عاجل.. “جبل إكس” يحمي البرنامج النووي الإيراني من الهجمات الإسرائيلية والأمريكية

نشرت صحيفة التلجراف البريطانية اليوم الجمعة، تقريراً مثيراً يكشف تفاصيل جديدة حول مصير البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الهائلة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل. ووفقاً لصور استخباراتية وأقمار صناعية، سُجِّل نشاط غير عادي قرب منشأة فوردو النووية في اليوم السابق للهجوم الأمريكي في 22 يونيو الجاري: غادرت 16 شاحنة المنشأة، يُفترض أنها كانت تحمل 408 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. ويشير محللون إلى أن هذه المخزونات ربما نُقلت إلى مجمع سري تحت الأرض، يُطلق عليه مؤقتًا اسم “جبل إكس” ويقع على بُعد 145 كيلومتراً جنوب فوردو، بالقرب من نطنز في محافظة أصفهان.
ويُعتبر هذا المرفق، المختبئ على عمق حوالي 100 متر، أكثر أماناً من فوردو ونطنز، بفضل شبكة أنفاق معقدة ونظام أمني متطور. ولم تستبعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتمال وجود أنشطة نووية غير مُعلنة في جبل إكس، مما زاد من المخاوف الغربية.شنت كانت إسرائيل قد شنت عملية أسمها “عام كلافي” في 13 يونيو، وضربت منشآت نووية في نطنز وفوردو وأصفهان، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية فوق الأرض بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي وشبكات الكهرباء. ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، فقد تم تدمير منشأة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪ في نطنز، بينما تضررت أربعة مبانٍ رئيسية في أصفهان، بما في ذلك مصنع لتحويل اليورانيوم. انضمت الولايات المتحدة إلى الهجمات في 22 يونيو، باستخدام قاذفات بي-2 وقنابل جي بي يو-57 الخارقة للتحصينات لضرب نفس المواقع.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع تروث سوشيال أن البرنامج النووي الإيراني “قد دُمر بالكامل”، بينما وصفت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين ليفيت الهجمات بأنها ناجحة. لكن المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي، ينفون حدوث أضرار لا يمكن إصلاحها، قائلين إنه تم إخلاء مخزونات اليورانيوم مسبقًا ولم يتم اكتشاف أي تسربات إشعاعية. وصف خامنئي، متحدثًا في طهران، الضربات الأمريكية والإسرائيلية بأنها محاولة “لحفظ ماء الوجه”، وحذر من أن أي هجوم جديد سيكون مكلفًا لإسرائيل. وأكد مستشاره علي شمخاني، في منشور على موقع X، أن إيران تحتفظ بالمعرفة والإرادة السياسية لمواصلة برنامجها النووي. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقًا لرئيسها رافائيل غروسي، عدم وجود تلوث إشعاعي خارج المواقع، لكن وصول المفتشين محدود، مما يُصعّب تقييم الأضرار. وتُظهر صور أقمار ماكسار الصناعية دمارًا في نطنز وآثار نشاط في فوردو، بما في ذلك شاحنات، مما يدعم فرضية إخلاء المواد. رغم الخطاب العدائي، ثمة مؤشرات في طهران على استعدادها للتفاوض.
أقرّ وزير الخارجية عباس عراقجي بـ”أضرار جسيمة” لحقت بالمواقع، وألمح إلى إمكانية مناقشة التعويضات عن الهجمات.