ملايين الناس توافدت إلى الساحات… والإخوان فقدوا الرهان

رفض أخونة الثقافة المصرية اتجاه عام تبناه مثقفو مصر منذ اللحظة الأولى لتولى الرئيس المخلوع محمد مرسى السلطة إذ شرع فى بسط نفوذ جماعة الإخوان الإرهابية على جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها وزارة الثقافة التي انطلقت منها شرارة البدء فى التغيير والتي أعلنها مثقفو مصر حرة صريحة باعتصامهم داخل الأروقة رافضين تقييد الفكر وتوجيهه لصالح فئة بعينها فخرج المصريون بالملايين فى 30 يونيو 2013 لإسقاط الحكم الإخوانى فى مصر الذي تحل ذكراه الثانية عشرة فى يونيو الجارى 

وعن تلك الأيام يروى لنا الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق – والذي تولى وزارة الثقافة فى سبتمبر 2015 وحتى يناير 2018 فى حكومة شريف إسماعيل- شهادته فيقول: لا أستطيع النظر لـ 30 يونيو على أنها بمعزل عن 3 يوليو فهى نتيجة طبيعية لممارسات جماعة الإخوان التي ضج بها المصريون جميعًا أكبرها الإعلان الدستورى الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى فى 22 نوفمبر 2012 والذي كشف نواياهم للمواطن العادى وحرك الشارع ضدهم بعد أن كانت بداياتهم معسولة وظن الجميع أنه عهد جديد تشهده البلاد ولكن مبدأ الغلبة والسيطرة والهيمنة على مؤسسات الدولة وفرض وزراء ومسؤولين من جماعة الإخوان، فجاء تعيين علاء عبد العزيز خارج كل السياقات المطروحة لم يكن يصلح وزيرًا للثقافة وفرض قراراته بالقوة على مجتمع المثقفين. حلمى النمنم  وأشار النمنم إلى أن الاحتقان على كل أجهزة الدولة هو ما انتهى إليه اعتصام 30 يونيو وبداية التغيير الحقيقى بنزول ملايين المصريين إلى الشوارع حيث اتخذ الإخوان عدة مواقف معادية من القضاء بسبب قضية هروب المساجين وموقف ضد الإعلام بحصار مدينة الإنتاج الإعلامى بعد النقد الذي طال مرسى من الإعلام بسبب سياساته التي لا تخدم سوى مصلحة الإخوان. ثم جاء موقف تعيين علاء عبد العزيز وزيرًا للثقافة فى حكومة هشام قنديل وما أصدره من قرارات لإزاحة النخبة الثقافية من المشهد وفرض توجهات بعينها على الوزارة وهو ما رفضه المثقفون وأكدوا عليه باعتصامهم داخل مقر الوزارة.أكد الكاتب حلمى النمنم أن الفكر السائد وقتها لدى الإخوان أن الاعتصام ما كان إلا زوبعة فى فنجان ستهدأ بعد أسبوع أو اثنين ولكن فوجئوا بتحرك الشارع المصري واتحاد فئات المجتمع وأطيافه على كلمة واحدة وهى زوال دولة الإخوان ولولا انحياز الجيش المصري والداخلية لرغبة الشعب وثورته لدخلت مصر فى حرب أهلية، لذلك خسرت الجماعة الرهان ونزل إلى الشارع 30 مليون مصري فى مشهد مهيب لوضع حد لهذا الحكم الذي لم يستمر سوى عام واحد.