الواقع في الشرق الأوسط

ما يحدث الآن بالشرق الأوسط وما يقوم به الكيان الصهيوني يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
١- تم غرس الكيان في المنطقة العربية بواسطة بريطانيا لأداء دور وظيفي للاستعمار القديم قبل أن يحمل عصاه ويرحل، فوعد بلفور مهد لنقل الصهاينة إلى فلسطين، وأعلن بن جوريون قيام دولة الاحتلال في اليوم التالي لانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين 15 مايو 1948، أي تسليم وتسلم يوم 16 مايو 1948.٢-هدف وجود الكيان في تلك المنطقة، وفق اللجنة البريطانية المشكلة بقرار من هنري كامبل بانيرمان، رئيس وزراء بريطانيا لتقترح الوسائل والتدابير التي تحافظ على مصالح الإمبراطورية البريطانية في آسيا وأفريقيا، وتحول دون تهديد مصالحها مع تنامي حركات التحرر في البلدان التي تبسط نفوذها عليها، وكانت من تلك الدول التي تحت الانتداب مصر وفلسطين.٣- اللجنة انتهت إلى اقتراح توطين كيان يكون مواليا للغرب ولاحتلال البريطاني، واختير فلسطين ليفصل الكيان امتداد اليابسة بين مصر ودول الشام العربي، وفي الوقت ذاته يكون قريبا من قناة السويس، وانتهت الخطة بعد سنوات من دعم هجرة الصهاينة لإنشاء الكيان.٤- بعد أن باتت أمريكا القطب الأقوى عالميًا، تسلمت هذا الكيان اللقيط لاستخدامه في أداء الوظائف القذرة في المنطقة.٥- لاحظ معي الوظائف القذرة، وهي نفس اللفظ الذي صرح به بكل وضوح المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال مقابلة مع القناة الثانية بالتليفزيون الألماني “زد دي إف”، 17 يونيو الجاري قائلاً: «إن إسرائيل تقوم حاليا بالعمل القذر في إيران نيابة عن الغرب بأسره».وهو التصريح الذي عرضه لانتقاد الصهاينة رغم أنه أضاف: «لا يسعني إلا أن أعبر عن بالغ الاحترام لامتلاك الجيش الإسرائيلي الشجاعة ولقيادة الدولة الإسرائيلية الشجاعة للقيام بما فعلوه».٦- لذلك ستجد أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكل القوى الاستعمارية القديمة للشرق الأوسط وأفريقيا تعمل بكل جهد للحفاظ على بقاء الكيان ودعم تفوقه في القدرات والتنسيق معه لتنفيذ المهام القذرة.٧- المهمة القائمة في إيران والممتدة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وأن كان العدوان قائم على فلسطين منذ العام 1948، تتلخص أهدافها في إخلاء قطاع غزه بتهجير سكانه، والقضاء على التشكيلات المسلحة غير النظامية، حزب الله- حماس- الحوثيين، ثم في الخطوة الأخيرة إسقاط نظام الخميني في إيران.٨- لماذا هذه الأهداف؟ الإجابة تأمين مسار ممر تنمية عالمي أمريكي في مواجهة الحزام والطريق الصيني الذي يستهدف ربط تجارة الصين مع 92 دولة حول العالم.٩- حرب الطرق تلك، صراع على طرق التجارة القديمة، التي تمر من الشرق الأوسط «الحرير الصيني» في مواجهة «البخور الهندي»، فطريق الصين يأتي من الصين مرورًا بسيناء المصرية ومنها عبر قناة السويس لأفريقيا وأوربا فضلًا عن انشاء مناطق لوجستية على محوري القناة.بينما الطريق الأمريكي من الهند إلى الخليج العربي ومنه إلى قطاع غزة فصحراء النقب وصولًا لميناء إيلات وأحد محاور الطريق يمر عبر مضيق هرمز.١٠- تأمين الطريق الهندي الأمريكي يستوجب القضاء على الفاعلين المسلحين غير النظاميين، أي المليشيات المسلحة التي يمكن تحريكها لتهديد ذلك الطريق لذلك تم العمل على القضاء على حزب الله وغيره من الأذرع وضرب إيران لتحييدها كقوة يمكنها أن تعمل على استعادة قوة تلك القوى.هذا أهم الأهداف الرئيسية لما يجري الآن، وهو ما جعل الأمريكان وأدواتهم الصهاينة يكثفون ضرباتهم لخلق تفرق للكيان بلطجي الاستعمار القديم في المنطقة.١١- لذلك من الحرفية السياسية أن تتجنب إيران الرد على الأمريكان لعدم منحها فرصة القضاء على قدرات طهران، وتكثيف ضرب الكيان فهو ما يؤلم من غرسوه في المنطقة.١٢- يجب وضع في الاعتبار أن صانعي الكيان يتدخلون في التوقيت المناسب حال شعورهم بتعرض بقائه لتهديد حقيقي، فالاستعمار القديم أحرص ما يكون على بقاء غرسهم الخبيث في المنطقة.. وللحديث بقية.