كوميديا قاتمة.. سيناريوهات الصراع متواصلة ونهايات غير محددة

كوميديا قاتمة.. سيناريوهات الصراع متواصلة ونهايات غير محددة

يعيش العالم أجواء كوميديا سوداء بسيناريوهات يكتب صفحاتها الرئيس الأمريكي ترامب على طريقة فيلم “بطل من ورق” الذي تم عرضه على شاشات السينما عام 1988، لكنها كما قلت كوميديا سوداء يمثل فيها نتيناهو ودولة الاحتلال دور رامي قشوع حيث تؤلف تل أبيب وتخطط لجرائم قتل وتفجير عبر اللوبي الصهيوني والقدر يوقعها في مأزق لاتحسد عليه مع ترامب “المهووس” الذي أعجبته الفكرة ليقرر تنفيذ السيناريو بالحرف بهدف ضرب الدول والاستيلاء على ثروات الدول لكن الحظ السئ أوقعهم في يد إيران التي أسقطت أقنعة إسرائيل المزيفة وكشف حجمها الحقيقي مع أول ضربات لها عبر صواريخ أرعبت ودمرت المدن الإسرائيلية.

 نعم هى كوميديا سواء لكن أهم نتائجها أنها أظهرت حجم التزييف والتضليل الذي تمارسه تل أبيب بألة إعلامية تبث سمومها وتتحدث عن قدرات غير حقيقية لدولة الاحتلال لكن هذه الخرافات الإسرائيلية تحطمت مع أول تجربة حقيقية بضربات إيرانية حتى يعرف الجميع حجم دولة الاحتلال بعيدا عن الحرب النفسية التي يحاول نتنياهو وأعوانه الترويج لها في كل ضربة يوجهها لأى منطقة. الواقع يؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تنهار فعليا حيث كشف تقارير عديدة عن حجم الخسائر الضخمة للاقتصاد الإسرائيلي نتيجة حرب غزة المستمرة منذ أكتوبر 2023 ثم بعدها الاعتداء على لبنان وكذلك الحرب الإسرائيلية الإيرانية. وتشير التقديرات التي تم اعلانها من قبل بنك إسرائيل في أخر تقرير له إلى أن التكلفة الإجمالية للحرب من المرجح أن ترتفع إلى نحو 67 مليار دولار بسبب ارتفاع الإنفاق الدفاعي بشكل خاص وتراجع الناتج المحلي الإجمالي ونقص العمالة فضلا عن إغلاق الشركات والخسائر الزراعية والأضرار في البنية التحتية في العديد من المناطق وهو ماترتب عليه هجرة لرؤوس الأموال من دولة الاحتلال، كماقدرت جهات إسرائيلية حجم خسائر الاقتصاد الإسرائيلي بنحو 27 مليار دولار بسبب الحرب مع إيران. الخسائر في الداخل الإسرائيلي لاتعد ولا تحصى فهي ليست أزمات اقتصادية وعسكرية فقط بل حذر تقرير سابق لصحيفة “معاريف” من أن إسرائيل تواجه أزمة نفسية كبيرة وأن ما لا يقل عن 3 ملايين إسرائيلي قد يصابون بأعراض الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة نتيجة الحرب وجرائم نتنياهو… وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن هذه الأرقام تقدم صورة قاتمة عن حجم الخسائر والثمن الباهظ الذي دفعه جيش الاحتلال الإسرائيلي وجنود الاحتياط وقوات الأمن.  كما ذكرت إحصائية سابقة أن 12 ألف جندي تلقوا العلاج في المستشفيات والعيادات النفسية الإسرائيلية منذ بداية العدوان على قطاع غزة ثم على لبنان. أتابع هذه الأرقام والسيناريوهات ونحن تدور في أذهاننا تساؤلات عديدة بعد ماجري على مدار 12 يوما بين طهران وتل أبيب وواشنطن : لماذا اشتعلت الحرب بين إيران وإسرائيل، ولماذا دخلت أمريكا على خط المواجهة وضربت 3 مواقع نووية فى إيران لتتوعد إيران بضرب القواعد الأمريكية وتهاجم بالفعل قاعدة العديد الأمريكية في قطر.. ثم التساؤل الأهم كيف يخرج الرئيس الأمريكي ترامب ليعلن أمام العالم وبكل سهولة نهاية حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل.. فهل انتهت الحرب بكل هذه السهولة؟. بل الأغرب ان ترامب وهو يعلن عن وقف إطلاق النار بين أن إسرائيل وإيران يشيد في حديثه بعد ساعات من محاولة إيران مهاجمة قاعدة جوية أمريكية في قطر بالبلدين لامتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب قائلا : تهانينا للجميع.. لقد تم الاتفاق بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار شامل وكامل بعد حوالي ست ساعات من الآن عندما تُنهي إسرائيل وإيران عملياتهما الأخيرة الجارية كما وقال الرئيس الأمريكي أن هذه حرب كان من الممكن أن تستمر لسنوات وأن تُدمر الشرق الأوسط بأكمله لكنها لم تفعل ولن تفعل أبدا. في اعتقادي أن الموقف الأمريكي جاء لحفظ ماء الوجه بعد أن ورط ترامب نفسه وورط أخرين معه في صراع خاسر…والخلاصة ماهى إلا أيام قليلة ونسمع عن صراع جديد أو حرب أخري بتخطيط أمريكي وتنفيذ إسرائيلي. سيناريوهات الحرب التي أعتقد أنها لن تتوقف لكن مع اختلاف أبطالها وأهدافها ومكانها في المرات القادمة سوف تكتب ألف مرة والنهايات ستظل مفتوحة لكنها دائما خسارة للإنسانية لأن مشاهدها الحقيقية أطفال تقتل وتشرد في غزة  وأسر تركت وطنها في السودان وسوريا واليمن وغيرها بحثا عن الأمان فكانت مصر التي يتعامل قاداتها بشرف وكرامة هي الملاذ الآمن ” ادخلو مصر إن شاء الله آمنين”.