الذهب في صعود مستمر.. هل ما زال الوقت مناسبا للاستثمار في ظل التحديات الاقتصادية العالمية؟

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات متزايدة، وتتصاعد المخاوف من الركود والتضخم، يواصل الذهب تحقيق مكاسب ضخمة؛ حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز 3150 دولارا، محققا قفزة بنسبة 100% خلال خمس سنوات فقط، في الوقت الذي تتوقع مؤسسات مالية كبرى مثل “غولدمان ساكس” وصول الذهب إلى 3300 دولار قبل نهاية العام، بينما تشير تقديرات “بنك أوف أميركا” إلى ارتفاع سعر الأونصة إلى 3350 دولارا خلال 2025.
ومع تصاعد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، يتوقع بعض الخبراء أن يصل سعر الذهب إلى مستويات أعلى بكثير، في ظل استمرار الضغوط على الاقتصاد العالمي.
العوامل المحركة لارتفاع أسعار الذهب
تشير الدراسات إلى أن الارتفاعات المستمرة في أسعار الذهب ليست مجرد طفرة مؤقتة، بل تعكس تحولات اقتصادية عالمية عميقة. منذ عام 1988، تفوقت الأسواق العالمية على السوق الأميركي بنسبة 10%، في حين تراجع الأخير بنفس النسبة، ما يعكس تراجع الثقة في الاقتصاد الأميركي. ومن هنا، بدأ المستثمرون بالبحث عن بدائل أكثر استقرارا، مثل الذهب، باعتباره ملاذ آمن.
وعلى الرغم من أن التوترات الجيوسياسية تلعب دورا في زيادة الطلب على الذهب، إلا أن المحركات الأساسية لارتفاع الأسعار تشمل المخاوف من تداعيات الحرب الاقتصادية، ارتفاع معدلات التضخم، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. كما أن خفض الفائدة الفيدرالية لم يصل إلى نهايته بعد، مما قد يساهم في استمرار هذا الاتجاه.
الذهب ليس الخيار الوحيد في ظل التحولات الاقتصادية
في الوقت الذي يبقى فيه الذهب أحد أكثر الأصول أمانا، إلا أنه ليس الخيار الاستثماري الوحيد المتاح في ظل التحولات الاقتصادية الكبرى التي تفتح الفرص أمام مجموعة متنوعة من الأصول الاستثمارية الأخرى، مثل السندات السيادية لبعض الدول التي تعيد تشكيل تحالفاتها الاقتصادية، أو الشركات الصينية التي تستفيد من سياسات الدعم الحكومي.
الضغوط على الدولار الأميركي والفرص الاستثمارية في المعادن الثمينة
تحت الضغط المستمر، يعاني الدولار الأميركي من انخفاض الثقة نتيجة زيادة الديون والعجز التجاري، وهو ما قد يعزز من جاذبية المعادن الثمينة كاستثمار آمن، ومع انخفاض العوائد على السندات الأميركية، يزداد الاهتمام بالسلع والعملات الذهبية كخيار بديل، ما يجعلها الأكثر فائدة في الأوقات الاقتصادية الصعبة.
هل فات الأوان للاستثمار في الذهب؟
رغم ارتفاع أسعار الذهب، يبقى السؤال حول ما إذا كان قد فات الوقت للاستثمار في المعدن الأصفر، لكن مع استمرار الضغط على العملات التقليدية والاقتصادات الكبرى، يتوقع أن تظل أسعار الذهب مرتفعة لفترة طويلة، ما يجعل الذهب خيارا مناسبا للمستثمرين الذين يسعون إلى تنويع محفظاتهم وتقليل المخاطر؛ لذا لا داعي للتردد، فالفرص الاستثمارية في الذهب ما زالت قائمة، ويجب على المستثمرين متابعة الأسواق بعناية لإجراء قرارات استثمارية مستنيرة.