هل هو خطأ استراتيجي من إيران أم صفقة خفية تحمل طابع الانتقام؟

هل هو خطأ استراتيجي من إيران أم صفقة خفية تحمل طابع الانتقام؟

استهدفت إيران اليوم قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وفي الوقت الذي يهلل فيه البعض على وسائل التواصل الاجتماعي ظنًا منهم أنه رد إيراني قوي أرى أنه خطأ استراتيجي للأسباب التالية:

١- ضرب قواعد أمريكية في دول خليجية ستعتبره الدولة المضيفة بصرف النظر مع اتفاقنا أو اختلافنا معها انتهاكا للسيادة، وهذا ما قالته الخارجية القطرية بل وأعلنت احتفاظ قطر بحق الرد.٢- القواعد الأمريكية أخليت احترازيًا قبل استهداف المنشآت النووية الإيرانية تحسبًا لرد متوقع، ومن ثم لن تحقق إيران مكاسب عملياتية بقدر ما كونه عمليات إعلامية وحرب نفسية.٣- دوت صافرات الإنذار في البحرين، وأغلق المجال الجوي احترازيًا، وهي الصافرات التي كانت تدوي في الكيان الصهيوني وبالتالي تفقد إيران حاضنة شعبية داعمه لها داخل الحرب.٤- مجلس التعاون الخليجي أصدر بيانا يدين الاعتداء على «دولة قطر الشقيقة»، لم يقل قاعدة العديد، ويعتبر الاعتداء الإيراني «انتهاكا سافرا لسيادة قطر».٥- وبالتالي الهجوم لن يحقق خسائر بشرية أو في المعدات الأمريكية، وهنا قد تعتبره أمريكا حفظا لماء الوجه الإيراني وعزف على أوتار الداخل الإيراني.٦- في حال تجاهل أمريكا الرد فإن ذلك يعني بما لا يدع مجالًا لأي شك أنه اتفاق في إطار اتصالات دبلوماسية لإنهاء الحرب بشكل يحفظ ماء وجه الجميع.٧- في حال تحقق الخيار الثاني ورد أمريكا على استهداف القواعد فإن ذلك سيؤدي إلى إسناد من حلف النيتو الذي يفرض ميثاقه على الأعضاء دعم أي دولة من أعضائه تدخل الحرب.٨- يسعد ذلك الخطأ الاستراتيجي إذا لم يكن اتفاقا مبرما بين الأطراف، الاحتلال الصهيوني لأنه يخف الضغط على الداخل في فلسطين المحتلة.٩- تخسر إيران الدعم الدبلوماسي العربي فستخرج البيانات التي كانت تدين عدوان أمريكا وإسرائيل على إيران تدين عدوان إيران على سيادة قطر الشقيقة.١٠- تجدد إيران بهذا الخطأ الاستراتيجي المخاوف الخليجية من تهور نظامها الحاكم.١١- قد تشكو قطر مدعومة من مجلس التعاون الخليجي إيران بالأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبذلك تخسر جبهة ما لم تكن داعمة فهي محايدة.١٢- أعربت مصر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الإيرانية التي طالت دولة قطر والتي تعد انتهاكًا لسيادتها وسلامة أراضيها، وكذلك أدانت المملكة العربية السعودية الهجمات وأعلنت وقوفها إلى جانب قطر، وبذلك تحولت إيران من دولة معتدى عليها تدين مصر والسعودية الاعتداء عليها وعلى سيادتها من أمريكا وإسرائيل إلى دولة معتدية على قطر، فالمبدأ المصري ثابت احترام السيادة ورفض انتهاكها وخرق القانون الدولي.١٣- يستفيد الأمريكان من الهجوم بتعظيم استفادتها مع العرب وعودة عزلة إيران في محيطها الجغرافي.١٤- مع كل هذه الخسائر الإيرانية لن يكون لجوئها لهذا الخيار معقولًا إلا إذا كان بديلًا عن غلق مضيق هرمز متفق عليه مع الأمريكان لحفظ ماء الوجه ومداعبة الداخل الإيراني تمهيدًا لإنهاء الحرب.وبذلك حقق الأمريكان هدف الظهور بمظهر القوة القاهرة التي فرضت السلام، خاصة أن البنتاجون أعلن عدم حدوث أي إصابات بشرية، وحققت إسرائيل هدف تعطيل برنامج إيران النووي وحافظت إيران على نظامها المهدد بالسقوط، وصورتها أمام جمهورها الداخلي والمتابعين.