السودان.. اعتداء على قافلة برنامج الأغذية العالمي في منطقة دارفور

تعرضت قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء، لهجوم بالقرب من مدينة مليط التي تعاني المجاعة في شمال إقليم دارفور بالسودان، حسبما أفاد ناطق باسم البرنامج «فرانس برس».
وقال الناطق باسم الوكالة الأممية غيفت واتاناساثورن إن «ثلاثة من بين 16 شاحنة ضمن قافلة كانت تحمل مواد غذائية منقذة للحياة» اشتعلت فيها النيران وتضررت، مؤكدا سلامة الطواقم الإنسانية، بحسب «فرانس برس».
من جانبها، اتهمت قوات «الدعم السريع»، في بيان لها، طيران الجيش باستهداف القافلة أثناء وجودها داخل حظيرة جمارك مليط.، وأشارت إلى أن القصف شمل سوق مدينة مليط والنقطة الجمركية، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينة مليط وأجزاء واسعة من ولاية شمال دارفور.
دعوات لـ«هدنات إنسانية» في السودان
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة ودول حليفة عدة بينها مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء إلى «هدنات إنسانية» في السودان، مبدية «استياءها» من تدهور الوضع في هذا البلد الذي يشهد حربا أهلية.
وقالت واشنطن وحلفاؤها في بيان مشترك انضمت اليه أيضا سويسرا والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي «مع ازدياد الوضع في السودان خطورة وبلوغ الحاجات الإنسانية مستويات حرجة، على أطراف النزاع اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمن يحتاجون اليها، تنفيذا لالتزاماتهم”.
وأعربت هذه الدول عن «استيائها إزاء تدهور الوضع الإنساني بشكل مستمر في السودان، والعدد المتزايد ممن يعانون سوء التغذية الحاد والجوع، بالإضافة إلى العقبات التي تؤخر أو تعيق التدخل في مناطق رئيسية».
حرب دامية بين الجيش وقوات الدعم السري
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب العام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي». وأسفر هذا الصراع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين.
وتسببت الحرب وفق الأمم المتحدة في «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، وأدت إلى انقسام البلاد بحكم الأمر الواقع بين المتحاربين، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.
عمال الإغاثة يتعرضون لهجمات واعتقالات وقتل
أفاد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان لوكا ريندا،أمس الثلاثاء بأن «الاحتياجات الإنسانية في السودان بلغت مستويات غير مسبوقة. مع ذلك، يتعرض الأشخاص الذين يبادرون لتقديم المساعدة – وهم العاملون لدينا في مجال الإغاثة – لهجمات واعتقالات ومضايقات وحتى للقتل».
– «أطباء بلا حدود» تعلق أعمالها في دارفور بعد هجوم مسلح أسفر عن قتيل
– دعوة دولية وأممية إلى «هدنات إنسانية» في السودان
ويفيد اتحاد أطباء السودان بأن 90% من مستشفيات البلاد أُجبرت على إغلاق أبوابها في مرحلة ما خلال الحرب. وتعرض العديد منها إلى القصف أو اقتحمها مقاتلون ونهبوا كل محتوياتها. كما أن الأطباء أنفسهم تعرضوا إلى هجمات وأُجبروا على إجراء عمليات جراحية لمقاتلين تحت تهديد السلاح.
وفي السياق، تقول الأمم المتحدة إن كثر من 120 عنصر إغاثة قتلوا منذ اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، فيما يواجه حوالي 25 مليون شخص في السودان الجوع الشديد بعد أن حُرم الملايين من مساعدات يمكن أن تنقذ حياتهم.