عائلة بطل الدقهلية: أنقذ حياة المئات وكان يعيل أبناء شقيقه

حالة من الاحتفاء الرسمي والشعبى بشهيد الشهامة البطل خالد محمد شوقى عبدالعال، الذي تُوفى متأثرًا بإصابته بعد أن هبّ لإنقاذ منطقة بأسرها من كارثة محققة فى مدينة العاشر من رمضان، إذ سارع إلى إبعاد سيارة إمداد بالوقود إثر اشتعالها داخل محطة لتموين المواد البترولية، فافتدى بجسده وروحه أهل المنطقة وزملاءه والمكان بأكمله، متفاديًا وقوع خسائر فادحة فى الأرواح والممتلكات.
وعلى قدر الحزن الذي خيّم على أسرته، إلا أنهم فخورون بالأب والزوج الذي رحل تاركًا إرثا بطوليا سيخلده أبد الدهر، فضلا عن التكريم المادى والمعنوى. وأكد أحمد (26 عامًا)، حاصل على دبلوم صنايع ويعمل بمحل للكماليات، نجل البطل خالد محمد، أنه فخور بما قام به والده من عمل بطولى وإنسانى من الدرجة الأولى، وتضحيته بنفسه لإنقاذ أهالى المنطقة من انفجار محقق وحدوث مأساة بشعة.وأوضح أنه كان من المقرر إقامة حفل زفافه يوم 19 من الشهر الجارى، إلا أن الفرح تحوّل إلى مأتم، وقال: «هذا قدر الله، ونسأل الله أن يرزقنا الصبر، أنا وأمى وأخواتى البنات الثلاث، وأبناء عمى، ونحتسبه عند الله شهيدًا».وأضاف أن اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، أكد له خلال تقديم واجب العزاء أنه يمثل الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن الفقيد قد رحل، لكن بطولته ستبقى خالدة فى سجل الشجعان والأبطال، كما أكد دراسة سبل وآليات تكريم والده بما يليق بحجم بطولته وتضحياته، وتوفير كافة أوجه الدعم والرعاية الاجتماعية والمادية اللازمة للأسرة.فيما أشار خالد عبدالعال (30 عامًا)، عامل باليومية وابن شقيق الشهيد، إلى أن عمه لم يكن عائلًا لأولاده الأربعة فقط، بل كان عائلًا له ولشقيقه الأصغر فادى (18 عامًا، طالب بالصف الثانى الثانوى) بعد وفاة والدهما منذ خمس سنوات، والتي تزامنت مع يوم زفافه، ووفاة والدتهما بعد عامين من وفاة الأب. وأضاف: «نحن نقيم فى منزل واحد، ولم يفكر عمى فى شىء سوى إنقاذ حياة مئات المواطنين، رغم أنه كان العائل الوحيد لنا جميعًا، وكان يعمل سائقًا بالنقلة دون راتب ثابت». وأوضح أن ابنة الشهيد تُدعى منة، وهى طالبة بالصف الثانى الثانوى.وطالب بإطلاق اسم عمه على إحدى مدارس القرية تخليدًا لذكراه، وتوفير فرص عمل لأفراد الأسرة، ومعاش لزوجة الشهيد، سماح عيسى عبدالمقصود (45 عامًا، ربة منزل).وقال محمد إبراهيم حسن (55 عامًا)، من أهالى القرية، إن الشهيد جسّد معانى الشهامة والتضحية والفداء، وكان قدوة فى مجتمعه، مؤكدًا أنه كان رجلًا شهمًا، ولم يتأخر يومًا عن مساعدة أى أحد بقدر استطاعته، وكان طيب القلب وخلوقًا.وأشار إلى أن القرية والقرى المجاورة قدمت واجب العزاء، إضافةً إلى وفود من مؤسسات الدولة، على رأسهم المحافظ وقيادات الجهاز التنفيذى والشعبى، وممثلون عن مؤسستى الأزهر والأوقاف.ورغم حزنه الشديد، أعرب عن سعادته بإعلان عدد من مؤسسات الدولة ورجال الأعمال عن تقديم مكافآت لأسرة الشهيد، وتوفير حياة كريمة لهم، بالإضافة إلى الإعلان عن إطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة العاشر من رمضان.