غزة.. الوقت من دم وحل الدولتين «سراب»

غزة.. الوقت من دم وحل الدولتين «سراب»

561 يوما من الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض فى قطاع غزة والمفاوضات تراوح مكانها بتعنت وتنصل من حكومة الاحتلال برئاسة جزار تل ابيب «بنيامين نتنياهو».
كانت حماس قد اتفقت وإسرائيل على هدنة بينهما لأربعة أيام بدأت فى 24 نوفمبر من نفس العام وتم تمديدها يومين إضافيين. وذلك بعد مرور أكثر من 46 يوما من حرب الابادة الصهيونية فيما تسمى «السيوف الحديدية» على القطاع ردا على معركة «طوفان الأقصى» التى أطلقتها المقاومة فى السابع من أكتوبر 2023 الماضى وتوالت محطات التفاوض بصدامها غير المرن وتنقلت بين عدة عواصم عربية على رأسها القاهرة والدوحة وباريس فى محاولة للوصول إلى اتفاق شامل توافق عليه الأطراف المعنية. وكان اخرها رفض حركة حماس بالأمس لمقترح اسرائيل بنزع سلاح المقاومة مع احتفاظه باحتلال القطاع.
هنا الوقت من دم، فضحايا الاجرام الصهيونى يرتقون بعشرات المئات على مدار الساعة فضلا عن مليون واكثر من 400 الف فلسطينى محاصر بالموت قتلا وجوعا ومرضا يتقاسمون الموت مع آلاف المفقودين تحت ركام الحرب المسعورة. 
اكد الدكتور محمود خلوف المحلل السياسى الفلسطينى المختص بقضايا الصراع ان فترة «ترامب» لن تكون لإحلال السلام، بل على العكس تماما هى فترة تصعيد وتأزيم، على كل المستويات فلا تسوية مقنعة للسوريين، ولا للبنانيين، كون الجانب الأمريكى يعطى الضوء الأخضر لاحتلال الأراضى فى هذين البلدين.
أما فيما يخص فلسطين فترامب كان فجًّا فى تعبيراته خلال لقاءاته مع رئيس وزراء إسرائيل ولام إسرائيل على انسحابها من قطاع غزة سنة 2005، وتحدث صراحة عن حق الصهاينة فى ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
واشار «خلوف» إلى ان ترامب فى معظم لقاءاته مع الزعماء ومع الصحفيين يتصرف على أن قطاع غزة إقليم ستنقل ملكيته له ولأمريكا، ويحرض صراحة على تهجير أبناء الشعب الفلسطينى ما ضاعف من وقاحة قادة إسرائيل الذين أعلنوا للملأ عن استحداث وحدة فى وزارة الحرب لتهجير أبناء غزة.
واضاف ان إسرائيل تدرك صعوبة تمرير الهجرة المباشرة على مصر والأردن ولهذا الجهد يتركز على الهجرة غير المباشرة وعمليا إذا كانت التهمة «الإرهاب» وفق تعبيرهم، فهل من سبب صداعا للكيان الإسرائيلى سيكون جبانا ومتخاذلا ومستسلما فى حالة ترحيله؟
وقطع «خلوف» بأن سياسة الكيان وسياسة ترامب تعطى المبرر للجماعات الراديكالية مع أن الجهد يتركز على محاصرتها عربيا، لكن بات واضحا أن إسرائيل وأمريكا استفادت من الإرهاب فى تحقيق مصالحها، ولإعطاء نفسها الحق بالتدخل.
ودعا المحلل الفلسطينى المثقفين والكتاب العرب والمسلمين والنخبة والسياسيين والبرلمانيين لقراءة ما يفكر به ترامب جيدا، قائلا «نعم هو يريد امتلاك قطاع غزة، ويريد أن يتصرف كأن العالم والإقليم محكوم برغبة تاجر طماع، وانتهازى».
ويقول خلوف انه بات واضحا أن ترامب الذى قرأ سير رؤساء أمريكا السابقين لمعرفة كيف نفذت بلاده واحدة من أبشع عمليات التهجير القسرى فى القرن العشرين دون مبالاة، بحق إقليم أرخبيل تشاغوس فى منطقة المحيط الهندى.
وبالغالب يتذكر ترامب كيف انه فى سنة 1965، وقعت أعين الولايات المتحدة على منطقة استراتيجية للغاية فى المحيط الهندى «أرخبيل تشاغوس»، وكيف أنه في عهد الرئيس الأمريكى ليندون جونسون، تم تشكيل لجنة بقيادة الأدميرال الأمريكى جريثام، ومعه الأدميرال البريطانى السير جريتباتش إذ وضعا خطة مرعبة وبموجبها تم العمل على تهجير سكان أرخبيل تشاغوس الذين رفضوا طواعية الهجرة.
ويضيف خلوف لقد صممت أمريكا والرئيس جونسون على مخطط التهجير، وترامب من الواضح يكرر نفس المأساة مع شعب أعزل اخر وهو شعب فلسطين.
وطالب المحلل المختص بقضايا النزاع من الدول العربية والاسلامية بوضع خطة تعزز القدرة على الممانعة أمام المخططات الصهيونية التوسعية، وأمام إجرام ترامب وهذا يتطلب إبرام اتفاقات دفاع مشترك ما بين مصر، وباكستان، والسعودية والأردن وسوريا، وتركيا، مع أهمية حرص الدول على سلامة أراضى الدول الشقيقة الأخرى والدفاع عن أمنها واستقرارها.