بعد مأساة عامل سيرك طنطا.. ما قيمة دية قطع الذراعين؟

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
أثارت حادثة مأساوية ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تعرض محمد البسطويسي، أحد العاملين في السيرك بمدينة طنطا، لهجوم شرس من نمر مفترس أثناء العمل، أدى إلى بتر ذراعه الأيسر بالكامل.
دية قطع اليدين أو إحدى اليدين
الحادث أعاد إلى الواجهة تساؤلات كثيرة حول الأحكام الشرعية المتعلقة بدية فقد أحد الأطراف، وتحديدًا دية قطع اليدين أو إحدى اليدين، فضلًا عن مدى جواز التصالح في هذا النوع من القضايا، ودار الإفتاء المصرية سبق وأن تناولت هذه المسائل في فتاوى مفصلة، نستعرض منها ما يلي:
حكم دية قطع اليدين في الشريعة الإسلامية

أجمع الفقهاء على وجوب الدية كاملة في حال قطع اليدين، ووجوب نصف الدية في حال قطع إحداهما، وقد استندوا في ذلك إلى الحديث المروي عن عمرو بن حزم رضي الله عنه: «وفي اليدين الدية، وفي اليد خمسون من الإبل»، وهو حديث رواه النسائي وصححه كل من أحمد وابن حبان والحاكم.
وتُعد اليدان من أعضاء الجسد التي تتسم بالجمال الظاهر والمنفعة الكاملة، ولا يوجد في الجسم ما يساويهما من حيث الوظيفة أو الشكل، ولهذا قُدّرت فيهما الدية الكاملة، تمامًا كما هو الحال مع العينين.
مقدار الدية المالية لقطع اليدين

بحسب ما أوردته دار الإفتاء، فإن أقل مقدار مالي للدية يُحسب وفقًا لقيمة الفضة، وتحديدًا بالدراهم، وقد قُدّرت الدية الكاملة بمقدار 12 ألف درهم، ومع احتساب وزن الدرهم عند جمهور العلماء بما يقارب 2.975 جرامًا، فإن إجمالي وزن الفضة المطلوب للدية يبلغ حوالي 35.7 كيلوجرامًا.
يُحسب هذا المقدار وفقًا لسعر الفضة في السوق يوم ثبوت الحق، سواء تم التوصل إليه برضاء الطرفين أو بحكم قضائي، أما في حالة قطع ذراع واحدة فقط، فيُحتسب نصف الدية، أي ما يعادل 17.85 كيلوجرامًا من الفضة.
هل يجوز التصالح على الدية؟
نصوص القرآن الكريم فتحت الباب أمام التصالح والتسامح في قضايا القصاص، حيث جاء في قوله تعالى:﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: 178]،وقال سبحانه: ﴿فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ﴾ [المائدة: 45].