علماء الدين: الشهداء بلغوا مقام الصديقين والأخيار في جنات النعيم

علماء الدين: الشهداء بلغوا مقام الصديقين والأخيار في جنات النعيم

اختاره الله ليكون على درجة الشهيد، وعرّف الإسلام الشهيد بأنه من يموت فى سبيل الله بمرض أو غرق أو حرق أو دفاعًا عن الوطن، وما تعرض له البطل الشهيد خالد شوقى صاحب واقعة سيارة بترول مدينة العاشر من رمضان، والذي أنقذ المدينة وسكانها من كارثة محققة يجعله شهيدًا من الشهداء الكرام.

المؤسسة الدينية وعلى رأسها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر اعتبر أن موقف السائق الشجاع الذي ضحى بحياته من أجل الحفاظ على أرواح وممتلكات أشقائه المصريين، يستحق كل تقدير وعرفان، وفى بادرة تعبر عن تقدير المؤسسة الدينية فى مصر وعلى رأسها إمام المسلمين، أجرى بنفسه اتصالا تليفونيا بأهل الشهيد خالد شوقى. وأعرب عن خالص تعازيه وصادق مواساته لأسرة البطل، مؤكدًا أن والدهم «شهيد الوطن» ضرب أروع الأمثلة فى التضحية، وقدَّم درسًا عمليًّا فى الشجاعة والفداء. وأشار فضيلته إلى أن هذه النماذج البطولية ينبغى أن تُخلَّد فى ذاكرة الوطن، مشددًا على أن أبواب الأزهر الشريف مفتوحة لهم فى كل وقت، كما وجَّه فضيلته قيادات الأزهر بالتواصل مع الأسرة والعمل على تلبية احتياجاتهم فى أقرب وقت.  من جانبه، نعى الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، البطل خالد محمد شوقى، معتبرا هذا البطل شهيدًا بنص حديث النبى (ﷺ) الذي عَدّ المتوفى بسبب الحريق من الشهداء.من جانبه، أكد الدكتور عاصم قبيصى وكيل أول وزارة الأوقاف ومن كبار علمائها فى تصريحات خاصة لـ”روزاليوسف” تعليقا على استشهاد البطل خالد شوقى بأن أبناء مصر فى العديد من المجالات قدموا نماذج رائعة للبطولة والفداء من أجل الوطن واستشهدوا كل فى محراب عمله بالعديد من التخصصات، لافتا إلى أن مصر تميزت منذ فجر التاريخ بأنها صانعة الأبطال، وأن أبناءها دائما يضربون أروع الأمثال بكل الميادين فى التضحية والفداء. فهذا جندى بطل يحمى الأرض والعرض ويقدم نفسه فداء، وهذا رجل بسيط يجود بنفسه لينقذ أهله من موت محقق، وهذا طالب يفدى زميله بنفسه حينما رآه يتعرض للخطر، وهذا يرى طفلا أو رجلا أو امرأة تغرق فلا يتردد لحظة فى إنقاذهم وإذا به يغرق بعد إنقاذهم، وهذه امرأة تفدى أبناءها وتجود بنفسها فداء لهم.. إنها الجندية والرجولة الإنسانية المصرية النابعة من الأعماق، الوليدة مع الإنسان المصري منذ فجر التاريخ.وأضاف الدكتور عاصم قبيصى بأن النماذج المصرية على مر التاريخ لا تزال تعطينا دروسا فى الفدائية، وكل أب وكل أم وكل كادح يسهر، ويتعب من أجل لقمة العيش ويلقى ربه فى ميدان العمل فهو شهيد.. ولفت إلى أن الشهيد «شوقى» ضرب نموذجا فى التضحية بروحه وجسده من أجل أبناء وطنه والحفاظ على ممتلكاتهم دون أن يعرف أحدا منهم.هذا البطل الشهيد لم يمت وإن كان غاب عن الدنيا بجسده لكن ذكراه ستظل نورًا يهتدى به كل من سعى ويسعى للخير فى هذا الوطن.وليبقى اسمه يُلهم الأجيال ويزرع فيهم قيم الشجاعة والبطولة والإيثار فبينما كانت ألسنة اللهب تلتهم سيارته، لم يهرب، لم يتراجع، بل قاد الشاحنة المحترقة بعيدًا عن محطة البنزين والسكان، ليتحول إلى شهيد شهامة خلدته قلوب المصريين قبل أن تخلده شوارعهم.