غريتا تونبرغ تتجه نحو غزة في مسعى رمزي لإنهاء الحصار وسط تحذيرات من المجتمع الدولي

غريتا تونبرغ تتجه نحو غزة في مسعى رمزي لإنهاء الحصار وسط تحذيرات من المجتمع الدولي

في خطوة جريئة تعكس حجم القلق العالمي المتزايد حيال الكارثة الإنسانية المتواصلة في قطاع غزة، أبحرت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ ظهر الأحد على متن السفينة «مادلين» برفقة 11 ناشطًا من دول مختلفة، ضمن محاولة جديدة لكسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من 17 عامًا على القطاع المحاصر.

انطلقت السفينة من ميناء كاتانيا جنوب إيطاليا، وهي تُشغّلها مبادرة تحالف أسطول الحرية، وتحمل شحنة رمزية من المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى رسالة تضامن صريحة مع سكان غزة الذين يعيشون في ظروف توصف دوليًا بـ«اللا إنسانية»، وفقا لـ«يورنيوز».

يُتوقع أن تستغرق قرابة أسبوع، ما لم تعترضها البحرية الإسرائيلية، وهو احتمال وارد بقوة في ضوء ما حدث سابقًا لسفينة «الضمير» التابعة للتحالف ذاته، والتي تعرضت لهجوم بطائرتين مسيّرتين الشهر الماضي أثناء إبحارها قبالة سواحل مالطا.

– الناشطة السويدية غريتا تونبرغ تتضامن مع غزة وفلسطين في مواجهة العدوان الإسرائيلي
– مدافعون عن البيئة يتظاهرون في لندن ضد المصارف
– ارتفاع عدد شهداء حرب الإبادة على غزة إلى 54 ألفًا و677 شهيدا

في مؤتمر صحفي سبَق انطلاق السفينة، قالت تونبرغ بصوت متأثر وبعينين مغرورقتين: «نقوم بهذه الرحلة لأننا نرفض الصمت. اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا».

وأضافت: «قد تكون هذه المهمة محفوفة بالمخاطر، لكنها لا تقارن بخطورة صمت العالم أمام إبادة جماعية تُرتكب على الهواء مباشرة»، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأحدثت دمارًا شاملًا في البنية التحتية للقطاع.

 شخصيات بارزة على متن السفينة
لا تنقل سفينة «مادلين» المساعدات فحسب، بل تقلّ أيضًا شخصيات معروفة، من بينها الممثل الإيرلندي ليام كننغهام، نجم مسلسل «صراع العروش»، وريما حسن، النائبة في البرلمان الأوروبي ذات الأصول الفلسطينية، والتي كانت قد مُنعت من دخول إسرائيل بسبب مواقفها المناهضة للحرب.

قال تياغو أفيلّا، أحد النشطاء المشاركين في الرحلة، إن كسر الحصار البحري ليس سوى جزء من استراتيجية تضامنية متعددة المسارات، تشمل تحركات على اليابسة أيضًا، مثل «المسيرة العالمية إلى غزة»، وهي مبادرة يُنتظر أن تنطلق من مصر منتصف يونيو، بمشاركة مئات الأطباء والحقوقيين والإعلاميين باتجاه معبر رفح، للمطالبة بوقف الحرب وفتح الحدود لإدخال المساعدات الإنسانية.

 تحذيرات أممية من المجاعة
يأتي هذا التحرك في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية داخل القطاع، حيث يحذر خبراء أمميون من خطر مجاعة حقيقية إذا لم تُفتح ممرات إنسانية فورية. وقد خففت إسرائيل بعض قيود الحصار في مايو، لكن الكميات المسموح بإدخالها من المساعدات ما زالت «رمزية وغير كافية»، وفق منظمات الإغاثة.

 هل ستصل «مادلين» إلى غزة؟
في ظل التهديدات الإسرائيلية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن «مادلين» من الوصول إلى غزة؟ أم أن مصيرها سيكون مشابهًا لسفن الإغاثة السابقة التي تعرضت للهجوم؟ العالم يترقب، والمنظمات الحقوقية تواصل الضغط لضمان مرور آمن لهذه الرحلة الإنسانية.