رينو” تسجل خسارة غير نقدية بقيمة 9.5 مليار يورو من استثماراتها في “نيسان

رينو” تسجل خسارة غير نقدية بقيمة 9.5 مليار يورو من استثماراتها في “نيسان

أعلنت مجموعة رينو الفرنسية لصناعة السيارات، عن تسجيل خسارة محاسبية ضخمة بقيمة 9.5 مليار يورو نتيجة تعديل في طريقة احتساب حصتها في شريكتها اليابانية نيسان، في خطوة تعكس تحولات هيكلية في العلاقة بين الشركتين بعد إعادة تقييم شراكتهما الاستراتيجية.

وذكرت الشركة، في بيان نقلته اليوم الثلاثاء منصة “زون بورس” الاقتصادية المتخصصة، أن هذه الخسارة غير نقدية (أي لا تؤثر فعليًا على التدفقات النقدية)، لكنها تمثل أثرًا مباشرًا لقيام رينو بإزالة توحيد نتائج “نيسان” من قوائمها المالية نتيجة إعادة هيكلة العلاقة المحاسبية.

فك الارتباط المحاسبي بين “رينو” و”نيسان”

ويُنظر إلى هذا التطور باعتباره فك ارتباط محاسبي تدريجي بين الشركتين، بعد ما يقرب من ربع قرن من التعاون المشترك في إطار التحالف الثلاثي بين رينو – نيسان – ميتسوبيشي، والذي واجه في السنوات الأخيرة ضغوطًا كبيرة بسبب الخلافات في الحوكمة وتباين الرؤى الاستثمارية بين الجانبين.

وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان الشركتين مطلع العام عن تعديل هيكل الملكية المشتركة، حيث خفضت “رينو” حصتها التصويتية في “نيسان” من 43% إلى 15% لتصبح متساوية مع حصة “نيسان” في “رينو”، وهو ما أنهى وضع “رينو” كشركة أم محاسبيًا.

تأثير محدود على السيولة.. لكن إشارة تحذيرية للمستثمرين

وأوضح خبراء ماليون أن هذا النوع من الخسائر لا يُعد مؤشراً على ضعف الأداء التشغيلي، إلا أنه يُلقي بظلاله على صورة رينو المالية في الأجل القصير، وقد يؤثر على ثقة المستثمرين خاصة في ظل بيئة تنافسية يشوبها التباطؤ في الطلب العالمي على السيارات، وضغوط التحول نحو السيارات الكهربائية.

وتسعى “رينو” في المقابل إلى إعادة هيكلة نموذجها المالي والتركيز على شركة “أمبير” (Ampere) التابعة لها والمتخصصة في إنتاج السيارات الكهربائية، بالتوازي مع فصل أصولها المرتبطة بالاحتراق الداخلي.

التحالف في مفترق طرق

ويعكس الإعلان تحولًا كبيرًا في طبيعة العلاقة بين رينو ونيسان، والتي لطالما كانت رمزًا لتحالف السيارات متعدد الجنسيات، لكن تقلبات السوق، وتغيير قواعد الملكية، وضغوط التحول نحو الاستدامة، دفعت إلى إعادة النظر في نموذج الشراكة القديم.

ومن المتوقع أن يستمر التنسيق الصناعي بين الطرفين في مجالات الإنتاج المشترك والتكنولوجيا، لكن دون ارتباط مالي مباشر على مستوى النتائج الموحدة.