طعنات الغدر تنهي حياة كوثر علي يد زوجها

«الحقنى يا بابا».. تعالت صرخات «كوثر» تدريجيا تستغيث وتبكى من فرط الطعنات، والقاتل يردد بصوت مرتفع فوق الجثة «يا ترجعى لى يا تموتى»، وانتظر خلف الباب قدوم أبيها لينهى حياته بجوار جثمان ابنته فى غرفة نومها بمنطقة المرج.
على وقع صرخات ابنته، هرول الأب «هانى محمد على» 57 عامًا، إلى شقتها المجاورة له، الأنين يأتى من غرفة نومها، حاول فتح الباب الموصد بإحكام، وفجأة سدد زوج ابنته طعنة بسلاح أبيض مسنون اخترق الزجاج وكاد أن يستقر فى بطنه.
والد «كوثر» يشاهد ابنته تذبح خلف الزجاج
لم يستطع الأب فتح الباب، وباءت محاولاته فى إنقاذ كريمته البكر «كوثر» بالفشل، ويرمقها من خلف الزجاج المكسور وزوجها يوزع الطعنات على جسدها العارى.
على أريكة أراح «هانى» ظهره، ونظر إلى كرسى ملاصق لها، كانت «كوثر» تحب الجلوس عليه، يتذكر حديثهما الأخير بتفاصيله، وعن رغبتها فى العودة لزوجها من أجل طفلتها «أيسل» 4 سنوات، حتى لا ينفرط عقد البيت بالطلاق وتتوه الصغيرة بين الأبوين المنفصلين، أنهيا كلامهما، وقتلت بعدها بدقائق، بالتحديد الساعة 5:30 مساءً فى يوم الثلاثاء الموافق 29 أبريل 2025.
ابننا زى الشيخ الشعراوى
يقول «هانى محمد على» لـ«تواصل»، قبل 5 أعوام من الآن، تقدم شاب يدعى «عمرو. م. ع» 38 سنة لخطبة ابنتى، أهله قدموه لنا بصورة مثالية، كما لو أنه «الشيخ الشعراوى»، سماته التقوى والخلق، صدقنا هذا المظهر، ووافقنا على الزواج.
بعد الزواج، اتضح أن هذا الشخص كان مسجونًا لمدة 3 سنوات فى قضية شيكات، إخوته أخفوا عنا هذا الأمر، واعتبروه من الماضى، لا يحق لنا السؤال عنه، ولم تكن هذه الكذبة الأولى، فقد زوجنا ابنتنا لشيطان، تنكشف ملامحه لنا تدريجيا.
وتابع الأب المكلوم، تزوج الشاب ابنتى، وعاشا فى شقة إيجار بمنطقة المنيب، على أمل حصوله على وحدة فى الإسكان الجديد بمدينة أكتوبر، ساعدناه فى حلمه، باعت «كوثر» ذهبها، وأخذت مصوغات والدتها، وقدمتها لزوجها راضية، تعينه فى محنته.
حملت صغيرتى فى أحشائها طفلة بعد 3 أشهر من زواجها، وبدأ «عمرو» يكشر عن أنيابه فى وجهها، ويعنفها ليل نهار، يهددها بسكين، حتى أنه فى أحد المرات ضربها وجرح وجهها.
غضبت على ابنتى، لكنه اعتذر وبرر تصرفاته بأنها غضب لحظى، ولم يكن يريد أن يؤذى حبيبته وأم طفلته المقبلة، آثرت الصبر، حتى لا أكون سببًا فى إنهاء زواج جديد، محدثا نفسى بأن الشباب قد يمرون بخلافات فى البداية، وقد تتغير أخلاقه مع وصول المولودة الجديدة.
خاب توقعى، وتطورت المشاكل، وغيرته من نجاحها، وحصولها على دبلومة فى اللغة الانجليزية زادت الطين بلة، وجعله يعانى من شعور بالنقص أمامها، ويعوض هذا بإهانتها، وتحويل عش الزوجية إلى قطعة من جهنم، تعذب فيها «كوثر»، التى كانت تسامحه لطيبة قلبها وأملا فى استقرار البيت من أجل ابنتها «أيسل».
طور زوج ابنتى من أساليب مشاجراته وتعنيفه لزوجته، فعلى الرغم من عمله فى شركة سياحة براتب كبير، إلا أنه كان يتهرب من مصاريف البيت، ليصل الأمر إلى حرمانها حتى من الطعام.
مع ارتفاع إيجار الشقق السكنية فى المنيب، اقترحت عليهما المجىء إلى منطقة المرج، فى شقة فارغة مقابلة لى، لم ينقطع حبل الود منى، عاملته كابنى، رغم قسوته على أميرتى وابنتى البكر «كوثر»، لكن دون جدوى.
وبصوت متألم من هول ما رأى، أردف والد المجنى عليها، فى منتصف الشهر الماضى، سمعت صراخ ابنتى داخل شقتها، تستنجد بى، ليتضح لى أنه يهددها بقوله، «لو تكلمتى هاقتلك وأقتل أبوك»، هذه الجملة فقط كانت كافية لأن أتخذ قرارا بتطليقها من هذا المجرم.
أخذت ابنتى من الشقة بعد الحادثة مباشرة، كانت مذعورة، يعنفها باستمرار، عندما أنظر إلى وجهها، أراه قد ذبل بين يدى هذا الزوج المتسلط منزوع القلب.
تواصلت مع شقيقه «صلاح»، وطلبت منه الحضور لحسم أمور الطلاق، وعقدنا جلسة عرفية بحضور العائلة، واعترف الجميع بأنه المخطئ، واتفقنا على منحه 10 أيام ليبتعد خلالها ويقيم عند والدته، إلى أن نتخذ القرار النهائى، بشرط ألا يدخل الشقة، وهو وافق.
لكنه فى اليوم الثامن، اتصل بى وسألنى عن موعد عودتى للمنزل، وكأن الغرض هو معرفة خط سيرى، بحسن نية منى أخبرته بأنى سأعود فى 7 مساءً، لا أعلم أنه قد وضع خطة لإزهاق روح أم طفلته، ومكالمته لى هى الفصل الأول لجريمته.
كمين فى غرفة النوم
دخل المتهم العقار فى الظهيرة مستغلا غيابنا فى هذا التوقيت، مستخدما مفتاح الشقة الذى لم نغيره بعد، جلس فى غرفة النوم وأطفأ الأنوار، ممسكًا بسلاحه، محدقا فى اتجاه الباب ينتظر قدوم زوجته لينهى حياتها، لا يؤخره عن الغدر بها، غير دخولها هذا المكان.
عادت «كوثر هانى محمد» 28 عاما، من حضانة تملكها، يدعوها الناس فيها بـ«الأستاذة أم أيسل»، اختارت اسم ابنتها، وفضلت مناداتها به، لأنها قطعة منها، وتحملت ويلات الألم فى سبيل تربيتها وسط بيئة مسمومة بصنع زوجها.
دخلت أم أيسل شقتها بعدما سلمت على والدها، وأخبرته بعدم رغبتها الطلاق من زوجها، لتتوجه إلى شقتها، خلعت ملابسها، ودخلت غرفة نومها، ليأتيها شيطان مسلح من خلفها، ويزرع سكينه المسنون فى جسدها، يتلذذ بصرخاتها، واستنجادها به تارة، وبوالدها أخرى، ويردد، «ده جزاتك عشان عايزة تطلقى منى.. يا ترجعيلى يا تموتى».
يكمل الأب قصته المأساوية، حاول زوج ابنتى قتلى، لينفذ وعيده الأول بقوله «هقتل أبوكى يا كوثر»، ومع تعالى أصوات الصراخ، جاء الجيران من كل حدب وصوب، والمتهم يقف خلف باب غرفة النوم ويطعن فى جثمان ابنتى.
حاول خداع العدالة بطعن نفسه
بدأ يهدد الموجودين بالسكين، ولم يكن أحد قادرا على الدخول إلى الغرفة، كنا جميعا عاجزين عن منعه من الاعتداء على الجثمان، هرعت إلى شقتى لأتصل بالشرطة، وعندما عدت وجدته قد طعن نفسه بذات السكين التى غرزها فى جسد زوجته.
واختتم والد ضحية المرج، بأن المتهم عندما فشلت خطته فى الهرب بعد قتل زوجته، طعن نفسه ليحول الأمر إلى مشاجرة، بعدما زعم أمام جهات التحقيق بأنى أنا من سدد له هذه الضربة، وجاء رجال المباحث وسيارة الإسعاف، نقلوا ابنتى إلى المشرحة، والمتهم إلى العناية المركزة، لتتحسن حالته بعد ذلك.
وتطالب أسرة «كوثر» ضحية غدر زوجها فى منطقة المرج، بالقصاص من قاتلها، متمنين له الشفاء العاجل، حتى يحصد عقابه نتيجة جرمه فى حق فلذة كبدهم.