“فاينانشيال تايمز”: نتائج غير متوقعة لصراع الأجواء بين إسرائيل وإيران

قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن إسرائيل وإيران انخرطا في حرب جوية فريدة من نوعها وهي “حرب مدن” يتركز فيها الصراع حول مدى قدرة احتياطيات طهران من القدرات الصاروخية على الصمود والاستمرار والتأثير، وذلك منذ قيام حكومة تل أبيب بشن حرب على إيران الأسبوع الماضي بهدف ضرب العديد من منشآت التخصيب الإيرانية، وسحق ترسانة طهران الصاروخية، وإضعاف النظام إلى حد الانكسار.
وأوضحت الصحيفة أن كلا الجانبين يقف مترقباً للتدخل الأمريكي باعتباره “لحظة حاسمة” للصراع، لما سيجلبه من عتاد ساحق يتمثل في “القنابل الخارقة للتحصينات”، وهي ذخائر غير متاحة حالياً لدى الجيش الإسرائيلي. غير أنها لفتت إلى أنه حتى الآن لازالت إسرائيل وإيران تخوضان صراعاً غريباً تماماً على منطقة الشرق الأوسط، إذ يتقاتل الطرفان عبر مسافة تصل إلى 1000 كيلومتر أو تزيد، ليس عبر القوات البرية لكن عبر السماوات المشتركة بين البلدين. ووصف الخبير العسكري في “المعهد الملكي للخدمات المتحدة”، سيد كوشال، الصراع القائم حالياً بأنه “حرب مدن مطولة”، وربما يكون من الصعب على كلا الجانبين أن يتحمل تبعاتها إذا ظلت الولايات المتحدة بعيدة عن التدخل المباشر أو فشلت في استئناف مباحثات سلمية، مشيرًا إلى المزايا التي يتيحها التفوق الجوي للجيش الإسرائيلي لحكومة تل أبيب، غير أن المسافة وتعرض المنصات الجوية للإنهاك سيكشفان عن المزيد من التطورات في نهاية المطاف. وتقول الصحيفة البريطانية إن إسرائيل بوسعها إلحاق المزيد من الضرر بإيران، لكنها أظهرت قدرة على امتصاص خسائر هائلة لحقت بها أثناء حرب السنوات الثماني مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. وتبدو إيران مستعدة لأي عواقب. وأضافت أن منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية متعددة الطبقات – القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وصواريخ آرو (حيتس)- تمكنت من إسقاط أغلب الصواريخ الإيرانية، لكن احتياطيات إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية ليست متناهية. فمثلما أظهرت التجربة في أوكرانيا، فمع طول أمد الصراع واستمراره، ظهر الوهن على معدلات الاعتراض التي أخذت في الانحسار. وحسب أرقام الجيش الإسرائيلي، فإن إيران بدأت الحرب بإطلاق أكثر من 2000 صاروخ قادر على الوصول إلى إسرائيل. وخلال أربعة أيام، ذكرت الحكومة الإسرائيلية أن إيران أطلقت أكثر من 350 صاروخاً. وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن تلك “وتيرة” الضربات منذ الليلة الأولى شهدت تباطؤاً، ويمكن تفسير ذلك بأن طهران تحاول الحفاظ على خزان صواريخها إلى حرب أطول أمداً، أو أن هناك ضغوطاَ تجعل عملية إطلاقها صعبة تحت وطأة الضربات الإسرائيلية، أو كليهما. تختتم “فاينانشيال تايمز” تقريرها المطول عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، محذرة من نتائج غير متوقعة لتلك الحرب، ونقلت عن الخبير الاستراتيجي في “مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية” بواشنطن، جون ألترمان، قوله إن نتائج الصراع في نهاية المطاف من المرجح أن تعتمد على “أحداث ذات احتمال منخفض، لكنها عالية التأثير”، وساق على ذلك مثالاً بحدوث هجوم يتسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا، أو اندلاع حدث يثير انقساماً سياسيا حاداً.