ثورة في عالم الطيران بعد الإستعانة بجلد سمك القرش لهذا السبب

ثورة في عالم الطيران بعد الإستعانة بجلد سمك القرش لهذا السبب

في خطوة واعدة نحو مستقبل أكثر كفاءة واستدامة في صناعة الطيران، طوّر علماء أستراليون طلاءًا مبتكرًا مستوحى من جلد سمك القرش، يُتوقع أن يُحدث تحوّلاً كبيرًا في تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية. 

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، يعتمد هذا الابتكار، الذي طورته شركة MicroTau بالتعاون مع منشأة التصنيع الوطنية الأسترالية (ANFF)، على بنية غشائية دقيقة تُحاكي القشور الصغيرة التي تمنح جلد القرش انسيابيته الفريدة في الماء.

التكنولوجيا الحيوية تلتقي بالطيران

يعتمد الطلاء على تصميم فيلم صناعي يحتوي على أضلاع صغيرة للغاية تُعيق تشكّل الدوامات الدقيقة حول جسم الطائرة، وهي التي تسبب مقاومة الهواء وتؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود. 

وبفضل تقنيات تصنيع بالليزر عالية الدقة، تمكّنت MicroTau من إنتاج نمط يشبه جلد القرش بدقة متناهية على مواد خفيفة الوزن قابلة للّصق على الطائرات.

اختبارات ناجحة وتطبيقات واعدة

جرى بالفعل اختبار الطلاء الجديد على عدد من الطائرات، من ضمنها طائرات C-130J التابعة لسلاح الجو الأمريكي، والنموذج الأولي لطائرة XB-1 من شركة Boom Supersonic. 

وأكدت التقارير أن الطلاء تحمّل ظروف الطيران القاسية دون أي علامات تآكل، ما يُعزز من جدوى استخدامه تجاريًا.

فوائد اقتصادية وبيئية ضخمة

وفقًا للتقديرات، يمكن لهذا الطلاء أن يقلل استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 4%، ما يعادل توفير نحو 4 مليارات جالون من الوقود سنويًا على مستوى الصناعة، إضافة إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمئات الملايين من الأطنان. 

وعلى سبيل المثال، عند تطبيقه على طائرة بحجم إيرباص A380، يمكن أن يؤدي إلى توفير أكثر من 5000 دولار في كل رحلة طويلة، فضلًا عن خفض 18 طنًا متريًا من الانبعاثات.

حل قابل للتطبيق الفوري

ويظل ما يميز هذا الابتكار أنه لا يتطلب تعديلات جوهرية على تصميم الطائرات، بل يمكن تركيبه بسهولة على الأسطول الحالي.

وتؤكد شركة MicroTau أن التقنية قابلة للتوسع ومناسبة لجميع أنواع الطائرات التجارية، مما يفتح الباب أمام تطبيق واسع النطاق في قطاع النقل الجوي.

نحو كفاءة طيران أعلى بنسبة 10%

قالت سانجيتا شارما، مديرة مختبر دلتا للسماوات المستدامة، إن التصميم المستوحى من جلد القرش قد يكون بدايةً لتقنية يمكنها مستقبلاً تحسين كفاءة الطيران بنسبة تصل إلى 10%. 

وبينما تسعى شركات الطيران إلى خفض التكاليف وتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، يبدو أن هذا الابتكار الأسترالي سيشكّل فارقًا حقيقيًا في المعادلة.