عاجل | شباب “ثورة 30 يونيو” يشاركون ذكرياتهم عن عصر الجمهورية الجديدة

عاجل | شباب “ثورة 30 يونيو” يشاركون ذكرياتهم عن عصر الجمهورية الجديدة

لما خرج المصريون منذ 12 عامًا إلى الشوارع، معلنين الثورة على جماعة الإخوان الإرهابية، التي أرادت اختطاف الوطن باسم الدين، وارتكبت خلال عام ما لم يرتكبها نظام آخر في العصور، حيث تدهورت المرافق والخدمات، وتعطلت مؤسسات الدولة بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ومدينة الانتاج الإعلامي من أنصار الجماعة الإرهابية بهدف انتهاك القوانين، وتكميم أفواه الإعلاميين والشعب المصري، كان وسط هذه الجموع أطفال أصبحوا شباب وأمل مصر في غد أفضل.

 

كيف عاش هؤلاء الأطفال حينها ذلك اليوم؟

 “بوابة روزاليوسف”، ترصد روايات أطفال 30 يونيو 2013، وشباب اليوم:  الجماعة المحظورة سرقت سيارة والدي واستولت على اللافتات المناهضه للإخوان  تتذكر الزميلة الصحفية أميرة عبدالفتاح، يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣، قائلة: كان عمري لا يتجاوز ١٦ عامًا، وعلى الرغم من صغر سني وقتها فإنني كنت بالوعي الكافي بخطورة الوضع الذي تمر به مصر، وكان القرار جماعيا في أسرتنا أن نشارك في المظاهرات الشعبية ضد الجماعة المحظورة، وكان ذلك في ميدان المحافظة بمدينة بنها شمال القاهرة، وأتذكر جيدًا الشعارات والهتافات على الرغم من مرور كل هذه السنوات “ارحل ارحل ارحل” “يسقط يسقط حكم المرشد”. وتضيف أميرة: أثناء تجهيزاتنا ليوم ٣٠ يونيو كان والدي يحتفظ باللافتات والكروت الحمراء بكميات كبيره في سيارته حتى يتم توزيعها في اليوم التالي على المتظاهرين، ولكن كانت المفاجاة أنه أثناء تركه السيارة والذهاب للمطبعة لإحضار ما تبقى من اللافتات المناهضه للإخوان عند رجوعه لم يتمكن من العثور على السيارة، وظل طوال الليل يبحث عنها في كل شوارع المدينة ولكنه لم يتمكن من إيجادها وهذا لم يؤثر عليه مطلقا بل كان أول الموجودين في الميدان خلال الساعات الأولى من يوم ٣٠ يونيو وعلمنا بعدها أن بعض عناصر الجماعة المحظورة كانوا يترصدون السيارة بسبب ما بها من كميات كبيرة من اللافتات وانتظروا غياب والدي عنها هو وصديقه وقاموا بسرقتها وحتى هذه اللحظه لم نعرف مكانها. من نافذة المنزل.. كنت أُشاهد ثورةبيما تستعيد سارة وائل الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ذكرى أحداث ثورة 30 يونيو عام 2013، قائلة: كنت طفلة لم تتجاوز العاشرة من العمر، جالسة مع عائلتي داخل منزلنا، أبي وأمي وأختي ذات الثلاثة عشر عامًا، وأخي الصغير الذي لم يُكمل عامه الرابع بعد.  تقول سارة: لم نكن في الميادين، لكننا كنا نتابع كل شيء من خلف الشاشات، ومن خلف نافذة تطل على العالم الذي كان يتغير.كان أبي “متسمّرًا” أمام التلفاز، عيناه لا تفارقان الشاشة، صوت المذيعين يرتفع، وصور الحشود تمتلئ بها كل القنوات. كنت صغيرة لا أفهم تمامًا ما يحدث، لكني شعرت أن هناك أمرًا كبيرًا يدور في الخارج، أكبر من قدرتي على الفهم، لكنه قريب جدًا من قلبي.أمي كانت تشرح لأختي ما يدور، وأختي بدورها كانت تطرح أسئلة كثيرة. أما أنا، فكنت أراقب وجوههم جميعًا. كنت ألتقط ملامح القلق، ملامح الترقب، وموجات من الأمل تُخفيها نظرات صامتة.في لحظة ما، سمعت من النافذة هتافات قادمة من بعيد. كان الناس يرددون: “ارحل”، “الشعب يريد”، وكانت تلك أول مرة أشعر فيها بقوة صوت الناس. لم أكن أفهم السياسة، لكنني كنت أُدرك أن الشعب قرر أن يقول كلمته، وأن شيئًا ما في الوطن يتحرك.قال لي والدي يومها جملة لم أنسها حتى الآن: “مصر تتغير اليوم، يا ابنتي”. لم أفهم معناها وقتها، لكني كلما كبرت، بدأت أعي كيف تكون اللحظة الصغيرة التي نعيشها، هي في الحقيقة منعطف تاريخي كبير.بالنسبة لي، لم يكن يوم 30 يونيو مجرد حدث في الأخبار، بل كان أول احتكاك بيني وبين فكرة الوطن. لم أكن في الميدان، لكنني كنت هناك… أتابع، أستمع، وأحفظ كل شيء في ذاكرتي الصغيرة.ثورة 30 يونيو، رأيتها بعين الطفلة، وشعرت بها بقلب البنت التي كانت تتعلم كيف تُحب بلدها، من نافذة منزلها.ثورة 30 يونيو من ذاكرة الطفولة أما بسنت محمد الطالبة في الفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة القاهرة أيضًا، فتتذكر ذلك اليوم قائلة: كنت في التاسعة من عمري، مجرد طفلة صغيرة تقضي وقتها في اللعب مع إخوتها واقرانها، لا تدرك شيئًا عن السياسة أو الأحداث الكبرى. ويوم 30 يونيو كان يبدو يومًا عاديًا حتى تغير كل شيء فجأة، إذ كنت مشغولة بلعبي، حتى سمعت صوت أمي يتضرع إلى الله قائلة: “انصرنا يا رب، انصرنا يا رب.”.بدا صوتها مليئا بالأمل والتوتر معًا، ولم أستوعب وقتها ما الذي يحدث. لكن شيئا ما في نبرة صوتها جعلني أتوقف. وتضيف بسنت: لم تمض لحظات حتى رن هاتفها كانت المكالمة مع إحدى صديقاتها سمعتها تقول بحماس: “أخيرا، ربنا نصرنا يا رب تكمل على خير”. لم أفهم ما الذي تعنيه بالنصر، لكنني شعرت بسعادة غامرة في كلماتها.وتستعيد ذكرى هذا اليوم قائلة: لم يكن هذا المشهد عاديا كان هناك شعور غريب في المنزل أبي جاء إلينا وقال بحماس: “يلّا نصلي شكرا لله على اللي حصل”. وقفنا جميعا نصلي، لكن الفضول كان يسيطر علينا كأطفال. بعد الصلاة، سألناه: “إيه اللي حصل؟ إحنا مش فاهمين حاجة”.ابتسم أبي ونظر إلينا بحنان وقال: “اللي حصل ده علشان لما تكبروا تبقوا فاهمين كل حاجة.” كانت تلك الجملة كافية لتترك في نفسي شعورا بأهمية ما يجري.في ذلك اليوم، الذي خرج فيه الملايين في الشوارع يهتفون من أجل الحرية والكرامة كان يوما تاريخيا في حياة كل مصري، ورغم أنني كنت طفلة لا أعي كل التفاصيل، فإنني شعرت بطاقة الأمل والسعادة التي غمرت عائلتي وكل من حولنا.والآن وأنا في العشرين من عمري أدركت جملة أبي لي وقتها أن هذا اليوم لم يكن مجرد لحظة سياسية، بل كان نقطة تحول في تاريخ وطننا. تعلمت أن ما نعيشه اليوم من حرية واستقرار هو نتاج تضحيات وقرارات شجاعة اتخذها شعب بأكمله.ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت درسًا عظيمًا عن قوة الشعب وعن الإيمان بأن الأمل يمكن أن يغير كل شيء وستظل هذه الذكرى محفورة في ذاكرتي كأحد الأيام التي جعلتني أفتخر بانتمائي لهذا الوطن العظيم. شاهدت صخب الشوارع وهتافات الناس وقالت سلمي السلنتي المحررة الصحيفة بمؤسسة روزاليوسف: في الـ30 من يونيو عام 2013، كنت في الثانية عشرة من عمري، جالسة في منزلي لم أفهم شيئًا، لكنني شعرت بالخوف والدهشة من صخب الشوارع وهتافات الناس. وشاهدت عائلتي والجيران يتكلمون بقلق حول الأخبار التي امتلأت الشاشات، فشعرت أن شيئًا كبيرًا يتغير، كنت أراقب العالم بعيون صغيرة وفضول كبير، كما كانت أصوات الهتافات تملأ الشوارع بالعديد من الكلمات أبرزها كلمة “ارحل”، لم أدركت وقتها ما يحدث ولكنني شعرت بأن مصر تتغير.