جمال حماد يرد على تصريحات ترامب: قناة السويس شاهد على عبقرية المصريين منذ فجر التاريخ

علق جمال حماد، رئيس بيت العائلة المصرية في جنيف، على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قناة السويس، مؤكدًا أن فكرة ربط البحرين الأحمر والمتوسط تعود إلى عصور سحيقة، وأن قناة السويس تمثل إنجازًا مصريًا خالصًا موغلًا في التاريخ.
سنوسرت الثالث… الرؤية الأولى لشق القناة
وأوضح حماد أن المؤرخين يجمعون على أن الفرعون المصري سنوسرت الثالث، أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة، كان أول من خطط لربط البحرين، عبر قناة مائية غير مباشرة تستخدم مجرى نهر النيل وفروعه، بهدف تنشيط التجارة وتسهيل حركة المواصلات بين الشرق والغرب، وكانت السفن في ذلك العصر تسير عبر النيل حتى مدينة الزقازيق، ومنها إلى البحر الأحمر عبر البحيرات المرة، التي كانت متصلة بالبحر الأحمر آنذاك، ولا تزال آثار تلك القناة القديمة ماثلة للعيان في منطقة جنيفة بالقرب من السويس.
قناة السويس الحديثة… مسيرة كفاح ومجد
وأشار حماد إلى أن التاريخ الفعلي لقناة السويس الحديثة بدأ بصدور فرمان الامتياز الأول، تلاه عدد من الفرمانات، وصولًا إلى انطلاق أعمال الحفر رسميًا في 25 أبريل 1859 بمدينة “فرما” (موقع بورسعيد حاليًا)، حيث ضربت الفأس الأولى بمشاركة نحو 20 ألف عامل مصري، واجهوا ظروفًا إنسانية بالغة القسوة.
وأضاف أن قناة السويس، منذ افتتاحها في 17 نوفمبر 1869، مرت بمراحل تاريخية حافلة، كان أبرزها قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم القناة عام 1956، الذي أعاد الحق إلى أصحابه وأكد السيادة المصرية الكاملة عليها.
واختتم حماد حديثه بالتأكيد على أن قناة السويس لم تكن مجرد مشروع مائي ضخم، بل كانت وما تزال رمزًا لعبقرية وإصرار الشعب المصري على تحقيق الإنجاز، مقدمًا للعالم نموذجًا خالدًا على قدرة مصر على الإبداع والتحدي منذ آلاف السنين.