فريق جراحة المخ بمستشفى بلبيس ينجح في إجراء 3 عمليات معقدة في يوم واحد

في ملحمة طبية جديدة تجسد روح التفاني والإخلاص في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين، نجح فريق جراحة المخ والأعصاب بمستشفى بلبيس المركزي بمحافظة الشرقية في إجراء ثلاث عمليات جراحية دقيقة ومعقدة خلال يوم واحد فقط، لإنقاذ حياة ثلاثة مصابين بحالات حرجة من نزيف دماغي كاد أن يودي بحياتهم.
يأتي هذا الإنجاز في إطار حرص وزارة الصحة والسكان على سرعة التدخل الطبي في الحالات الطارئة وتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية للمرضى، وتنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وتعليمات الدكتور هاني جميعة، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، وتحت الإشراف المباشر للدكتور أنور شاهين، مدير عام المستشفى.
قاد الفريق الطبي الدكتور عيد فتح الله النجار، استشاري جراحة المخ والأعصاب ورئيس القسم، والدكتور صلاح صبري، استشاري جراحة المخ والأعصاب، وبمشاركة الدكتور محمد سالم، أخصائي الجراحة، والدكتور عبدالله الباز، أخصائي التخدير، كما شارك طاقم التمريض المتخصص بقيادة مستر أسامة عيد، ومس إسراء عبدالحي، ومس شيزان مصطفى، في العمليات التي تطلّبت خبرة كبيرة وسرعة في اتخاذ القرار.
الحالة الأولى كانت لشاب يبلغ من العمر 30 عامًا، نُقل إلى المستشفى بواسطة سيارة الإسعاف وهو في حالة غيبوبة تامة، أظهرت الأشعة المقطعية وجود نزيف حاد خارج الأم الجافية.
لم يتردد الفريق الطبي في اتخاذ القرار الفوري بنقله إلى غرفة العمليات، حيث تم إجراء جراحة عاجلة لتفريغ النزيف وتركيب درنقة شفط لتصريف الدم، ثم نُقل المريض إلى وحدة العناية المركزة لمتابعة حالته بدقة.
أما الحالة الثانية، فكانت لشاب في الخامسة والثلاثين من عمره، تعرض لحادث سير مروع أفقده الوعي وأدى إلى إصابات بالغة في الرأس، وكشفت الفحوصات عن نزيف داخلي في المخ يصاحبه كسر منخسف في عظام الجمجمة.
وعلى الفور، تم إدخاله غرفة العمليات لإجراء عملية دقيقة شملت تفريغ النزيف الدماغي وإصلاح الكسر العظمي، وتم وضعه تحت الملاحظة في العناية المركزة وسط متابعة دقيقة.
بينما الحالة الثالثة، فهي لشاب يبلغ من العمر 38 عامًا، حضر إلى المستشفى في حالة فقدان كامل للوعي، وأظهرت الأشعة المقطعية وجود تجمع دموي خارج الأم الجافية.
وبنفس القدر من الحرفية والسرعة، تدخل الفريق الطبي لإجراء عملية عاجلة لتفريغ التجمع الدموي وتركيب درنقة شفط، قبل أن يُنقل المريض إلى العناية المركزة لمتابعة التطورات الصحية.
أوضح الدكتور عبدالرحمن الوليلي، مسئول الإعلام بالمستشفى، أن الحالات الثلاثة أصبحت مستقرة وبحالة جيدة بفضل الله، ثم بفضل سرعة التدخل الطبي والدقة في إجراء العمليات، مؤكدًا أن المستشفى مستعدة دائمًا للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة.
من جانبه، وجّه الدكتور أنور شاهين، مدير عام مستشفى بلبيس، الشكر والتقدير لكافة أعضاء الفريق الطبي والتمريضي على هذا الجهد البطولي والالتزام المهني الكبير، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يضاف إلى سجل النجاحات التي تحققها المنظومة الصحية في المحافظة، ويبرهن على ما تمتلكه مستشفيات الشرقية من كفاءات طبية قادرة على تقديم خدمات علاجية فائقة الجودة.
ويأتي هذا العمل ضمن سلسلة من النجاحات المتواصلة التي يشهدها القطاع الصحي في محافظة الشرقية، في ظل الاهتمام المتزايد بتطوير أقسام الطوارئ والعناية المركزة، وتوفير التجهيزات الطبية المتقدمة، وتدريب الكوادر على التعامل مع الحالات الحرجة وفقًا لأحدث البروتوكولات الطبية.