بكفاءة تكنولوجية: السعودية تستعين بالذكاء الاصطناعي وكاميرات ذكية وطائرات مسيّرة لإدارة الحج

بكفاءة تكنولوجية: السعودية تستعين بالذكاء الاصطناعي وكاميرات ذكية وطائرات مسيّرة لإدارة الحج

يعمل مسؤولون سعوديون ليلاً ونهاراً في مراقبة خرائط وشاشات وكمّ هائل من البيانات، مستعينين بالذكاء الصناعي لمساعدتهم على إدارة سيل الحجاج الذين توافدوا إلى مكة المكرمة خلال موسم الحج هذا العام.

وأثبتت هذه التقنية المتطورة فعاليتها في تحليل العدد الهائل من اللقطات التي تسجّلها أكثر من 15 ألف كاميرا موزعة في أنحاء مكة والمشاعر المقدسة. إذ جرى تصميم البرمجيات خصيصاً لرصد أي خلل في حركة الحشود أو التنبؤ بنقاط الازدحام، وفقا لوكالة «فرانس برس».

كما تُستخدم التقنية في تتبّع أكثر من 20 ألف حافلة تنقل الحجاج بين المواقع المقدسة.

ويشكّل هذا النظام جزءاً من أدوات تقنية متقدمة اعتمدتها السعودية للمساعدة في تنظيم أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، إذ توافد نحو 1.4 مليون حاج من مختلف أنحاء العالم إلى مكة هذا الأسبوع.

– يوم التروية.. 1.4 مليون مسلم يبدأون مناسك الحج تحت شمس حارقة
– هيئة الحج تتكفل بشراء الهدي عن الحجاج الليبيين
– «ساعة الفيل» أشهر ساعة اخترعها المسلمون في معرض تكنولوجي بالسعودية

وقال المدير التنفيذي للمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة محمد نزير «في غرفة التحكم المروري، نستخدم كاميرات متخصصة مزوّدة بطبقات من الذكاء الصناعي لتحليل الحركة، وتحديد المناطق المزدحمة، والتنبؤ بسلوك المرور مع الوقت».

وأنشأ المركز غرفة تحكم رئيسية في مكة مليئة بالشاشات والخرائط، ويستخدم الموظفون التكنولوجيا المتقدمة بما في ذلك الذكاء الصناعي للمراقبة على مدار الساعة.

«العين الرقيبة»
وشكّلت إدارة الحشود تحدياً كبيراً في مواسم الحج السابقة، لا سيما في العام 2015 عندما وقع تدافع أدى إلى وفاة نحو 2300 شخص.  
وقال محمد القرني، مدير عام الحج والعمرة في المركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة، إن «غرفة العمليات هي العين الرقيبة لنا على كل الخطط الميدانية وعلى كل أنظمة التشغيل الميدانية الموجودة في الميدان». وأضاف «يتجاوز عدد الكاميرات المستخدمة 15 ألفاً».

وأوضح لوكالة «فرانس برس» أن الذكاء الصناعي يمكّن من معرفة «الأعداد والكميات والمشاهدات على كل الطرق وعلى كل المسارات في المشاعر المقدسة»، إضافة إلى «استشعار الحالات الطارئة قبل حدوثها».

تطبيق القانون
لكن استخدام التكنولوجيا المتطورة لا يقتصر على الجوانب اللوجستية.

ففي العام الماضي، توفي 1301 حاج، معظمهم لم يكن لديهم تصاريح رسمية، وكانوا يفتقرون إلى وسائل الراحة مثل الخيام المكيّفة والحافلات، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 51.8 درجة مئوية.
ويتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة هذا الأسبوع عتبة 40 درجة مئوية خلال أيام الحج.

وأوضحت السلطات السعودية أن 83% من الوفيات المسجلة العام الماضي كانت لأشخاص لا يحملون تصاريح حج رسمية.

وكان وزير الحج توفيق الربيعة قال في مقابلة سابقة مع وكالة «فرانس برس» إن السلطات «تستخدم عدداً كبيراً من المستشعرات لمراقبة حركة الحجاج خلال رحلتهم»، ما يساهم في إدارة الحشود.

وأضاف «يساعدنا ذلك على التدخل السريع في حال وجود خطر والتقليل من آثاره. نستخدم تقنيات متقدمة من الذكاء الصناعي للحصول على بيانات مباشرة وردود فعل سريعة».

كما نشرت السلطات أدوات أمنية إضافية، من بينها أسطول جديد من الطائرات المسيّرة لرصد مداخل مكة وتحديد الحجاج غير النظاميين.

وقال مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية في الحج الفريق محمد بن عبد الله البسامي خلال مؤتمر صحفي، «لا شك اليوم التقنية هي أحد أدواتنا للاستخدام بشكل يومي. استخدام الذكاء الصناعي واستخدام وسائل مثل الدرونز أو الكاميرات الحرارية».

وأضاف أن «التقنية هذا العام برزت وتوضحت. الحقيقة فائدتها بشكل كبير مكنت رجال الضبط من الوصول إلى المخالفين إذ تراقب من خلال مركز عمليات متقدم يتحكم في هذه المنظومة».