“بليس”.. صورة سطح المكتب الشهيرة تخيب آمال العالم
صورة سطح المكتب الشهيرة .. في مفاجأة صادمة لمحبي التكنولوجيا والحنين إلى الماضي، تبيّن أن واحدة من أكثر الصور شهرة في تاريخ أنظمة التشغيل، وهي صورة خلفية سطح المكتب الشهيرة في Windows XP والمعروفة باسم “Bliss”، لم تعد كما كانت.
وبعد أكثر من عقدين على التقاطها، لم يعد ذلك التل الأخضر المتماوج تحت سماء زرقاء صافية موجودًا، بل حلّت مكانه مزرعة عنب في وادي نابا بولاية كاليفورنيا.
وكانت الصورة، التي التقطها المصور الأميركي تشارلز “تشاك” أورير في عام 1998، رمزًا للهدوء والجمال الرقمي، تزين مئات الملايين من الشاشات حول العالم.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فقد أشار المصور في أكثر من مناسبة إلى أن الألوان اللافتة التي جذبت أنظار الجميع لم تكن نتيجة تعديل رقمي، بل نتيجة لحظة طبيعية استثنائية: سماء صافية، حقل خالٍ من الكروم، وظروف إضاءة مثالية.
تغير الزمان والمكان
غير أن ما كشفه منشور حديث على منصة “إنستغرام” من حساب @insidehistory، قلب الصورة رأسًا على عقب. فقد عرض تسلسلًا زمنيًا للموقع بين عامي 1998 و2025، أظهر فيه تحول المساحة العشبية إلى كرم عنب مكتمل. السبب يعود إلى تفشي مرض الفيلوكسيرا حينها، ما أدى إلى إزالة الكروم مؤقتًا، وظهور تلك المساحة الخضراء المفتوحة التي خلدها أورير بعدسة كاميرته.
وتوالت ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي الغاضبة والمحبطة، إذ كتب أحد المستخدمين معلقًا: “هكذا يبدو الاكتئاب”، بينما قال آخر: “كنت أتمنى أن أكون هناك يومًا، والآن يبدو الأمر محزنًا”.
ورأى البعض أن التغيير يعكس فقدان “شرارة” العالم القديم، وتحوله نحو الرمادي في مقابل حيوية الماضي.
وجهة نظر مختلفة
لكن في خضم موجة الحزن، لم تخلُ التعليقات من نظرات إيجابية حيث أشار البعض إلى أن الموقع لا يزال جميلاً وأن التغيير الطبيعي على مر السنين لا يبرر الحزن.
كما أشار آخرون إلى أن الفرق بين الصور قد يكون ناتجًا عن اختلاف المواسم، حيث تظهر بعض الصور خلال موسم النمو وأخرى في موسم السكون.
رمزية رقمية لا تموت
صورة “Bliss” لم تكن مجرد خلفية، بل أصبحت أيقونة ثقافية مرتبطة بذاكرة أجيال كاملة من مستخدمي الكمبيوتر. فقد استخدمتها شركة مايكروسوفت ضمن حملة دعائية ضخمة لنظام Windows XP تجاوزت قيمتها 200 مليون دولار، ما ساهم في جعلها الصورة الأكثر مشاهدة في التاريخ.
ورغم تغير المشهد الحقيقي، تبقى صورة “Bliss” محفوظة في ذاكرة المستخدمين — لا فقط كتلة من البكسلات، بل كرمز لعصر من البدايات الرقمية والانبهار الأول بالتكنولوجيا.