الحكومة تجيب على أحد أصعب الأسئلة في مصر: لماذا ترتفع أسعار السلع رغم الانخفاض المتواصل في سعر الدولار؟

الحكومة تجيب على أحد أصعب الأسئلة في مصر: لماذا ترتفع أسعار السلع رغم الانخفاض المتواصل في سعر الدولار؟

ليه الدولار بينزل.. والأسعار مش بس ما بتقلش.. دي بتغلى كمان؟ فين الحكومة من اللى بيحصل؟ وفين رقابة التموين على الأسواق؟ هو احنا بنضحك على نفسنا ولا في حاجات إحنا مش عارفينها؟ تعالى نفهم.. واحدة واحدة.

رئيس الوزراء مصطفى مدبولي طلع في تصريح جديد وقال إن الحكومة مش سايبة الدنيا كده وخلاص.. وان  فيه اجتماعات شغالة 24 ساعة علشان الأسعار ترجع لمستواها الطبيعي.. خصوصًا بعد ما الدولار بدأ يهدى قدام الجنيه.

بس السؤال اللى بيطارد كل مواطن.. ليه ما حستش بده في السوبر ماركت؟

الحكومة بتقول إنها بتشتغل على تخفيض أسعار السلع الاستراتيجية.. زى الزيت والسكر والرز.. وبتضغط على كبار التجار علشان يلتزموا.. بس الحقيقة إن السوق المصري مش بيتحرك بسرعة الريموت.. فيه عوامل تانية كتير داخلة في المعادلة.

يعني مثلًا.. التجار بيقولوا إن البضاعة اللي موجودة دلوقتي اتكلفت بالسعر العالي للدولار.. ومش منطقي يبيعوا بخسارة.. وده بيخلي تأثير انخفاض الدولار يظهر متأخر شوية.. المشكلة هنا إن مافيش آلية سريعة تربط بين سعر الدولار وأسعار المنتجات على الأرض.. فكل حاجة ماشية بالهوى وجشع البعض.

وطبعًا ما نقدرش ننسى إن فيه فجوة ثقة بين المواطن والسوق.. كل ما الحكومة تقول “هنسيطر على الأسعار” المواطن يرد: “سمعنا الكلام ده قبل كده”.

بس.. بصراحة.. فيه تحركات بتحصل وملموسة.. الحكومة بتسدد مديونياتها لشركات النفط الأجنبية.. وده زوّد ثقة المستثمرين.. والشركاء رجعوا يستثمروا تاني في قطاع البترول والغاز.. وده بيزود المعروض من الطاقة.. اللى ليه تأثير غير مباشر على الصناعة.. يعني فيه انفراجة جاية بس محتاجة وقت وصبر.

مدبولي كمان وضّح إن فيه 3 سفن تغويز شغالة حاليًا علشان توفر احتياجاتنا من الغاز لتوليد الكهرباء وتشغيل المصانع.. لحد ما الإنتاج المحلي يرجع لمعدله الطبيعي.. يعني البلد مش سايبة حاجة للصدفة.

غير كده.. الحكومة شغالة على تنشيط السياحة.. وبتزود عدد الغرف الفندقية في الساحل الشمالي علشان تجيب عملة صعبة.. وده هيدعم الجنيه أكتر وأكتر.. بس ده برضو مش هيأثر في الأسعار من بكرة.

ومن ناحية تانية.. الدولة بتسوّي منازعات مع شركات استثمارية كبيرة زي سونكر وMTS.. علشان مايبقاش فيه مشاكل قانونية تعطل الاستثمارات.. وعلشان تفتح باب الشغل وزيادة المعروض في السوق.. كل ده بيزق الاقتصاد لقدام.

بس نرجع للسؤال.. فين الرقابة؟

الحكومة بتقول إن الأجهزة الرقابية شغالة.. والتموين بينزل حملات يوميًا.. بس الواقع بيقول إن مافيش منظومة واضحة تربط السعر العالمي بالمحلي.. المواطن عايز يشوف حاجة ملموسة.. سعر الزيت يقل.. كيلو الرز يرجع لسعره الطبيعي.. ساعتها هيصدق.

وفيه ناس بتقترح إن يبقى فيه تطبيق حكومي يوضح أسعار السلع يوم بيوم.. ويوضح للمواطن مين اللي بيبيع بالسعر الصح.. ومين بيغالي.