة، وأضاف أن “الباسوسي” ظل حريصا على أداء التزاماته الأدبية،حتى في أشد لحظات مرضه طلب من أحد أبناءه أن يبلغ بأنه لن يستطيع تقديم الندوة التي كان متفق عليها.كما أنه كان إنسانا من طراز نادر يقدم دون مقابل قائلا: لا أنسى له موقفه عندما طٌلب منه أن يكون مدير تحرير نادي القصة ولم يتقاضى أي مقابل مادي، فكان شخصا ناضجا بكل المعايير و متسامحا لأبعد الحدود. وفي مستهل كلمته، دعا د. صلاح شعير، الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح “الباسوسي” مؤكدا أنه تجربة إنسانية وفكرية نادرة، وعالما كبيرا في علم النفس، عرف ببشاشته لم يكن يوما متكبرا أو عابسا.وأضاف قائلا: حين كنا نختلف في مناقشه قضية ما، كان يزداد الود بيننا، فلنا أن نفخر أننا عرفنا شخصا مثله. وسلط الناقد خالد جودة الضوء على أبرز أعمال “الباسوسي”، ومنها كتاب “تراتيل وحكاوي أخرى قصيرة للغاية”، ورواية “يوميات معالج نفسي”، التي تناول فيها قضايا الإدمان والاضطرابات النفسية بأسلوب فني مبسط، وظّف فيه السرد القصصي لتقديم المعرفة العلمية، مشيرا إلى أن القصة كانت بالنسبة له أسلوب حياة، واستطاع أن يقدم المعارف الطبية العلمية المهمة بمفهوم المثقف. بدوره، عبر نجله هشام أحمد الباسوسي، عن امتنانه لوزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة على هذه اللفتة الوفية، مؤكدا أثر والده الإنساني العميق في حياته الشخصية. واختتمت الأمسية بتكريم اسم المثقف الراحل وفاء لمسيرته الأدبية والإنسانية، بمنحة درع الهيئة، وتسلمه نجله وسط حضور حافل من محبيه وأصدقائه الذين أثروا اللقاء بعدد من المداخلات استعرضت مواقف إنسانية جمعتهم به أحمد الباسوسي قاص وروائي مصري، من مواليد عام 1959، أستاذ في علم النفس الإكلينيكي، عمل استشاريا للعلاج النفسي ودرّس بجامعتي القاهرة وحلوان، شغل عضوية كل من اتحاد الكتاب المصريين، ونادي القصة، كما شارك بعدد من البحوث النقدية في مؤتمرات أدبية تناولت القصة القصيرة والإبداع العربي، ورحل عن عالمنا في مايو الماضي تاركا وراءه رصيدا ثريا من المقالات في الصحافة المصرية والعربية، إلى جانب عدد من الأعمال الأدبية البارزة، من بينها: “كازانوفا المصري”، “يوميات حارق الشجر”، “أيام الهمس والجنون”، و”الشفرة”، وغيرها. أقيمت الأمسية بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وجاءت ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، والإدارة العامة للقصور المتخصصة، وقصر الإبداع، وفي إطار جهود هيئة قصور الثقافة لإبراز التجارب الإبداعية الملهمة.