المراهنات عبر الإنترنت تؤجج صراع الديوك في الفلبين

قبل ثلاث سنوات، حظر الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي المراهنات الإلكترونية بعدما شهدت البلاد المعروفة باسم «لؤلؤة البحار الشرقية» موجة جنونية من مصارعة الديكة.
لكن هذه المنازلات التقليدية المعروفة بـ«سابونغ» عادت لتفرض نفسها بقوة على المجتمع الفلبيني في الشعبية الهائلة التي تتمتع بها، والرهانات التي تدرها والمقدرة بملايين الدولارات أسبوعيا، فضلا عن حالات الاختفاء والقتل التي انتشرت بين المتراهنين، والتي جعلت الوضع مقلقا بما يكفي لدرجة أن البنك المركزي الفلبيني أمر شركات المحافظ الإلكترونية يوم الجمعة الماضي بوقف جميع أنشطتها مع المواقع غير القانونية في غضون 48 ساعة.
وخلال هذا الصيف، استكشف غواصون أعماق بحيرة في جنوب مانيلا بحثا عن جثث مفقودين وقعوا ضحايا لأعمال عنف مرتبطة بالمراهنات الإلكترونية على مصارعة الديوك، وفق وكالة «فرانس برس».
ففي بولاكان، إحدى ضواحي مانيلا، في مكان مزدحم يشهد مواجهات قوية بين الديكة، تُمرر الأوراق النقدية من يد إلى أخرى.
– مصارعة الديوك في الفلبين عادت تبيض ذهبا
– بالفيديو: إقبال المصريين على مصارعة الديوك
– لاعبان يتورطان مع عصابة بكولومبيا لإفساد نتائج المراهنات بالدوري الأسترالي
ويقول المواطن الفلبيني مارسيلو بارانغ إنه يعمل براحة تامة، إذ لا تزال المراهنات الحضورية مسموحة، مضيفا: «لسنا خائفين، نحن مرتاحون، والمباريات تجري بشكل قانوني تماما».
جحيم المراهنات الإلكترونية
وتختلف الأجواء في بولاكان تماما عن جحيم المراهنات الإلكترونية الذي وقع فيه مواطنه «راي جيبرالتار»، على غرار كثير من ممارسي هذه الهواية، خلال جائحة «كوفيد-19».
ينحدر جيبرالتار من عائلة تعشق مصارعة الديوك، واعتاد التردد على ساحات «تاريان» المخصصة لهذه الهواية.
لكن مع تدابير الإغلاق خلال الجائحة، بدأ يراهن عبر الإنترنت بوتيرة محمومة، وفي أغلب الأحيان كان يخسر حوالي 15 ألف دولار يوميا، وفق قوله لوكالة «فرانس برس».
يقول جيبرالتار: «لم أكن آكل، كنت أشرب القهوة وأدخن، لم أكن أنام، والمال الذي خسرته كان بإمكانه شراء منزل وسيارة».
وقبل دخوله مركز إعادة التأهيل للعلاج من إدمان المراهنات الإلكترونية ، راهن بآخر 300 بيزو في محفظته الإلكترونية.
عصابات الجريمة المنظمة
من جهته، يقول مؤسس مركز تعافي المقامرين في الفيليبين ريغان برافيروسا: «في التاريان، عليك اجتياز مسافات من أجل المراهنة، وذلك خلافا للرهانات عبر الإنترنت».
وتقدّر السلطات الفلبينية الإيرادات التي تدرها هذه المراهنات بملايين الدولارات أسبوعيا، لكن هذه الأرباح تصب غالبا لحساب عصابات الجريمة المنظمة.
ومنذ حظر مواقع المراهنات الإلكترونية، أغلقت السلطات الفلبينية أكثر من 6800 موقع، وفق ما أوضح الضابط في الشرطة برنارد يانغ لوكالة «فرانس برس».
لكن استخدام شبكات خاصة افتراضية غالبا ما تجعل من المستحيل تحديد هوية المستخدمين، كما أن العقوبات التي تتمثل في غرامات تبلغ 1000 بيزو (17 دولارا) لا تُشكّل رادعا قويا، وفق يانغ.