الطريق إلى حب الله ومغفرة الذنوب يبدأ من هذه الآية

تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، عن معنى الحب الحقيقي لله تعالى، وذلك في تفسيره للآية 31 من سورة آل عمران:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.
الطريق إلى حب الله ومغفرة الذنوب
وأشار جمعة إلى أن كلمة “قل” الواردة في بداية الآية تعني أن هناك أمرًا إلهيًا صادرًا من الله إلى عباده، ما يعكس العلاقة القائمة على الطاعة والخضوع بين العبد وربه. وأكد أن هذه العلاقة تبدأ دومًا بأمر من الله، ما يوجب على العبد الامتثال والطاعة.
وأوضح أن محبة الله ليست مجرد ادعاء، بل تحتاج إلى برهان، وهذا البرهان لا يكون إلا باتباع النبي محمد ﷺ، فمن يدّعي حب الله، عليه أن يُثبت ذلك بالاقتداء الكامل بهدي وسلوك النبي ﷺ.
كما ذكر أن القرآن الكريم أوضح صفات من يحبهم الله، كـ المحسنين والمتوكلين، وكذلك من لا يحبهم، كـ المفسدين والمسرفين. وهذا يدعو العبد إلى التزام طريق من أحبهم الله، وتجنب من سخط عليهم.
ثمار الاتباع الصادق للنبي ﷺ:
بيّن الدكتور علي جمعة أن الاتباع الحقيقي للنبي لا يتحقق بمجرد المعرفة أو التمني، بل بالمعايشة اليومية لأخلاقه ﷺ، والتأسي به في كل نواحي الحياة؛ في العبادة، والسلوك، والمعاملة، والتفكر في الكون، والتعامل مع الناس.
وعدّد ثمرات هذا الاتباع، ومنها:محبة الله لعبده.مغفرة الذنوب.الصفاء يوم القيامة.تحول القلب إلى الطهارة والنقاء.العيش في سلام داخلي ومع الخلق.
وختم قائلاً: “من يُحب يُطيع، فكيف إذا كان المحبوب هو الله؟ من ادّعى محبة الله، فعليه أن يطيع أوامره ويتمثل أوامر نبيه الكريم”.
أدعية لمحبّة الله سبحانه وتعالى:
“اللَّهُمَّ ارزقني حبَّك، وحبَّ من ينفعني حبُّه عندك، اللَّهُمَّ ما رزقتني مما أحب فاجعله قوَّةً لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغًا لي فيما تحب.”
“اللهم اجعل حبك أحب إليّ من نفسي وأهلي، ومن الماء البارد على الظمأ.”
“اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إليّ من نفسي وأهلي ومن كل شيء.”
“اللهم حبّب إليّ الإيمان، وزيّنه في قلبي، وكرّه إليّ الكفر والفسوق والعصيان، واجعلني من الراشدين.”
“اللهم اجعلني ممن أحبك وأحب من يحبك، وعمِل بما يُقرّبني إلى حبك، وعلّمني ما ينفعني، وانفعني بما علّمتني، وزِدني علماً.”