«أويل برايس»: العقوبات الغربية لم تنجح في الحد من صادرات النفط الروسية

ذكر موقع «أويل برايس» الأميركي أن العقوبات الغربية على روسيا، بما في ذلك وضع سقف لسعر خامات النفط، لم تثبت فعاليتها في التأثير على عائدات النفط الروسية أو وضع الاقتصاد بشكل عام، في الوقت الذي يصعب على العواصم الغربية استبدال وارداتها من الخام الروسي.
وأظهرت بيانات نشرها الموقع أمس الجمعة، أن الاقتصاد الروسي أظهر مقاومة بشكل مفاجئ، إذ تجاوز نمو إجمالي الناتج المحلي للاقتصاد الروسي أرقام عديد الاقتصادات الأوروبية التي تواجه صعوبات في التأقلم مع تداعيات سياسة العقوبات.
روابط أقوى مع القوى غير الغربية
وأشار تقرير الموقع الأميركي إلى أن العقوبات الأوروبية والأميركية المستمرة ضد الاقتصاد الروسي شجعت موسكو على تعزيز روابط اقتصادية أقوى مع الاقتصادات غير الغربية، مثل الصين، مما قوض من تأثير العقوبات الغربية.
وفي الوقت الذي تدرس فيه دول الاتحاد الأوروبي فرض حزمة جديدة من العقوبات، هي الـ19 على التوالي، ضد موسكو، قال «أويل برايس» إن العائدات الروسية من النفط والغاز الطبيعي لا تزال في مستوى جيد.
– «فرانس برس»: ترامب طالب قادة أوروبا بوقف شراء النفط الروسي
– بلجيكا تحذر أوروبا من وضع اليد على أصول روسية مجمّدة
أداء أفضل للاقتصاد الروسي
ذكر التقرير أن أداء الاقتصاد الروسي أفضل بكثير مقارنة بأداء أكبر دولة مشترية للغاز في أوروبا، وهي ألمانيا، وكذلك أفضل من أداء منطقة اليورو ككل، ومن غالبية الاقتصادات الأوروبية.
وتُظهر أحدث أرقام الناتج المحلي الإجمالي لروسيا نموا بنسبة 1.1% في الربع الثاني، وهو أفضل بكثير من أداء ألمانيا، التي سجلت انكماشا بـ0.3% خلال الربع نفسه، بينما سجلت منطقة اليورو نموا عاديا بـ0.1%، في حين فاجأت بريطانيا المراقبين بنمو نسبته 0.3% في الربع الثاني.
في تلك الأثناء، قررت الدول الأوروبية فرض سقف لسعر النفط الروسي في محاولة لخفض عائدات الطاقة دون التسبب في رفع الأسعار عالميا، إلا أن تطبيق القرار كان صعبا، حسب تقرير «أويل برايس».
وأوضح أن «السبيل الوحيد لتنفيذ هذا القرار كان منع شركات التأمين الغربية من التعامل مع شركات الشحن التي تنقل النفط الخام الروسي ما لم يجر بيع هذا النفط الخام بأقل من الحد الأقصى»، لافتا إلى أن هناك عديد شركات التأمين الهندية والصينية وفرت غطاء لشحنات النفط الروسية.
عقوبات غير فعالة
رأى الموقع الأميركي أن تحديد سقف لسعر الخام الروسي ربما كان أقل العقوبات الغربية فعالية ضد روسيا، لأنه، وفق حسابات «رويترز»، جرى تداول خام الأورال فوق الحد الأقصى بـ75% منذ فرض الحد الأقصى في ديسمبر 2022. ويبدو أن المرات الوحيدة التي لم يجر فيها تداوله فوق الحد الأقصى كانت عندما انخفض السعر بما يتماشى مع المعايير الدولية».
وعلى الرغم من ذلك، اتفق الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، يوليو الماضي، على خفض سقف السعر إلى 15% أقل من أسعار السوق لخام الأورال، الذي يجرى تداوله الآن عند 46.5 دولار للبرميل.
كما رأى التقرير أن «العقوبات الغربية لم تحقق التأثير المقصود على الاقتصاد الروسي. ففي حين سجلت عائدات صادرات الطاقة انخفاضا طفيفا، كان ذلك نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية أكثر منه لأي إجراء عقابي».
تداعيات غير مقصودة
الموقع الأميركي لفت كذلك إلى التداعيات غير المقصودة للعقوبات على روسيا التي تعانيها أوروبا في الوقت الراهن، ولا سيما على صعيد استبدال واردات الطاقة الروسية.
وقال: «منذ أن أطلق الغرب العقوبات ضد روسيا، وحولها إلى الدولة الأكثر خضوعا للعقوبات في العالم، كانت هناك تحذيرات كثيرة من أن هذا قد يأتي بنتائج عكسية. أولا: قد تدفع العقوبات موسكو للبحث عن بدائل للأسواق الأوروبية، لبيع النفط والغاز. ثانيا: هذه العقوبات قد تضر الغرب أكثر من روسيا نفسها».