مبادرة دولية: إعادة المهاجرين من الولايات المتحدة إلى ليبيا تزعزع استقرار حكومة الدبيبة وتؤدي إلى انعدام الأمان.

مبادرة دولية: إعادة المهاجرين من الولايات المتحدة إلى ليبيا تزعزع استقرار حكومة الدبيبة وتؤدي إلى انعدام الأمان.

حذرت المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود من ترحيل مهاجرين غير نظاميين من الولايات المتحدة إلى ليبيا، معتبرة أن الخطوة ستنعش اقتصاد الجريمة وعدم الاستقرار في البلاد.

وقالت المبادرة إنه في ٧ مايو الماضي، ظهرت تقارير تُفيد بأن الولايات المتحدة تُجهز لترحيل مهاجرين غير نظاميين إلى ليبيا. وعلى الرغم من عدم حدوث أي عمليات ترحيل حتى منتصف مايو، وعدم تأكيد الحكومة الأميركية أو نفيها لمثل هذه الخطط، إلا أن احتمالية الطرد أثارت مخاوف مُلحة لدى المراقبين الدوليين، لا سيما فيما يتعلق بهشاشة ليبيا، وأوضاع حقوق الإنسان، والاقتصادات الإجرامية المُتجذرة.

ويُقدم تقرير ألفه الدكتور مات هربرت، ونشرته المبادرة، تحليلاً مُفصلاً لكيفية مساهمة عمليات طرد المهاجرين في تفاقم حالة عدم الاستقرار في ليبيا، وتغذية شبكات التهريب والابتزاز.

تحذيرات من ابتزاز المهاجرين وتعرضهم لانتهاكات
وحسب المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، لا تزال ليبيا دولة هشة للغاية، في ظل حكومتين مُتنافستين ونشاط واسع النطاق للميليشيات. وأضافت أنه منذ ثورة ٢٠١١ ازدهرت الأسواق غير المشروعة أيضاً، موضحة أن بين أكثر هذه الممارسات تطورًا وخطورةً تهريب البشر والاتجار بهم، الذي يتميز باستغلال المهاجرين من خلال الابتزاز والعمل القسري والافتراس.

وأشارت المبادرة إلى سوء حالة مرافق الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية، على حد سواء، وقالت إنها تعد «مواقع لانتهاكات مزمنة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي والابتزاز بدافع الفدية». وأضافت أن المهاجرين المُرحّلين من الولايات المتحدة يواجهون خطر التورط في هذه الممارسات.

تأثير ترحيل المهاجرين من أميركا على حكومة الدبيبة
ولفت التقرير إلى التداعيات السياسية لعمليات الترحيل والتي ستكون «وخيمة»؛ إذ ستُؤجج التوترات في طرابلس، «مما يُضعف حكومة الوحدة الوطنية الهشة أصلًا».

وأدت الاشتباكات الأخيرة بين الميليشيات والمجموعات التابعة للحكومة إلى زعزعة استقرار العاصمة، فيما يتزايد رد الفعل الشعبي الرافض لوجود المهاجرين، حسب المبادرة التي ترى أن ترحيل المهاجرين قد تشجع وتدعم قوات القيادة العامة بقيادة خليفة حفتر.

– روبيو أمام محكمة أميركية: قراراتكم أضرت بالجهود الدبلوماسية الهادئة لترحيل اللاجئين إلى ليبيا
– «أفريكا ريبورت»: حوافز خفية وراء تفاوض مسؤولين ليبيين على استقبال المهاجرين من الولايات المتحدة
– قاضٍ أميركي: ترحيل المهاجرين انتهاك قانوني.. ومكسيكي وفلبيني يؤكدان وجود مساعٍ لنقلهم إلى ليبيا

وأخيرا، ترى المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود أن عمليات الترحيل من شأنها أن تُهدد بتعزيز دورات العنف والإفلات من العقاب، مما يُعرّض الأفراد الضعفاء للخطر، ويُقوّض الاستقرار الإقليمي.

وقالت إنه بدلا من النظر إلى عمليات الترحيل من خلال حسابات سياسية قصيرة الأجل، يتعين على الولايات المتحدة أن تقيم المخاطر طويلة الأجل على مصالحها الأوسع في ليبيا والمنطقة والتي قد تنطوي عليها مثل هذه السياسة.