عطية لاشين: لا صحة لوجوب الحج كل خمس سنوات

عطية لاشين: لا صحة لوجوب الحج كل خمس سنوات

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

في ردّ علمي موثق، فنّد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون، شائعة متداولة بين بعض الناس تزعم أن فريضة الحج يجب أداؤها كل خمس سنوات، مؤكدًا أن هذا الادعاء لا يستند إلى دليل شرعي، بل يخالف النصوص القطعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

الحج ركن من أركان الإسلام.. ولكن بشروط

أوضح الدكتور لاشين أن الحج فريضة عظيمة، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يكتمل إيمان المسلم إلا بها، لكنها لا تجب إلا مرة واحدة في العمر، بشرط توفر الاستطاعة المالية والبدنية، مستدلًا بقوله تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا” [آل عمران: 97].

 

كما أكد أن الزعم بوجوب الحج كل خمس سنوات يتعارض مع النصوص الشرعية، ويُعتبر من القول على الله بغير علم، وهو أمر خطير حذّر منه الإسلام.

حديث صحيح يحسم المسألة

استشهد  لاشين بحديث شريف صحيح رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أيها الناس، إن الله قد فرض عليكم الحج، فحجوا”، فقال رجل: “أكل عام يا رسول الله؟” فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال: “لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم”.

 

وهذا الحديث يوضح أن الحج لا يجب إلا مرة واحدة في العمر، ولو كان واجبًا بشكل دوري أو سنوي لبيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك صراحة.

لا عبرة بالأحاديث الضعيفة أو الموضوعة

وأشار الدكتور لاشين إلى أن بعض من يروجون لفكرة الحج كل خمس سنوات يستندون إلى أحاديث باطلة لا أصل لها، مؤكدًا أن الفتوى لا تُبنى إلا على الأحاديث الصحيحة وما ثبت في القرآن الكريم. كما نبّه إلى خطورة الاجتهاد الخاطئ في أمور العبادات دون علم أو الرجوع إلى أهل الاختصاص.

لمحة عن فريضة الحج وأهميتها

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، ويمثل تجليًا عمليًا لمعاني التوحيد والتجرد من الدنيا، حيث يجتمع المسلمون من كل بقاع الأرض لأداء مناسك واحدة، في مشهد يعبّر عن وحدة الأمة ومساواتها.

وتكمن عظمة الحج في كونه عبادة بدنية ومالية في آنٍ واحد، وتظهر فيه قيم الصبر، والتضحية، والخضوع لله تعالى. ومن أدى الحج بشروطه وآدابه، فقد وعده النبي صلى الله عليه وسلم بالأجر العظيم، بقوله: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه” [متفق عليه].