أنجوان تحت ضغط إزالة الغابات: الطبيعة تدفع ثمن صناعة العطور الفاخرة

أنجوان تحت ضغط إزالة الغابات: الطبيعة تدفع ثمن صناعة العطور الفاخرة

تواجه جزيرة أنجوان، الأكثر كثافة سكانية في أرخبيل جزر القمر، أزمة بيئية خانقة نتيجة عقود من إزالة الغابات، لم يتبقَّ منها سوى مساحات محدودة يصعب الوصول إليها.

يقول وزير البيئة في جزر القمر، أبو بكر بن محمود، في تقييمه للوضع: «فقدنا 80% من غاباتنا الطبيعية بين عامي 1995 و2014»، مشيرًا إلى أن الضغط الديموغرافي هو العامل الأبرز وراء تفاقم الأزمة. ويقدَّر عدد سكان الجزيرة بأكثر من 325 ألف نسمة على مساحة 424 كلم²، أي أكثر من 700 نسمة لكل كيلومتر مربع، وفقا لتقرير وكالة «فرانس برس».

أحد أبرز أسباب إزالة الغابات هو الطلب العالمي على زيت زهرة الإيلنغ، المكوّن الأساسي في صناعة العطور الفاخرة. إذ يُحرق نحو 250 كلغ من الخشب لإنتاج لتر واحد من الزيت العطري، وفق تقرير صادر عن منظمة (AFIDEV) المموّلة من الوكالة الفرنسية للتنمية.

ويقول محمد محمود (67 عامًا)، الذي يعمل في تقطير الإيلنغ منذ 45 عامًا: «كنت أستهلك ستة أمتار مكعبة من الخشب في عملية التقطير الواحدة، أما الآن فقد خفّضت استهلاكي إلى النصف بفضل أجهزة تقطير حديثة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ».

– جهود في غوادلوب للقضاء على نبتة غازية تهدّد النظم البيئية للجزر
– إندونيسيا تلغي تراخيص التعدين في موقع غوص لأربع شركات بعد احتجاجات بيئية
– طاقية جزر القمر.. تراث يواجه التحديات الصناعية

في العاصمة موتسامودو، أطلقت منظمة دهاري غير الحكومية مشروعًا لإعادة التشجير عام 2024 بالشراكة مع مزارعين أُطلق عليهم لقب «حماة الماء». يقوم هؤلاء المزارعون، بموجب عقود مدتها خمس سنوات، بترك أراضيهم بورًا أو إعادة تشجيرها مقابل تعويض مالي بعد تدقيق دوري.

ويشرح مصباحو محمد، أحد قادة المنظمة: «هدفنا العمل مباشرة مع المزارعين في المرتفعات لحماية الأراضي وإعادة الحياة للغابات»، مشيرًا إلى أن تدهور الغطاء النباتي أدى إلى مشكلات مائية خطيرة.

جفاف الأنهار
بحسب الطبيب المتخصص في المناخ المائي عبدول عبيد الله، فإن الغابة تعمل كإسفنجة طبيعية تحتفظ بالمياه وتطلقها تدريجيًا، ومع تراجعها تعرّضت الجزيرة لجفاف في معظم أنهارها.

ويضيف باستويني شامباني من منظمة «دايما»: «في عام 1925، كان لدينا 50 نهراً تتدفق على مدار السنة. اليوم، لم يبقَ سوى أقل من عشرة أنهار»، محذرًا من أن الأمن المائي للسكان بات على المحك.

الحكومة القمرية من جهتها أعلنت عن إطلاق حملة واسعة لإعادة التحريج بمشاركة الأهالي، وأكد وزير البيئة: «سنبذل قصارى جهدنا لإنقاذ الغابات القليلة المتبقية لدينا».